دور المكتبات في غرس عادة القراءة الذاتيّة الحرّة
د. محمود أبو فنّه
تاريخ النشر: 23/11/23 | 6:30تسهم المكتبات على اختلاف أنواعها في غرس عادة القراءة لدى أجيالنا، والوضع الأمثل بهذا السياق وجود تتابع واستمراريّة في الخدمة المكتبيّة تبدأ بتأسيس مكتبة منزليّة مع مكتبة للأطفال، ثمّ وجود مكتبة مدرسيّة تتشعّب عنها مكتبة الصفّ، وبعد ذلك توفير مكتبة عامّة في البلدة.
تُتيح المكتبات للقارئ فرصة لاختيار ما يروق له من كتب تناسب ذوقه ومستواه، ويستطيع تخصيص الوقت لقراءة ما اختار في المكتبة نفسها، أو استعارة الكتاب ليقرأه في البيت في الوقت المناسب لذلك.
المكتبات العامّة:
تختلف المكتبات العامّة عن بقية أنواع المكتبات بأنّها مهيأة بأقسامها ومحتوياتها وفعاليّاتها لتقدّم الخدمة المكتبيّة لجميع الشرائح العمريّة وجميع المواطنين في البلدة.
ولنجاح المكتبة العامّة يجب أن تتوفّر فيها المقوّمات والنشاطات والمبادرات التالية:
– أن تتوفّر فيها الأجواء المناسبة والجذّابة للقرّاء من حيث: قاعات واسعة نظيفة، مكيّفة الهواء، مقاعد مريحة، سجاجيد وبسط خاصّة في قسم الأطفال، جدران مزيّنة بلوحات ورسومات جميلة، محاطة بحديقة جميلة وأشجار ظليلة…(أنظر نصّي بعنوان: “ليلة أحلام اليقظة تتحقّق!”).
– تحتوي على كميّة وافرة من الكتب في شتّى المواضيع والاختصاصات مرتّبة ومصنّفة بحسب المعاير العلميّة المنهجيّة للمكتبات، وهي كلّها مسجّلة في الحاسوب ليسهل الوصول إليها.
– وجود موظّفين أخصائيّي مكتبات – أمناء مكتبات – مؤهّلين ذوي كفاءة يحسنون التعامل مع القرّاء وتوجيههم وإرشادهم. والمفروض أن يكون عدد الموظّفين كافيًا لإدارة المكتبة وتفعيلها بنجاعة ونجاح، وأن يكونوا على دراية بأساليب التعامل الودّيّ المشجّع للقرّاء، مطّلعين على الجوانب التربويّة والنفسيّة للقرّاء، يتحلّون بتقدير لقيمة الكتب والمكتبات وأثرها الفعّال في تنشئة الأجيال الصالحة، وأن يكونوا مرنين ميّالين إلى الفرح والتفاؤل محبّين للقراءة…
– أن تتيح المكتبة العامّة للقرًاء الجلوس في المكتبة، بعد اختيار الكتاب المناسب لهم، والقراءة في أجواء هادئة مريحة.
– أن توفّر الخدمة المكتبيّة إمكانيّة استعارة الكتب لفترة محدّدة تعاد الكتب في الموعد.
– أن تقوم المكتبة العامّة بنشاطات وفعاليّات تساعد على تشجيع القراءة مثل:
إقامة محاضرات وندوات حول كتب صادرة كان لها صدى وانتشار واسع، أو حول موضوعات أدبيّة أو اجتماعيّة أو تربويّة يشترك فيها محاضرون ذوو اختصاص وأدباء وكتّاب.
– إنشاء مجموعات أو نوادٍ للقرّاء يحسب الميول والشريحة العمريّة.
– إجراء مسابقات مع جوائز تشجيعيّة للقرّاء المتميّزين في عدد الكتب التي قرأوها في فترة زمنيّة محدّدة.
– الإعلان عن أبحاث ودراسات حول موضوع معيّن وتقديم جوائز للمتميّزين.
– عرض أفلام أو مسرحيّات تدور حول أعمال أدبيّة مشهورة وإجراء نقاش وحوار في أعقاب العرض.
– تخصيص زاوية لعرض الجديدة والتعريف بها.
– دعوة ممثلين ورواة ليقصّوا على المستمعين – خاصّة من الأطفال- حكايات وقصصًا شعبيّة مشهورة.
– إقامة معارض للكتب لجمهور القرّاء لتعريفهم بأنواع الكتب وتشجيعهم على اقتنائها.