رفض الانحياز لإسرائيل في حرب غزة… بابا الفاتيكان تحت المجهر
الإعلامي أحمد حازم
تاريخ النشر: 07/12/23 | 17:53في الثاني والعشرين من شهر تشرين ثاني/نوفمبر الماضي التقى بابا الفاتيكان بشكل منفصل بوفدين يمثلان أهالي الرهائن الإسرائيليين لدى حركة حماس، وأهالي المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيليّة. وبعد ذلك توجّه البابا إلى قاعة بولس السادس للّقاء الأسبوعيّ التقليديّ كلّ يوم أربعاء مع الكاثوليك وغير الكاثوليك القادمين من مختلف دول العالم، حاملاً معه قلق ذوي الرهائن من الجانبين.
البابا فرنسيس قال: ” كلّهم يعانون سمعت معاناتهم، الحروب تصنع هذه المعاناة، لكنّنا هنا أمام ما هو أبعد من الحرب، إنّه الإرهاب”. البابا لم يحدّد هويّة هذا الإرهاب. ولكنّ المفهوم ضمنا انه قصد الطرفين. كلام البابا يعكس بصورة واضحا الموقف غير المنحاز في الحرب على غزة.
هذا الموقف لم يعجب يهود إيطاليا ولم يرق لهم، ولذلك سارع حاخامات إيطاليا الى الاعتراض عليه واعتباره مساواة بين حماس وإسرائيل. وأرسلوا رسالة اعتراض على موقف الفاتيكان. واعتبر مجلس حاخامات إيطاليا أن البابا يتهم كلا الطرفين علنا بالإرهاب، وادّعوا وجود تصريحات إشكالية لأعضاء بارزين في الكنيسة، إما تخلو من إدانة حماس أو تساوي بين حماس وإسرائيل.
البابا لم يرد شخصيا على الرسالة، بل جاء الرد من أمين سرّ دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين الذي قال فيه: “إنّها ليست المرّة الأولى التي يُهاجَم فيها الفاتيكان من قبل أطراف متصارعة أو متحاربة، ففي الحرب العالميّة الأولى هوجم البابا بنتدكتوس الخامس عشر من قبل طرفَي الحرب (دول الحلف ودول المحور) ومنذ أكثر من سنة اتُّهم البابا فرنسيس بمساواته بين روسيا المعتدِية وأوكرانيا المعتدى عليها. وأعاد الكاردينال بارولين الى الأذهان أنّ “الفاتيكان اتّخذ موقفاً واضحاً ضدّ هجوم حماس، وهو يرفض الحرب الإسرائيليّة على غزّة والتي ذهبت إلى ما هو أبعد من الحرب، إلى الإرهاب”، على حدّ قول البابا فرنسيس.
اتفاق الهدنة بين طرفَي الصراع اعتبره الفاتيكان “خطوة مهمّة يعطي أملاً بالتوصّل إلى إطلاق كلّ الرهائن والأسرى وإلى وقف نار نهائيّ لهذه الحرب وليس فقط إلى هدنة أيام”. لكن أمل الفاتيكان ذهب مع الريح لأن طائرات الجيش الإسرائيلي عادت لقصف غزة.
واضح جدا ان البابا مهتم جداً بالقضية الفلسطينية وبالتحديد بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني بشكل عام وبالسلام في الشرق الأوسط: الصراع في الأراضي المقدّسة أدّى إلى تهجير الآلاف من الفلسطينيين المسيحيين الذين كانوا يشكّلون حوالي 11% من السكان واليوم حوالي 1% (في إسرائيل والأراضي الفلسطينيّة) وهجرتهم هي جزء من مؤامرات تهجير مسيحيّي بلدان الشرق الأوسط (لبنان، سوريا والعراق) مع اختلاف الاسباب.
ويرى محلّلون ان “هذا التهجير يقلق يشكل كبير البابا فرنسيس لسببين رئيسيين: أولهما الحفاظ على الوجود المسيحي في الأرض التي انطلقت منها المسيحيّة، وثانيهما الحفاظ على التعايش بين المسيحيّة والإسلام واليهوديّة في المنطقة التي انطلقت منها الديانات الثلاث.”
وأخيرا…
يوجد عرب، يعيشون عقدة الدونية تجاه (الخواجة)، و”يمسحون الجوخ” والأحذية حتى بألسنتهم دون حياء إذا تطلب الأمر. بئس على هذا النوع من البشر..