كلمة من القلب بحقّ صديقي الوفيّ المرحوم بروفيسور خليل عثامنة أبو قصي
د. محمود أبو فنّه
تاريخ النشر: 17/11/23 | 7:03أمس زرتُ مع أخي عدنان وأبنائي “ديوان باقة” لتقديم واجب العزاء
لأهله الكرام بوفاة عميدهم بروفيسور خليل عثامنة، وكانت لي الكلمة التالية:
(توفي في 14.11.2023)
أيّها الجمع الكريم، السلام عليكم جميعًا
قال تعالى في كتابه المبين:
“وإذا جاء أجلُهم فلا يستأخرون ساعةً ولا يستقدمون” – يونس 49
وقال: “كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ” – (سورة الرحمن)
وكرّر الشاعرُ كعبُ بنُ زهير فكرةَ حتميّة الموت بقوله:
كلُّ ابنِ أنثى وإن طالت سلامتُه – يومًا على آلةٍ حدباءَ محمولُ
صحيح، إنّ الموتَ حقٌّ لا مفرّ منه، وهذه سنّة الله في خلقه، ومع ذلك كم نحزن على فراق الأحباب الغالين.
واليوم كم أشعر بالألم والحزن على فراق صديقي الوفيّ الغالي الأستاذ خليل أبو قصيّ.
لن أتحدّث عنه كباحث وكمؤرّخ متميّز بمؤلّفاته ودراساته العميقة الأصيلة التي كانت وستظلّ موردًا غزيرًا ينهل منه محبّو المعرفة والتّراث والحكمة.
بل سأتحدّث عنه كإنسان وكصديق:
كان الأستاذ خليل أبو قصيّ إنسانًا عصاميُّا طموحًا حقّق بجهده ومثابرته أعلى المراتب العلميّة، وكسب تقديرَ ومحبّةّ زملائه وطلّابه ومُريديه.
ولكنّه، رغم ما حقّق من إنجازات ومناصب، كان حسن المعشر، بشوشًا متفائلًا محبًّا للحياة والناس، وكان متواضعًا كالسنابل الملأى كما قال الشاعر:
ملأى السنابل تنحني بتواضعٍ – والفارغاتُ رؤوسُهنّ شوامخُ
وكان المرحوم منذ تعارفنا نعم الصديقُ الصّدوق الوفيّ، أصبحنا إخوة … تبادلنا الزيارات العائليّة، وداومنا اللقاءات، وكنّا معًا في مناسبات الأفراح والأتراح المشتركة.
حافظنا على التواصل الدافئ الحميم بيننا، ولن أنسى زيارتَه لبيتنا في كفر قرع في شهر كانون ثاني الأخير ليطمئنّ على صحّتي!
تغمّد الباري برحمته الواسعة الصديق العزيز أبو قصي، وأسكنه فسيح جنّاته، وألهم الأهل الكرام وجميع الأصدقاء والمحبّين جميل الصبر والسلوان.
وإنّا لله وإنّا إليه راجعون –
(ولروح نبيّنا وأمواتنا ولروح فقيدنا منّا قراءة ثواب الفاتحة)
صديق المرحوم وعائلته – دكتور محمود أبو فنّه