لعدم كشف الحقيقة… روح عرفات في رقابهم
الإعلامي أحمد حازم
تاريخ النشر: 16/11/23 | 14:08في الحادي عشر من شهر نوفمبر/تشرين الثاني عام 2004 توفي القائد الفلسطيني ياسر عرفات في مستشفى بيرسي دو كلامار العسكري في ضواح باريس. وقد نقل اليه عرفات في نهاية اكتوبر/ تشرين الأول من مقره برام الله، حيث ظل محاصرا من الجيش الاسرائيلي منذ ديسمبر (كانون الاول) 2001.
الشعب الفلسطيني يتهم إسرائيل بقتله بواسطة «السُّم»، وقد شكّلت القيادة الفلسطينية لجنة تحقيق رسمية برئاسة عضو مركزية فتح توفيق الطيراوي من أجل كشف ملابسات وفاته، لم تعلن عن نتائج واضحة رسمية باستثناء تصريحات قال فيها الطيراوي: إن «بيانات وقرائن تشير إلى أن إسرائيل تقف خلف اغتياله». الأمر المستغرب ان القيادة الفلسطينية قامت بتشكيل لجنة التحقيق بعد مرور ست سنوات على وفاة (اغتيال) الراحل. لماذا؟ لا أحد يعرف باستثناء بعض المعنيين.
في العام 2011 نشرت كتابي الرابع بعنوان “شاهد عيان على ممارساتهم…من قتل ناجي العلي؟” تحدثت فيه بصورة واضحة عن القاتل الحقيقي للراحل ناجي العلي، والذي لا يزال مجهولا(؟!) للسلطة الفلسطينية وما قبلها رغم مرور 36 سنة على اغتياله. ولن تكون عملية قتل ياسر عرفات سهلة بالنسبة للبحث عن القاتل الحقيقي. لكن هناك شبه بين عملية اغتيال ناجي العلي وعملية قتل عرفات: وهو ان عمليتي القتل تمت بأيادي فلسطينية. حتى ان الطيراوي نفسه لم يستبعد في تصريحات لإذاعة صوت فلسطين ضلوع أحد الفلسطينيين باغتيال عرفات.
19 سنة مرت على رحيل عرفات ولغاية الآن لم يخرج أي بيان عن السلطة الفلسطينية حول حقيقة وفاته. ويبدو أن “القضية” ضاعت بين تقارير الكبار وترتيبات المخابرات الفلسطينية والأجنبية، وذهبت روح عرفات سدىً. لا أحد يسأل ولا أحد يهتم. “اللي مات الله يرحمه” للأسف هذه هي الصورة وهذا هو الواقع الآن.
توجد ثلاث روايات تشير الى أنّ عملية قتل ياسر عرفات كانت بقرار إسرائيلي بتغطية أميركية دولية. الرواية الأولى كشف عنها الصحافي دوري دان في كتابه الصادر باللغة الفرنسية بعنوان “أسرار شارون”، حيث تحدث عن مكالمة هاتفية بين شارون والرئيس الأميركي جورج بوش الابن في 14 نيسان 2004، وهو ما يوحي بأنّه في ذاك اليوم حصل شارون على الضوء الأخضر للتخلّص من عرفات، إذ يقول دان في الكتاب إنّ شارون أبلغ بوش بأنّه لا يرى نفسه ملتزماً بعد اليوم بوعده السابق له في آذار 2001 بعدم المساس بعرفات،
أما الرواية الثانية فهي على لسان نبيل أبو ردينة الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية الذي قال في شهادته أمام لجنة التحقيق الخاصة باغتيال الرئيس ياسر عرفات في 28 تموز 2012 أنّ وزير الخارجية الأميركي الأسبق كولن باول التقى الرئيس عرفات قبل أشهر من وفاته وقال له: “نرجو ألّا تكون هذه الزيارة الأخيرة لك. ” والرواية الثالثة على لسان صحافي إسرائيلي اسمه “آمنون كابليوك” كان مقربا من عرفات. فقبل ثلاثة أشهر من اغتياله قال له: “في إسرائيل يبحثون هل من مصلحة في قتل عرفات أم لا، وجميعهم قالوا نعم.. لكنّ أحدهم قال: على ألّا نترك أيّ بصمات.
وأخيراً…
على كل حال تعددت الروايات والتكهنات لكن الأمر الواضح الذي لا مجال للشك فيه هو أن إسرائيل هي المستفيدة من اغتيال ياسر عرفات والذي هدّد باغتياله هم الإسرائيليون