مالك بن نبي من خلال ماذا أعرف عن الإسلام- الحلقة الأولى
معمر حبار
تاريخ النشر: 26/11/23 | 23:27Malek Bennabi “Que sais-je de L’Islam”,Edition ALEM EL FIKR, 2003, Mohammadia,Alger, Algérie. Contient 88 Pages.
مقدمة القارىء المتتبّع:
اشتريت الكتاب من معرض الكتاب.
أعترف أنّي لأوّل مرّة أقرأ هذا الكتاب.
عنوان الكتاب وحسب ترجمتي، هو: ماذا أعرف عن الإسلام.
عنوان الكتاب:
عنوان المقال، وعنوان الجريدة الحائطية لمسجد الطلبة، وعنوان الكتاب: “ماذا أعرف عن الإسلام”، مأخوذ من الحديث النبوي الشريف الطويل، وقد ذكر مالك بن نبي بعضا منه في صفحة 31، مع اختلاف في اسم الراوي:
“عن عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ قالَ: بيْنَما نَحْنُ عِنْدَ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ذاتَ يَومٍ، إذْ طَلَعَ عليْنا رَجُلٌ شَدِيدُ بَياضِ الثِّيابِ، شَدِيدُ سَوادِ الشَّعَرِ، لا يُرَى عليه أثَرُ السَّفَرِ، ولا يَعْرِفُهُ مِنَّا أحَدٌ، حتَّى جَلَسَ إلى النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فأسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إلى رُكْبَتَيْهِ، ووَضَعَ كَفَّيْهِ علَى فَخِذَيْهِ. وَقالَ: يا مُحَمَّدُ أخْبِرْنِي عَنِ الإسْلامِ، فقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: الإسْلامُ أنْ تَشْهَدَ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، وتُقِيمَ الصَّلاةَ، وتُؤْتِيَ الزَّكاةَ، وتَصُومَ رَمَضانَ، وتَحُجَّ البَيْتَ إنِ اسْتَطَعْتَ إلَيْهِ سَبِيلًا…”.
مكان كتابة المقالات:
كتب الأستاذ مالك بن نبي مقالاته في المجلة الحائطية بمسجد الطلبة بالعاصمة الجزائرية.
صليت عدّة مرّات بمسجد الطلبة المذكور حين كنت طالبا بجامعة الجزائر بالعاصمة سنوات 1990.1986. وتصفحت بعض كتبه ، ومجلاته يومها، ومجلته الحائطية والتي لاأتذكر منها الآن شيئا. لكن كانت مغايرة لما كان يومها في المساجد، ومرد ذلك لطبيعة العنصر الإنساني المتمثّل في الطلبة، والظروف التي مرّت بها الجزائر يومها.
سنوات كتابة المقالات:
كتب مالك بن نبي هذه المقالات سنوات 1973-1970.
هناك بعض المقالات كتبت في الشهر الذي توفى فيه مالك بن نبي. ومن هنا كانت أهمية هذه المقالات.
كان سنّ مالك بن نبي حين كتبت هذه المقالات مابين 65، و68 سنة. أي في كامل نضجه، وتمام وعيه، ومسؤولا عن مايكتب، ومدركا للمواقف التي يتّخذها.
وتكمن قيمة المقالات في كونها من ضمن آخر ماكتب، فيما قرأنا، ونزعم، ونتذكر.
الكتب التي يجب مراجعتها لفهم المقالات:
لفهم الكتاب الذي بين يديك، يستحن من القارىء أن يعود لقراءة الكتب التي ألّفها مالك بن نبي في أواخر أيّامه، وأثناء كتابته للمقالات سنوات: 1973-1970، وهي:
أ. “دور المسلم ورسالته في الثلث الأخير من القرن العشرين[1]”. وقد ذكره بالإسم في صفحة 53. و”ألقيت المحاضرة الأولى والثانية بتاريخ مارس وأفريل 1972 أي سنة و 6 أشهر قبل وفاة مالك بن نبي باعتباره توفى بتاريخ: 31 أكتوبر 1973. وألقى المحاضرة وهو في سنّ 67 سنة[2]، باعتباره من مواليد “1905.
ب. “أزمة العالم الإسلامي[3]”. وتكمن أهمية هذا الكتاب في: ” أجري الحوار في أواخر حياة مالك بن نبي حين قال في صفحة 106: “إنّني الآن أشرف على السبعين، بعد أن بلغت الثامنة والستين”، وجاء أيضا في صفحة 120 قول مالك بن نبي: ” السنة الماضية 1971″، ومعناه أنّ الحوار أجري سنة 1972 أي عام واحد قبل وفاته[4] باعتباره توفى سنة 31 أكتوبر 1973.
ت. “مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي”، وقد ذكره بالإسم في صفحة 84، باعتباره ألّفه سنة 1972.
ضرورة مراجعة كتاب: “الصراع الفكري في البلاد المستعمرة”:
ظلّ مالك بن نبي يتحدّث عن الصراع الفكري. مايدلّ على أهمية الكتاب، والصراع الفكري لديه. وقد بذل جهده، وعرقه، وسهره، وأيّامه الأولى، والأخيرة في بسط الصراع، وشرحه، والتّحذير منه، وأهميته البالغة. ولا عجب إن ظلّ يتحدّث عنه، ويصرّ عليه وهو في أيّامه الأخيرة.
ثوابت مالك بن نبي:
ظلّ مالك بن نبي، وفي أواخر أيّامه متشبّثا بمواقفه، ومصطلحاته كـ: “محور طنجة جاكرتا”، و”الصراع الفكري”، و”القابلية للاستدمار”، ونظرته الثّابتة لبعض الصراع كانفصال باكسان، وجريمة احتلال فلسطين، وبعض الشخصيات كيوسف بن خدة، رغم مرور عقود على الأحداث، والأشخاص.
أخطاء مطبعية:
أقول: المقال الذي كتبه مالك بن نبي، وحسب ترجمتي، بعنوان: “قبل-فيما يخص ماذا أعرف عن الإسلام”، وبتاريخ: 1 جانفي 1970، أي المقال الأوّل. وضعه المكلّف بجمع المقالات الأستاذ: زدور محمّد إبراهيم في ثنايا الكتاب، وبالتّحديد في صفحة 39، وبعد خمس مقالات. وكان من المفروض أن يوضع في أوّل مقال من الكتاب. وتكرّرت هذه الملاحظة، أي لم يكن هناك ترتيب حسب تاريخ صدور المقالات كما هو مبيّن في مقدمة الكاتب، وفي صفحتي: 16-17.
عنوان المقال حسب ترجمتي، هو: “وعد الإسلام”، كتب بتاريخ: ماي 1973، في صفحة 30. وهو نفسه الذي أشار إليه الأستاذ المكلّف بجمع المقالات على أنّه بتاريخ: 10 جوان 1973، وفي صفحة 17.
ويتساءل القارىء المتتبّع: هل هو سهو؟ أم خطأ مطبعي؟ أم حكمة لم يصل نصل إليها.
الإثنين 14 جمادى الأولى 1445هـ، الموافق لـ 27 نوفمبر 2023
الشرفة- الشلف- الجزائر
[1] مالك بن نبي: “دور المسلم ورسالته في الثلث الأخير من القرن العشرين”.ومحاضرة “رسالة المسلم ورسالته في الثلث الأخير من القرن العشرين”، لمالك بن نبي، دار الفكر، دمشق، سورية، طبعة 1986 عن طبعة 1978، من 63 صفحة.
[2] للزيادة، راجع من فضلك مقالنا بعنوان: مالك بن نبي.. دور المسلم ورسالته – معمر حباروبتاريخ: الإثنين22 رجب 1439 هـ الموافق لـ 09أفريل 2017.
[3] مالك بن نبي: “أزمة العالم الإسلامي”، مجموعة محاضرات وحوارات أجراها مالك بن نبي رحمة الله عليه، وقام بجمعها الأستاذ عبد الرحمان بن عمارة وأعاد نشرها بتاريخ: 11 سبتمبر 2016 كما جاء في مقدمة الكتاب، والكتاب نشرته دار بن مرابط، الجزائر، السداسي الأول 2017 من 140 صفحة. [4] للزيادة، راجع من فضلك مقالنا بعنوان: مالك بن نبي.. حوار العام الأخير قبل وفاته– معمر حباروبتاريخ: الأربعاء 11 جمادى الثاني 1439 هـ الموافق لـ 28 فيفري 2017
—