“القراءة متعة وإثراء”
د. محمود أبو فنّه
تاريخ النشر: 17/12/23 | 7:50كم سررتُ هذا الأسبوع من زيارة ستّ مدارس”*” في بلدتنا العامرة كفر قرع، والالتقاء بالمديرين والمديرات (والمعلّمين والطلّاب) وإهداء كتابي: “القراءة متعة وإثراء” لهم، ودار بيننا حديث ودّيّ عميق حول أهميّة القراءة الذّاتيّة وضرورة تحبيبها وغرسها لدى طلّابنا الأعزّاء.
ويسعدني أن أورد ما جاء في ذلك الكتاب حول تأثير القراءة وفوائدها.
((تأثير القراءة وانعكاساتها على القرّاء
إنّ غرس عادة القراءة الذاتيّة – للنّصوص الوظيفيّة والنّصوص الأدبيّة على السّواء – تُعتبر ضرورة ملحّة، فالقراءة ليست ترفًا بل هي حاجة أساسيّة لتحقيق غايات كثيرة. ففي عصرنا، عصر انفجار المعرفة وتزايدها وتراكمها وتغيّرها، لا يمكن الاستغناءُ عن القراءة:
– فالقراءة تُعتبر الوسيلة الرّئيسيّة في اكتساب المعرفة وفي تحقيق التّربية الذّاتيّة الدّائمة – مدى الحياة – ويحتاج إليها المتعلّم والموظّف والعامل وكلّ مواطن واعٍ.
– والقراءة وسيلةٌ هامّة في توسيع آفاق الإنسان وإكسابه التّجاربَ والمعارفَ والأفكار في شتّى المجالات والميادين.
– وتُعتبر القراءة من أهمِّ وسائل المتعة والتّرفيه التي تساعد القرّاء – الصّغار والكبار- في استثمار أوقات فراغهم المتزايدة وفي انتشالهم من براثن الفراغ والملل.
– والقراءة تسهم في إخراج الإنسان من دائرة اهتماماته اليوميّة المحدودة، وتدفعه للاهتمام بما يدور حوله من أحداث وقضايا متجاوِزًا دائرةَ حياته الضّيّقة المتمثّلة في أسرته أو بلدته أو وطنه.
– والقراءة وممارستها تُتيح للقارئ قدرًا أكبر ليخطّط لحياته ومستقبله مبتعدًا عن الارتجاليّة والعشوائيّة.
– والقراءة تساعد في تنمية ثقة الفرد بقدراته وكفاياته، وتقلّل من تعلّقه بالأنماط الحضاريّة السّائدة فيتّجهُ إلى التّجديد والتّغيير.
– والإكثارُ من القراءة يشحذ الذّهن، ويقوّي الذّاكرة، ويقلّص احتمالات فقدان الذّاكرة والخرف في مراحل العمر المتقدّمة!
– والقراءة وسيلة للتّطهير والتّخلّص من المشاعر المكبوتة التي تؤدّي إلى القلق والضّيق والمرض، وقد تُستعمل كثيرا كوسيلةٍ علاجيّة (بيبليوترابيا) للوصول إلى الصّحّة النّفسيّة للقارئ.
– والقراءة، خاصّة قراءةَ الأدب والفنّ القصصيّ، تعمِّق فهم القارئ لنفسه والآخرين؛ فالتّعرُّف على الشّخصيّات القصصيّة وعالمها الدّاخليّ وتجاربها ودوافعها وصراعها … كلّ ذلك يمنح القارئَ فرصةً لإصدار الأحكام المرنة والموضوعيّة على الآخرين.
– وقراءة الأدب تُثري خيال القرّاء، وتعزّز مهارات اللّغة المختلفة، وتنمّي التّفكير والتّحليل والنّقد والإبداع.
– وتُسهم قراءة الأدب كذلك في تعزيز التّواصل والتّضامن والحوار بين البشر على اختلاف لغاتهم وأعراقهم وثقافاتهم؛ فالأعمال الأدبيّة العالميّة الرّائعة – مثل الملاحم، حكايات ألف ليلة وليلة، ودون كيشوت وغيرها… – ملكٌ للبشريّة جمعاء.
– ويشكّل الأدب الجيّد، كغيره من روائع الفنون الأخرى مثل الرّسم والموسيقى والنّحت وغيرها، القاسم المشترك بين جميع النّاس على اختلاف مهنهم وأماكنهم وظروفهم.
– وقراءة الأدب الجيّد قد تكشف للقرّاء قُبح الواقع بأبعاده المختلفة، ممّا يحثّهم على رفض ذلك الواقع والسّعي لتغييره للأفضل.
–
“*” – المدارس الستّ هي: المدرسة الابتدائيّة أ، مدرسة الحكيم الابتدائيّة، ومدرسة ابن سينا الإعداديّة، ومدارس النهضة الثلاث: الإعداديّة، والثانويّة والابتدائيّة.))