ما أشطرهم بتزوير الحقائق والكذب
أحمد حازم
تاريخ النشر: 27/11/23 | 11:50وشهد شاهد منهم، من دينهم، من جلدتهم، من ساستهم ومن قادتهم. انه رئيس الحكومة الأسبق إيهود باراك، الذي فنّد كذب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأعضاء حكومته وجيشه، حول بناء الفصائل الفلسطينية أنفاقاً أسفل مستشفى الشفاء في قطاع غزة، لاتخاذها مستودعاً للأسلحة وغرفة عمليات لإدارة القتال منها، واحتجاز أسرى إسرائيليين فيها. نعم باراك يقول لنتنياهو انه كاذب.
إيهود باراك وفي حوار معه على قناة CNN الأمريكية اعترف بأن اسرائيل هي التي بنَت الانفاق الموجودة تحت مستشفى الشفاء قبل 40-50 عاماً، وذلك رداً على سؤال المذيع كريستيان أمانبور، حول ادّعاءات إسرائيل بوجود مقر لحركة حماس تحت مستشفى الشفاء في غزة. باراك قدم توضيحات مهمة أخرى حول هذا الأمر بقوله: “من المعروف منذ سنوات عديدة أن تحت مستشفى الشفاء ملاجئ بناها متعهدون إسرائيليون، تُستخدم مقرّاً لحماس، وتقاطع عدة أنفاق هو جزء من هذا النظام”.
وليتأكد المذيع أكثر مما قاله باراك سارعه بالسؤال مرة أخرى عما إذ كانت هذه الانفاق قد بناه مهندسون إسرائيليون أم أنه أخطأ في التعبير؟”. فأجابه بارك مؤكدا على ما قاله: “لقد ساعدنا في بناء هذه الملاجئ قبل 40 أو 50 عاماً على الأرجح لتوفير مساحة أكبر لعمليات المستشفى ضمن المنطقة المحدودة للحرم الجامعي” . القناة 14 العبرية اعتبرت تصريحات باراك ضربة قاتلة اذا قالت ” إن “إيهود باراك وجّه ضربة قاتلة إلى إسرائيل خلال حواره مع CNN وأثار ضجة في العالم العربي”.
لم تكن هذه المرة الأولى التي تظهر فيها قناة (سي أن أن) الكذب الإسرائيلي، رغم العلاقة الجيدة جدا بين هذه الفضائية الأمريكية مع إسرائيل وقادتها من ساسة وعسكريين. فكانت مراسلة شبكة (CNN) الأمريكية سارة سيدنر، قد اعتذرت عن دفاعها عن مزاعم إسرائيل بشأن مقتل أطفال خلال هجوم عملية “طوفان الأقصى” في السابع من الشهر الماضي. وقالت في تدوينة على منصة “إكس” بكل وضوح” “بالأمس قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إنه تأكد من قيام حماس بقطع رؤوس الأطفال والرضع بينما كنا على الهواء مباشرة وتقول الحكومة الإسرائيلية اليوم إنها لا تستطيع تأكيد قطع رؤوس الأطفال كان يجب أن أكون أكثر حذرا في كلامي. أعتذر”.
وما دام الشيء بالشيء يذكر، فإن مراسل وكالة الأناضول التركية اتصل هاتفيا مع مكتب متحدث الجيش الإسرائيلي بشأن هذا الموضوع، وسأله إذا كان بإمكانه تأكيد ذلك أو تقديم معلومات عن الأمر، وأجاب المكتب: “لقد اطلعنا على تلك الأخبار، لكن ليس لدينا أي تفاصيل أو تأكيد بشأنها”. يعني ان الموضوع من أصله تلفيق بتلفيق.
حتى ان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يخجل من نفسه عندما قام بنشر صورة متفحمة لكلب قال انها لطفل إسرائيلي احرقه مقاتلو حماس. الصحفي الأمريكي جاكسون هينكل كشف زيف صورة الطفل المتفحم التي نشرها نتنياهو، موضحاً أن “صورة الطفل المزعوم تعود إلى كلب في عيادة طب بيطري تم تزييفها عن طريق الذكاء الاصطناعي”. ما أشطرهم بالكذب وتزييف الحقائق.
وأخيرا… هناك دول أعلنت عن قطع العلاقات مع إسرائيل وإغلاق سفاراتها حتى وقف إطلاق النار في غزة. هل سمعت دول التطبيع بهذا الخبر؟ لا تعليق. نحن تحت قانون طوارئ.