فشل حكومات اسرائيل من غولدا مائير الى نتنياهو
الإعلامي أحمد حازم
تاريخ النشر: 10/12/23 | 15:34بالرغم من دخولها الشهر الثالث، فإن الحرب على غزة، لم تغير أي شيء في عقلية امراء الحرب، ولم يتحرك لهم أي شعور بوقفها هذه الحرب، بل بمواصلتها. هذه الحرب المدمرة ليست الأولى التي يلاقي قادة إسرائيل انتقادا كبيرا لهم بسببها. فقد سبق للجمهور الإسرائيلي ان وجه اللوم الشديد لرئيسة الحكومة السابقة غولدا مائير في حرب أكتوبر عام 1973 الأمر الذي أدى الى إبعادها عن منصبها بسبب الهجوم الذي شنّته مصر على اسرائيل في يوم الغفران من ذلك العام، تماما كما جرى في السابع من أكتوبر هذا العام.
الباحثة داليا شيندلين وهي خبيرة استطلاعات رأي وباحثة في مركز Century International للبحوث والسياسات الدولية الذي يوجد مقرّه في واشنطن وباحثة في المعهد الإسرائيلي للديمقراطية تقول في مقال لها في مجلة “فورين أفيرز” الأمريكية: “لأكثر من عشرين عاماً، وعدت الأحزاب اليمينية المهيمنة على المشهد السياسي الاسرائيلي الناخبين بأنّ البلاد أصبحت أكثر أماناً ممّا ستكون عليه في ظلّ أيّ سياسة أخرى، لكن يوم 7 تشرين الأول، حطّم هذه الفكرة. ”
رئيس الحكومة الأسبق ايهود باراك انهارت حكومته ايضاً بسبب الانتفاضة الثانية التي بدأت عام 2000 وخسر المنصب امام شارون في العام 2001. أما حرب إسرائيل مع حزب الله عام 2006 فقد أبعدت أولمرت عن منصبه كرئيس حكومة لفشله في هذه الحرب. كما تعرض أولمرت لاتهامات بالفساد في عام 2007، واستقال من منصبه عام 2008 بسبب هذه الاتهامات. وعلى ذمة شيندلين فان ثلاثة أرباع الاسرائيليين لم يكونوا راضين عن أداء أولمرت، وهي النسبة نفسها التي تريد الآن أن يتخلّى نتنياهو عن السلطة.
بعد إعلان حكومة نتنياهو عن صفقة تبادل الرهائن مع حماس جرى استطلاع للرأي في الثاني والعشرين والثالث والعشرين من الشهر الماضي تبين منه أنّ الائتلاف الحاكم سيخسر 23 مقعداً من مقاعده الـ 64 في الكنيست وفي استطلاع آخر أظهر أنّ حزب الليكود الذي يرأسه سيخسر حوالي نصف مقاعده في الكنيست البالغ عددها 32 مقعداً، وأنّ أكثر من ثلاثة أرباع الناخبين يعتقدون بأنّ نتانياهو يجب أن يستقيل بعد الحرب أو حتى أثناءها. ولذلك فان الخبيرة شيندلين تستبعد بقاء نتانياهو في منصبه.
والسؤال المطروح: ملاذا بعد رحيل نتنياهو هل سيطرأ أي تغير في الحكومة القادمة؟ تقول الباحثة شيندلين انه وحتى لو تمّت الإطاحة بنتانياهو في نهاية المطاف من السلطة، “فإن رحيله لن يُحدث تغييراً جوهرياً في السياسة الإسرائيلية”.
في مقال له نشرته صحيفة “هآرتس” يقول ايهود أولمرت ان حكومة نتنياهو تهيمن عليها “عصابة من البلطجية من أمثال وزير الأمن إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ولا خيار سوى الإطاحة بها، ويجب أن تبدأ الخطوة الأولى على الفور عقب انتهاء الحملة العسكرية في غزة وربما قبل ذلك”.
وأخيراً…
في شهر أكتوبر/تشرين الأول 2020 منح “المؤتمر اليهودي العالمي” الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريش “جائزة تيودور هرتزل”، ووصفه رئيس المؤتمر بأنه “صديق حقيقي ومخلص للشعب اليهودي ودولة إسرائيل”. واليوم اختلفت النظرة لغوتريش وأصبح الصديق المخلص بنظرهم: “معادٍ للسامية وفاسد أخلاقياً ولا يستحق المنصب”. نكتفي بهذا القدر من الكلام لأن سيف قانون الطوارئ مسلط على رؤوسنا.