خطوات أنثى…
تاريخ النشر: 18/11/11 | 0:44ثمرةُ شهيّة وزهرة نديّة ذلك هو ديوان الشاعرة الواعده معالي رائف مصاروه –شاعرة الوادي وظبيته أبنة قرية عاره وهو إصدارها الاول ، ( خطوات أُنثى ) أسمتهُ ، ومن الاسم يُلاحظُ أنّ الشاعرة تركِّزُ على أُنوثتها ،فهي بها فخورة … أمّا (الخطوات ) فتتساوق مع هذه الأُنوثة … فقصائد الديوان تسيلُ عذوبة ورِقّةوأحاسيس أُنثويّة مرهفة – متأجِّجة ومتَّزِنة في آن، أدواتها في نقل أحاسيسها تراكيب شعريّة جميلة ولغة رومانسية حالمة ومعبِّرة تحلِّقُ في سماوات الخيال البعيدة ولكنّها مع ذلك مرتبطة مع واقع الحياة ، ولها قاموس لغوي وتعابير متميِّزة رسمت بها الشاعرة لها ولقصائدها نهجاً مميَّزاً حتّى أنّ القارئ يستطيع أن يتبيّنَ قصائدها من غيرها ولو كانت بدون إسم ، وهذا بحدِّ ذاته دلالة على الاجادة والتميُّز، أمّا عن مواضيع الديوان فبالإضافة إلى عاطفة الحب الَّتي تتجلّى في الكثير من قصائد الديوان هناك الطموح والأيمان بالنّجاح والنّصر الادبي والإبداع الشعري والتعويل على قيمة الكلمة وفاعليّتها حتّى لكانّ الشاعرة تعيشُ حياتها في عالم الكلمة والإبداع على حِساب حياتها العاديّة –ألًّتي هي من لحمٍ ودم فهي تقولُ في إحدى قصائدها : (إحساسها صار درساً في تاريخ الادب العذري ) ص31 الديوان .
كما ويبرزُ هذا التوجّه أكثر في أوًّل قصاد الديوان حيث تقول الشاعرة : إلى كلِّ رجل ، يتوق إلى إرتشاف خمرة أُنوثتي ، إعلم انني على ذمًًّة كتاباتي
لن أخونً قصائدي العذراء ، أوراقي معي ، لن أُسلِّمها لايّة دائرة ذكورية …
وقد ذكرنا آنفاً أنّ للشاعرة تعابيرها الشِّعرية الّتي تميز قصائدها بشكل خاص فالقارئ كثيراً ما سيصادف تعابير مثل :ريق الفجر ،أزٍِقَّة الحلم ،ندى الفجر رحيق الصّباح ، الوسائد المبللة ،ضفائر الفجر ريق القلب ، ضفائر حرير يّة . ممّا يعطي لكتابات الشاعرة معالي نكهة خاصة ومميًّزة .
وفي الختام أودُّ أن أتطرًّقَ إلى الناحية الشكلية في كتابة قصائد الديوان وإلى ما كتبه الاخ الشاعر مسلم محاميد في تقديمه للديوان ، إنّ الجدل الّذي دار ولا يزال يدور حول أنواع الشعر وتعريفه يظلُّ مدعاة لتعدد الآراء .. ولكن من المؤكد أنّ قصيدة النثر ترسّخت واثبتت جدارتها إلى جانب قصيدة التفعيلة والقصيدة العمودية التقليدية واصبح لها أنصارها وشُعراؤها المشهورون مثل : أدونيس وسعيد عقل ويوسف الخال وغيرهم كثيرون .
وقد حُسم الامر على مستوى العالم العربي وتبوّات قصيدة النثر مكانها إلى جانب الانماط الاخرى واعتُرفً بها كأحد الاساليب المتًّبعة في كتابة الشعر
ولم يَعُد يُقال عنها إنّ هذا ليس شعراً …
وقصائد ديوان معالي هي شعراً وهي مليئة بالشاعرية وبالالفاظ والتعابير السلسة والموسيقية إلاّ أنها تدخل في باب قصيدة النثر لافتقادها للوزن أو لوحدة التفعيلة إلاّ أن هذا لا يُضيرها .
كتب في هذا السياق:صدور “خطوات أنثى” للشاعرة معالي مصاروة من عارة
احمد سلامه
[…] […]