التهجير والطرد سياسة كل حكومات اسرائيل
الإعلامي أحمد حازم
تاريخ النشر: 01/12/23 | 18:58يقول الكاتب الاسرائيلي آري شبيط في مقال له في صحيفة هآرتس في الثامن من شهر سبتمبر/ أيلول عام 2016 ان “القوة الوحيدة في العالم القادرة على إنقاذ إسرائيل، هم الإسرائيليون أنفسهم، وذلك بابتداع لغة سياسية جديدة، تعترف بالواقع” هذا الكلام لمحلل سياسي يهودي وليس لكاتب عربي . لكن قادة إسرائيل من سياسيين وعسكريين لا يلتفتون لأي تحليل منطقي وواقعي حتى لو كان التحليل من أحد أبناء جلدتهم.
عضوا الكنيست “رام بن باراك” و”داني دانون”، نشرا مقالا مشتركا في صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، اقترحا فيه خطة هجرة طوعية للاجئي غزة، ووزير المالية اليميني المتطرف “بتسلئيل سموتريتش” دعا أهالي قطاع غزة للهجرة إلى مختلف دول العالم،
هذا الأمر ليس بجديد، بل هو احياء لفكرة الـ “ترانسفير” التي تبنتها الحكومة المتطرفة لأرئيل شارون، في العام 2001، بعد دخول ائتلاف الوزير رحبعام زئيفي طرفًا فاعلًا به. وكان زئيفي الذي ارتبط اسمه مع خطة الترانسفير الشهيرة قد اعترف بأن فكرة الترانسفير ليست فكرته، بل استلهمها من قادة الحركة الصهيونية. ففي مقال له في صحيفة “هآرتس” بتاريخ 17 آب/ أغسطس 1988، بعنوان “الترحيل من أجل السلام”، كتب زئيفي: “صحيح أنني أؤيد الترانسفير بحق الضفة الغربية وقطاع غزة إلى الدول العربية، لكنني لا أملك حق ابتكار هذه الفكرة، لأنني أخذتها من أساتذة الحركة الصهيونية وقادتها، مثل دافيد بن غوريون الذي قال إن أي تشكيك من جانبنا في ضرورة ترحيل كهذا، وأي شك عندنا في إمكان تحقيقه، وأي تردّد من قبلنا في صوابه، قد يجعلنا نخسر فرصة تاريخية”.
هم لا يؤمنون ً بالحلول بل بالطرد أو المماطلة في الموافقة على حلول. وهل ننسى مقولة رئيس الحكومة الأسبق شامير المشهورة في عام 1991، خلال مؤتمر مدريد للسلام، والذي قال:”سنفاوض الفلسطينيين 20 عاما دون ان نتنازل لهم عن شيء”.
في كتابه «الصورة والحقيقة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني» يقول ديفيد بن جوريون: “يرى الجميع أنَّ ثمَّة صعوبة في مسألة العلاقة بَيْنَ العرب واليهود، ولكن ليسوا كلُّهم قادرين على أن يروا أنَّه ليس من حلٍّ لهذه المسألة، وحدها السفسطة يُمكِنها أن تحلَّ النزاع بَيْنَ المصالح اليهوديَّة والعربيَّة”. والسفسطة هي التلاعب بالألفاظ بمعنى إنَّ الخداع والأوهام والتلاعب بالمصطلحات والأفكار جزء من ثقافة التعاطي الإسرائيلي مع مسألة الصراع.
حتى أن يتسحاق رابين الذي اعتبروه رجل سلام من الطراز الأول وتم منحه جائزة نوبل للسلام في سنة 1994، حين كان رئيساً للحكومة، عبر عن ذلك بدقة عندما دعا “إلى أن تعمل إسرائيل، في السنوات العشر أو العشرين المقبلة، على خلق أوضاع من شأنها أن تدفع اللاجئين إلى الهجرة الطوعية الطبيعية من قطاع غزة والضفة الغربية إلى الأردن.”
ان فكرة ترحيل الفلسطينيين الى سيناء وفتح باب الهجرة لآخرين هي أفكار كان مناحيم بيغين وغيره قد تحدثوا عنها سابقا. فقد نشرت صحيفة “هآرتس” مقالاً في نهاية سبتمبر 1988 ذكرت فيه أن مناحيم بيغين، كان قد دعا إلى تصفية المخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية ونقل سكانها إلى سيناء.
وأخيراً…
نتنياهو يقول انه ملتزم بالقضاء على حركة حماس، ونظيره الأسبق إيهود باراك يرى استحالة القضاء عليها، وصحيفة “هآرتس” تقول ان إسرائيل لن تنتصر في هذه الحرب. برأيكم من نصدق؟