نتنياهو وضع أبو مازن في “بوز المدفع” وتجنب انتقاد “هآرتس”
أحمد حازم
تاريخ النشر: 20/11/23 | 9:30رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، “زعلان وغضبان” كثيراً من شريكه في التنسيق الأمني رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. نتنياهو الذي طالما دافع عن عباس وسلطته “قلب الموجة” وركب موجة الهجوم على حليفه الأمني. ” طيب ونتنياهو زعلان ليه؟” اسمعوا الحكاية من “قصقص لسلامة”:
وزارة الخارجية الفلسطينية أصدرت بياناً قالت فيه أن “التحقيق الأولي للشرطة الإسرائيلية أثبت قيام مروحيات إسرائيلية بقصف المدنيين الإسرائيليين في السابع من أكتوبر الذين كانوا قد شاركوا في مهرجان الطبيعة، بما يعني أن الطيران الحربي الإسرائيلي خلّف دمارا كبيرا في المنطقة وجزء من المستوطنات”. وأضافت الوزارة أنها “تطالب جميع وسائل الإعلام والمسؤولين الأمميين وقادة الدول، بمتابعة هذه القضية والاهتمام بما نشره الإعلام العبري حولها ومراجعة مواقفها في ضوء ذلك”،
وكيف كانت ردة الفعل عتد نتنياهو؟ من الطبيعي ان يثور ويهدد ويزمجر، لأنه اعتبر ما ورد في بيان الخارجية الفلسطينية “إنكارا لأن تكون حركة حماس هي التي نفذت المجزرة التي وقعت في حفل رعيم، وتحميل مسؤولية المجزرة لإسرائيل”. هكذا رأى نتنياهو مضمون البيان.
تعالوا نحلل الموضوع من ألفه ليائه: من حق نتنياهو ان يقول ما يشاء ومن حقنا نحن أيضاً أن نحلل المشهد كما هو. على ماذا اعتمد بيان الخارجية الفلسطينية؟ هل ما جاء في البيان هو تحليل فلسطيني؟
بالنسبة للشق الأول من السؤال فإن بيان الخارجية الفلسطينية ليس من صناعتها بل من صناعة الإعلام العبري أي من صناعة أخوة نتنياهو في الدين. وبالنسبة للشق الثاني من السؤال فإن مضمون البيان ليس اجتهادا فلسطينيا بل هو معلومات إسرائيلية “يهودية” موثوق بها عممتها صحيفة “هآرتس” كبرى الصحف العبرية التي تمتاز بمصداقيتها في نقل الحدث. وماذا قالت الصحيفة؟
صحيفة “هآرتس” نقلت عن مصدر في الشرطة قوله إن “التحقيق يشير إلى أن مروحية قتالية تابعة للجيش الإسرائيلي وصلت إلى مكان الحادث من قاعدة “رمات داوود” العسكرية وأطلقت النار على منفذي الهجمات هناك، ويبدو أنها أصابت أيضا بعض المشاركين في المهرجان. ووفقا لتقييم المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، حسبما نقلت “هآرتس”، فإن مسلحي “حماس” لم يكونوا على علم مسبق بمهرجان “نوفا” الذي أقيم بجوار كيبوتس رعيم، وإنما قرروا استهداف الحفل “بشكل عفوي”.
إذاً، فإن البيان الفلسطيني الرسمي هو مجرد إعادة لما كتبته “هآرتس”، وإذا كان نتنياهو غضبان من مضمون البيان الفلسطيني، فعليه أولاً وقبل كل شيء أن يغضب ويزعل من “هآرتس” وليس من حليفه الأمني “أبو مازن” الذي طالما دافع عنه نتنياهو. وهل ننسى قول نتنياهو:” أن لدينا مصلحة بأن تستمر السلطة الفلسطينية بالعمل. وفي النواحي التي تنجح بالعمل فيها فإنها تنفذ العمل لمصلحتنا. ولا توجد لدينا مصلحة بسقوطها”.
وأخيراً… يقولون ان عملية “طوفان الأقصى” التي جرت في يوم السابع من الشهر الماضي هي “مجزرة بحق اليهود” لأنها أسفرت عن وقوع مئات القتلى. ولكن ماذا عن عملية “السيوف الحديدية” المستمرة منذ 45 يوما من الحرب والتي أودت لغاية الآن بسقوط آلاف الأطفال والنساء والمسنين وقصف المساجد والكنائس والمستشفيات.؟ ابحثوا معي عن كلمة تناسب الحدث.