جرائم الاحتلال لن ولم تمر بدون عقاب
بقلم : سري القدوة
تاريخ النشر: 20/11/23 | 7:44الاثنين 20 تشرين الثاني / نوفمبر 2023.
في ظل استمرار حرب الاحتلال على الشعب الفلسطيني بدأت حكومة التطرف القمعية الإسرائيلية تعمل على توسيع العملية البرية الإسرائيلية لتشمل جنوب القطاع بهدف خططت له إسرائيل منذ بداية عدوانها وإن جيش الاحتلال يعمل على استهداف الجنوب والوسط لاستكمال عملياتهم العسكرية ضد الشعب الفلسطيني ومن المتوقع أن تتوسع إسرائيل في استهدافها خانيونس في الجنوب، لأنها أعرض منطقة بقطاع غزة (بعرض نحو 12 كيلومترا)، والجزء الشرقي منه كثافة السكان فيه غير عالية، لذلك تخطط إسرائيل لفصل خانيونس عن رفح والوسطى، من أجل الضغط على السكان النازحين من الشمال للجنوب وسكان الجنوب أيضا .
ومنذ بداية الحرب عمل جيش الاحتلال على ما اسماه أحزمة نارية هدم من خلالها لحتى ألان نصف منازل ومباني قطاع غزة فوق رؤوس اصحباها في ظل صمت المجتمع الدولي وتواطؤ الدول ألكبري الداعمة لدولة الاحتلال ووجودها الغير شرعي في فلسطين .
وعملت حكومة الاحتلال على تنفيذ مخططها بهدف إجبار الشعب الفلسطيني على النزوح عن أرضه وفي سبيل ذلك قطعت المياه والكهرباء والغاز ومنعت إدخال السلع الغذائية مما تسبب في مجاعة جماعية في على كافة المناطق بقطاع غزة المحاصر .
واستهدف جيش الاحتلال في عملياته العسكرية المدنيين بشكل مستمر ومارس أبشع عمليات التصفية والقتل والإبادة الجماعية للأطفال والنساء والمرضى، ومؤخرا وسع عملياته لاقتحام المستشفيات من اجل الضغط على السكان بالنزوح، فيما تبدو إسرائيل مشتتة للغاية ولا تملك خطة للتحرك داخل غزة .
واستخدمت حكومة الاحتلال الذريعة ذاتها، لتهجير سكان القطاع بزعم القدرة على الوصول للمقاومة الفلسطينية، واليوم تتحدث عن تهجير من جنوب القطاع الأمر الذي قد يثير قلاقل دولية ويدفع قوى إقليمية للصراع مع إسرائيل بشكل مباشر .
ما يفعله جيش الاحتلال في غزة يشكل إبادة جماعية وتهجير قسري لسكان القطاع، من شأنه تعزيز حالة الاستقطاب الإقليمي، لأن هذا المخطط مرفوض بشكل قاطع من جانب مصر والأردن وكافة الدول العربية .
وباتت حكومة التطرف تروج وبشكل واضح إلى عملية التهجير القسري، سواء لمصر أو الأردن أو أوروبا وأميركا، في ضوء رفض دولي قاطع لهذا الطرح، مما قد ينتج عنه صدام إقليمي وعزلة لإسرائيل وخاصة في ظل توسيع العملية البرية حيث سيؤدي إلى مزيد من القتل والضحايا من الأبرياء، كما سيدفع بتوترات إقليمية ودولية واسعة .
وتمارس حكومة الاحتلال القمعية أقصى أشكال الضغط على الفلسطينيين للنزوح خارج قطاع غزة بشكل كامل وتستهدف إسرائيل البنية التحتية للقطاع والمستشفيات ومراكز الإيواء بهدف الضغط على سكان القطاع للنزوح إلى دول أخرى، وأن التحرك الإسرائيلي من شأنه رفع مستوى التوتر الإقليمي، فمنذ اليوم الأول للأزمة أعلنت كل من مصر والأردن رفضهما القاطع لسيناريو التهجير وتم حشد القوى الدولية التي أيدت الرفض العربي والفلسطيني حيث عملت كل من مصر والأردن على مساندة القضية الفلسطينية في ضوء ثوابتهم التاريخية وعدم السماح بتصفية القضية بتهجير سكان غزة خارج القطاع .
ما يحدث من انتهاكات وجرائم بحق الشعب الفلسطيني ليس بجديد ويجب محاسبة ومساءلة إسرائيل أيضا على جرائمها السابقة التي ارتكبها جيشها ومجموعاتها الإرهابية إبان النكبة عام 1948 حيث اعترفت رسميا ونشرت مؤخرا العديد من الوثائق حول تورط قادتها في جرائم حرب دولية ويجب عدم تركها ان تفلت من العقاب .