هل حققت إسرائيل أهدافها الرئيسية للحرب على غزة؟
الإعلامي أحمد حازم
تاريخ النشر: 24/11/23 | 15:25في كل حرب يتراجع الاقتصاد وفي كل حرب يتغير مستوى المعيشة الى الأسوأ وفي كل حرب تتأثر الأوضاع الاجتماعية، لكن ليس في كل حرب يتم إغلاق وزارات بأكملها كما جرى في إسرائيل في الأيام الأخيرة. اسرائيل وعلى لسان وزير ماليتها اليميني المتطرف سموتريتش، أعلنت عن إغلاق ست وزارات دفعة واحدة كونها تشكل عبئاً كبيرا في فترة الحرب، وهي وزارات لا لزوم لها كما قيل.
لقد أوصت وزارة المالية مؤخراً بإغلاق 6 وزارات:(شؤون القدس والتقاليد، التراث، الشتات، الاستيطان والمهامّ القومية، التعاون، والمساواة الاجتماعية) مبررة ذلك بـ “ترتيب أولويات اقتصادية اجتماعية جديدة في إسرائيل”، وهذا طبعاً نتيجة الحرب على قطاع غزّة، بما ينذر بمزيد من التأزّم والشقاق السياسي في الدولة العبرية.
والسؤال الذي يطرح نفسه” ما دامت هذه الوزارات لا لزوم لها فلماذا تم تأسيسها أصلاً؟ الجواب واضح: وهو إرضاء اليمين المتطرف ليس أكثر على حساب الشعب. واليوم ونتيجة الحرب على غزة رأى سموتريتش نفسه مضطراً الى الاعتراف بعدم جدوى هذه الوزارات.
مع دخول الحرب على غزة شهرها الثاني، كان من المفترض حسب التوقعات الإسرائيلية ان يكون كل شيء منتهيا لصالح إسرائيل، وان تكون أهداف الحرب قد تحققت. لكن ما جرى هو العكس تماماً: الرهائن عند حماس لا تعرف عنهم إسرائيل أي شيء لغاية كتابة هذه السطور، وقادة حركة حماس الكبار من سياسيين وعسكريين لا يزالوا على قيد الحياة.
تعالوا نسمع من قادة سياسيين وعسكريين إسرائيليين عما اذا كانت الحرب على غزة قد حققت أهدافها بعد دخولها الشهر الثاني. رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق، عاموس يادلين يرى إنّ “الجيش الإسرائيلي لا يزال بعيداً عن تحقيق أهدافه في العدوان على قطاع غزّة، وعامل الوقت ليس لمصلحة إسرائيل، لا في الشمال، ولا في الاقتصاد، ولا بالنسبة إلى الضغط من الخارج”. أما معلق الشؤون العربية في “القناة الـ13″، حيزي سيمانتوف، فيقول: “لا يوجد تغيير في غزّة، ولم يتم تصفية يحيى السنوار، وإسرائيل ليست قادرة على القضاء على حماس كلياً”.
وكالة “بلومبرغ” الأميركية ذكرت قبل أيام، أن امتداد الحرب في غزة دون أفق للحل سيجعل تكلفتها أكبر مما كان متوقعا، وسط مطالبة مئات الاقتصاديين الإسرائيليين باتخاذ إجراءات تقشفية كما أنّ التكلفة الحربية من دون التكلفة على عموم الاقتصاد الإسرائيلي، تُقدّر اليوم بنحو 260 مليون دولار يومياً. هذا الرقم هو أكثر ممّا توقّعته إسرائيل نفسها بداية الحرب، وهو مرشّح للارتفاع أكثر، مع تعاقب أيام الحرب وارتفاع الخسائر وتفاقم النقمة الشعبية والمطالبات بالتعويضات.
وأخيراً…
نائب رئيس “الكنيست” الإسرائيلي وعضو لجنة الشؤون الخارجية والأمن فيه نسيم فاتوري، دعا في تغريدة له إلى حرق قطاع غزة، وقبله قال وزير التراث عميحاي إلياهو إنه يؤيد قصف القطاع بقنبلة نووية، وماذا يقول العالم؟ كالعادة لا يسمع. نسينا أن المطالبة بحرق قطاع غزة والقاء قنبلة نووية عليه هو “دفاع عن النفس”. بدون تعليق. قانون الطوارئ فوق رؤوسنا.