رأي مغاير حول واقع اليسار الفلسطيني ومستقبله

تاريخ النشر: 17/11/11 | 7:14

 اليسار الفلسطيني آخذ بالتراجع والانحسار والتقوقع بعد ان كان فاعلاً في الشارع الجماهيري الفلسطيني، وفقد رونقه في المشهد السياسي الفلسطيني في اعقاب انهيار المنظومة الاشتراكية وغياب الاتحاد السوفييتي عن الساحة العالمية وتأثيره على مجرى الاحداث، ولم تعد افكاره ورؤاه تلبي طموحات واحلام الشباب الفلسطيني في عصر المادة والانترنت والفيسبوك والايفون، وهجرته الجماهير لانها ادركت بحسها العفوي عجزه عن تغيير واقعها البائس المرير وعدم طرح البديل الموضوعي وايجاد حلول لقضاياها ومشاكلها اليومية المعيشية.

في الماضي كان اليسار الفلسطيني صاحب رؤى وطنية ثابتة وقيم ثورية راسخة، وكان مشاركاً دائماً في الحياة الاجتماعية والسياسية الفلسطينية، وبدلاً من مناهضته سلطة اوسلو والوقوف ضد القيادات البرجوازية الكبرادورية فانه يبحث عن فتات وقواسم مشتركة مع السلطة .

وباختصار يمكن القول، ان تراجع دور وحضور اليسار الفلسطيني هو من ابرز السمات العامة التي تطبع المشهد السياسي الفلسطيني وتفاعلاته اليومية، وغدا يعيش على هامش الخارطة السياسية، ويطالب الاعتراف به كمعارضة موالية ووسيط في الخلافات بين حركتي “فتح” و”حماس” . وتأسيساً على ذلك فان اليسار مطالب في هذا المرحلة العاصفة بمراجعة فكرية نقدية ذاتية شجاعة، وتنظيف ما علق به من شوائب وطحالب، والعودة الى الشارع بطرح جديد مختلف ونموذج نضالي وعلمي مرتبط وملتصق بالمصالح الوطنية والشعبية، وصياغة مشروع وطني تحرري يلبي طموحات ومصالح الجماهير الفلسطينية الكادحة . علاوة على تجميع كل القوى اليسارية بتشكيلاتها وتلويناتها المختلفة في بوتقة واحدة ووعاء واحد، واحياء التثقيف الحزبي اليساري الواسع والشامل، ووضع برامج تثقيفية وتنويرية، وتأسيس منظومة اعلامية قادرة على تأصيل وتعميق دور الثقافة والفكر والوعي في الحياة العملية والاجتماعية الفلسطينية. واذا لم يسارع اليسار الفلسطيني لملمة صفوفه والاستفادة من اخطاء الماضي واعادة النظر في ادائه وممارساته وسياساته فان الزمن سيتجاوزه بغير رجعة.

بقلم شاكر فريد حسن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة