حكومة التطرف الإسرائيلية ودوامة العنف والفوضى
بقلم : سري القدوة
تاريخ النشر: 22/11/23 | 6:55الثلاثاء 21 تشرين الثاني / نوفمبر 2023.
على امتداد الأراضي الفلسطينية المحتلة تمارس حكومة الاحتلال أبشع مؤامرات الاستهداف للوجود الفلسطيني ونفذت قوات جيش الاحتلال هجوما من قبل طائرة حربية إسرائيلية ضد أبناء شعبنا في مخيم بلاطة، والذي خلف خمسة من الشهداء وعدد آخر من الجرحى والمصابين، ودمارا كبيرا في المكان وتفجير المنازل وتجريف البنية التحتية، واستهداف ممتلكات المواطنين من خلال اقتحام جيش الاحتلال للمدن الفلسطينية في الضفة .
هذه الجريمة البشعة امتدادا لجرائم الاحتلال والمستوطنين ضد الشعب الفلسطيني الصامد على أرضه والرافض للتهجير وفي ظل استمرار حكومة التطرف باستهداف مدن الضفة الغربية من خلال قصف المنازل واستخدام الطائرات الحربية والمسيرة في قتل المواطنين الفلسطينيين في الضفة حيث يشكل هذا التطور خطورة بالغة وتصعيد خطير ومحاولة لنسخ طريقة التدمير والقصف الوحشي ضد شعبنا في قطاع غزة وتطبيقها في الضفة بهدف ترهيب المواطنين ودفعهم للهجرة .
هذه الجرائم باستخدام الطائرات الحربية التي تستهدف المواطنين الفلسطينيين وبشكل خاص المخيمات هي أكبر دعوة واستعجال إسرائيلي رسمي لإغراق الضفة في دوامة من العنف والفوضى يصعب السيطرة عليها في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية والعدوان الظالم على قطاع غزة، وأن هذا التصعيد الخطير استخفاف بالدعوات والمطالبات الدولية والأمريكية بوقف التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية .
وبينما تتواصل معارك جيش الاحتلال وحرب الإبادة في الأراضي الفلسطينية المحتلة باتت تنتشر الإمراض حيث حزرت المنظمات الدولية من “الخطر الشديد” لانتشار الأمراض بين سكان قطاع غزة المنهكين والضعفاء ويشكل الافتقار إلى المياه والصرف الصحي والحصول على الرعاية الصحية الأساسية والوقود والمواد الغذائية وغيرها من الضروريات، ليضاف إلى المعاناة القائمة وتصبح حياة المواطنين معرضة للموت في أي لحظة بفعل الحصار والدمار الذي يسببه جيش الاحتلال الإسرائيلي حيث يحاصر السكان المنهكين والضعفاء .
وعملت حكومة التطرف الإسرائيلية لتطبيق إستراتجيتها القائمة على عزل قطاع غزة وفصله عن الضفة الغربية، وعزل القدس والعدوان المتكرر على المسجد الأقصى، والاجتياحات للمخيمات والمدن والقرى، وتكثيف الاستيطان، وذلك من أجل تدمير حل الدولتين وقتل إمكانية تجسيد إقامة دولة فلسطين ولن تنجح في ذلك مهما استمرت في توغلها وعدوانها الظالم .
وتصعد حكومة الاحتلال وجيشها من العدوان لتستهدف مدن الضفة الغربية في ظل اشتداد حربها الظالمة على قطاع غزة حيث تصعد أيضا في عدوانها بالضفة، من خلال الاجتياحات اليومية للمدن والقرى والمخيمات، وعمليات القتل والاعتقال، واستمرار العنف غير المسبوق ضد المعتقلين، الذي أدى لاستشهاد عدد منهم في السجون الإسرائيلية .
إرادة الشعب الفلسطيني في القدس وكافة أراضي دولة فلسطين، عصية عن الكسر، وأصلب من الضغوطات الفاشية والعنصرية والمتطرفة التي تمارسها سلطات الاحتلال بحق أبناء الشعب الفلسطيني ولا يمكن لمؤامرات الإبادة الجماعية ان تنال من إرادته وعزيمته وتمسكه بحقوقه ومهما تواصلت إلية الدمار فلا يمكن ان تنال من صلابة الموقف الفلسطيني او الحقوق الفلسطينية المشروعة .
تداعيات العدوان الإسرائيلي تتواصل بشكل غير مسبوق في ظل صمت المجتمع الدولي وعدم قدرته على إيقاف هذه الحرب الظالمة والعدوان الدموي ويجب العمل دوليا على أن يكون اليوم التالي بعد انتهاء العدوان على الضفة الغربية وقطاع غزة يضمن خلق مسار سياسي شامل وعادل ينهي الاحتلال، ويضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 بما فيها عاصمتها القدس .