المرحوم أبو صالح رياض عطالله بين الشعار والتطبيق
هادي زاهر
تاريخ النشر: 12/12/23 | 19:07وعندنا أيضا هناك كبار يرفضون الضيم ويتصدون له وقد غادرنا منهم مغادرة ابدية الكاتب سهيل قبلان والشاعر حسين مهنا، والمناضل أبو صالح رياض عطالله، نتطرق إلى الأخير منهم الذي غادرنا في 12 – 11 -2023 والذي تنفس قضايا أهله من قريب وبعيد إذ كان عضو سكرتاريا لجنة المبادرة العربية الدرزية التي تعمل على الغاء التجنيد الاجباري المفروض على أبناء عشيرته ولم يتوقف نضاله عند هذا الحد، وإنما قدم العطاء الكبير لشعبنا العربي الفلسطيني حيث اتهم بتهم أمنية وحكم عليه بالسجن عشر سنوات، وكان اول عمل قام به بعد خروجه من السجن ترجمة كتاب الدكتور اودي اديب الطيار الذي اتهم بالتجسس لصالح سوريا وذلك برفقة الكاتب غالب سيف، أبو صالح ورث الجهد من والده الذي عشق الأرض حيث عمل طويلا تحت الشمس بلادنا التي كسبته اللون الاسمر فلقب – بالأسمر – ولعل من يتعرف على هذا المناضل الصالح، أبو صالح يكتشف انه امام مثقف كبير واسع المعرفة يرى ابعاد الواقع المعاش ويكشف لمحدثه خفايا الكثير من المستقبل، مما يدفع من يحاوره بطلب الاستمرار في الحوار، إذ كان إلى جانب ذلك طيب المعشر خفيف الظل يعبر عن وجهة نظره بحبكة فنية راقية، كان دوما يحذر من التمييز العنصري وفاشية حكام هذه البلاد وقد قدمت له المغريات كي يكف عن كفاحه لا سيما وان السلطات تريد ان تخنق أي صوت يصدح مغردًا لدى أبناء الطائفة الدرزية بالانتماء العربي الفلسطيني والذي نفخر به ونعتز، ولعل من اكثر الأمور التي كانت تزعجه البرامج الدراسية الخاصة التي اعدت لأبناء الطائفة الدرزية والتي تعمل على تجهيل الطلاب وغسل ادمغتهم منذ الصغر من اجل إبقاء شريحة كبيرة من هذه العشيرة ضمن خدامها، كم كان صادقا في وجهة نظره هذه إذ انعكست هذه السياسة على مستوى التحصيل العلمي والوضع الاقتصادي المتدني في مجتمعنا، والذي لا يستطيع ان ينكره أي عميل، كان كثيرًا ما يتحدث عن مدى ارتباط المصلحة العامة بالمصلحة الشخصية، ليحث الناس ولتعزيز الجاهزية للعمل
أبو صالح رفض الزواج بعد موت زوجته المرحومة ام صالح قبل 14 عاما ليصبح الأب والأم لأسرته وليتفرغ لأسرته الكريمة وللعمل النضالي المثابر لأنه رأى من الواجب يقاظ النيام ليهبوا في سبيل العمل على التصدي للظلم، ولم يكن ذلك مجرد شعار وإنما كان ملموسا على ارض الواقع بكثافة إذ لم تمر مناسبة وطنية إلا وكان في المقدمة، لم يسعَ إلى الشهرة وفضل ان يبقى الجندي المجهول، وكم كنت اسمعه وهو يردد قول الشاعر التركي العظيم: إن الطريق مظلم وحالك، فإذا لم تحترق أنت وأنا فمن سينير الطريق؟
وأخيرا نعزي اباء شعبنا عموما وخاصة الحركة الاسيرة الفلسطينية ولجنة المبادرة وكل الأطر التي كان فعالا بها المناضل الكبير.