في اليوم العالمي لإحياء وتكريم ضحايا جرائم الإبادة الجماعية
تاريخ النشر: 09/12/23 | 9:52مركز “شمس” آما آن للعالم (الحر) أن يوقف جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة؟
رام الله : دعا مركز إعلام حقوق الإنسان والديمقراطية “شمس” دول العالم إلى وقف جرائم الإبادة الجماعية المستمرة بحق الشعب الفلسطيني، ففي اليوم الذي يحتفل فيه العالم لإحياء وتكريم ضحايا الإبادة الجماعية ومنع هذه الجريمة في 9/12/ من كل عام بموجب القرار الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم(323/69) المؤرخ في 29 أيلول سبتمبر 2015م، والذي يمثل هذا اليوم التاريخ الذي أقرت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة في 9/12/1948م اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية ومعاقبة مرتكبيها، وقد تم إقرار هذا اليوم من قبل الجمعية العامة بدون تصويت، إذ أجمعت كافة الدول الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة على أن تقوم كل دولة بواجباتها وتأخذ على عاتقها حماية سكانها من جريمة الإبادة الجماعية ومنع التحريض عليها والترويج لها من أي جهة كانت في تلك الدولة.
واستنكر مركز “شمس” ما تقوم به آلة الحرب الإسرائيلية من ارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والتي تأتي بنية مسبقة ومبيتة من قبل حكومة الاحتلال الإسرائيلي وبشكل علني وصريح وفق ما صرح به وزير الحرب في حكومة الاحتلال الإسرائيلي (يوآف غالانت) حين قال أن قطاع غزة سوف يصبح (بلا كهرباء ولا طعام ولا ماء ولا وقود، كل شيء مغلق، وأضاف نحن نحارب حيوانات بشرية ونتصرف وفقاً لذلك)، وهذا يؤكد على فعل الإبادة الجماعية الذي تمثل في استهداف المدنيين بأقوى أنواع الأسلحة الفتاكة والمحرمة دوليا منذ 7/10/2023م حيث أدت تلك الجرائم إلى استشهاد ما يزيد عن (17487) شهيد، علماً بأن (70%) منهم من النساء والأطفال، وإصابة أكثر من (46480) مواطن بجروح مختلفة ، واستشهاد أكثر من (218) من الكوادر الطبية، وتدمير أكثر من (50) مركبة إسعاف وتدمير (56) مؤسسة صحية بالكامل، وإخراج (20) مستشفى من الخدمة حسب بيانات وزارة الصحة.
وأكد مركز شمس” على أن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة هو جريمة إبادة جماعية واضحة المعالم والتي عرفتها كل من المادة رقم (2) من اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها لسنة 1948م والمادة رقم (6) من اتفاقية روما الخاصة بإنشاء المحكمة الجنائية لعام 1998م على أنها ( أي فعل يرتكب بقصد إهلاك جماعة قومية أو إثنية أو عرقية أو دينية إهلاكا كلياً أو جزئياً، من قتل أفراد الجماعة وإلحاق ضرر جسدي أو عقلي جسيم بأفراد الجماعة أو إخضاع أفراد الجماعة عمداً لأحوال معيشية يقصد بها إهلاكها الفعلي كلياً أو جزئياً)، وبناءً على ذلك فإن استهداف المدنيين(الطواقم الطبية، الصحفيين، النساء والأطفال والشيوخ) والأعيان المدنية (المستشفيات، المدارس، المراكز الطبية، الكنائس، المساجد، الجامعات، مراكز الدفاع المدني، مركبات الإسعاف، المؤسسات الإعلامية) في قطاع غزة بشكل مباشر من قبل الاحتلال الإسرائيلي يعتبر جريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان ، وانتهاك جسيم لاتفاقية جنيف الرابعة لسنة 1949م والتي تؤكد على حماية المدنيين وتحييدهم عن أماكن العمليات العسكرية، وهذا يفرض على المجتمع الدولي التدخل الفوري والعاجل لوقف تلك الجرائم سواء من خلال مجلس الأمن الدولي أو من خلال المحكمة الجنائية الدولية بفتح تحقيق لمحاكمة مرتكبي جرائم الإبادة الجماعية من جنرالات وقادة دولة الاحتلال الإسرائيلي على ما يرتكبونه من جرائم إبادة بحق الشعب الفلسطيني.
وشدد مركز “شمس” على أن ما تمارسه دولة الاحتلال الإسرائيلي من جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة يعود إلى مدى العنف والإرهاب المتأصل والمتجذر في الفكر السياسي الصهيوني القائم على أساس الأفكار الدينية التلمودية التوراتية والتي تدعو إلى إفناء الآخر والقضاء عليه، وتتعامل بنظرة دونية مع الآخرين، ويدعو بشكل واضح وصريح إلى إبادة وقتل غير اليهود انطلاقاً من منطلقات عقائدية تصنف غير اليهود بأنهم من الأرواح الشيطانية والعدوانية، وأن قتل تلك الجماعات من البشر من غير اليهود هو ليس جريمة ، بل عمل يتم التقرب به إلى الله ، وبذلك تتجلى الإبادة الجماعية التي يمارسها الاحتلال بصبغة دينية على أنها عمل من أعمال الخير والطاعة والتقرب إلى الله وفق معتقداتهم الدينية.
وندد مركز “شمس” بموقف بعض الدول الأوروبية الشريكة بالعدوان، وبالموقف الأمريكي، الذي يوفر الحماية للاحتلال على المستوى الدولي ، بل وأبعد من ذلك تزويد الاحتلال بالأسلحة وإرسال الخبراء العسكريين لتقديم المشورة الأمنية والعسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي وإرسال الطائرات والبوارج الحربية إلى مياه شرق البحر الأبيض المتوسط كرسالة للتأكيد على الدعم الأمريكي والبريطاني لدولة الاحتلال الإسرائيلي ، كما ويوفر لها الغطاء السياسي في مجلس الأمن الدولي في إفشال وإسقاط أي مشروع قرار دولي يدعو لوقف تلك الجرائم التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وتعطي تلك الدول الضوء الأخضر لدولة الاحتلال الإسرائيلي للاستمرار في جرائمها وانتهاكاتها الجسمية للقانون الدولي الإنساني وللقانون الدولي لحقوق الإنسان بارتكابها لمجازر الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وطالب مركز “شمس هيئة الأمم المتحدة والدول المؤيدة لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره ، والأطراف السامية الموقعة على اتفاقيات جنيف، والمقرر الخاص المعني بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة (فرانشيسكا البانيز) والمنظمات الدولية الحقوقية الحكومية والغير حكومية، بضرورة القيام بواجباتها الإنسانية والأخلاقية والتعاقدية والقانونية والتحرك العاجل وإجبار دولة الاحتلال الإسرائيلي على وقف جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وفقاً لما أقرته المواثيق الدولية ونظراً للاعتبارات الإنسانية والقيمية والأخلاقية التي تكفل حماية حقوق الإنسان وحرياته الأساسية وأهمها الحق في الحياة، في ظل استمرار عمليات الإبادة الجماعية أمام العالم أجمع .