يهود الجزائر أثناء الاستدمار الفرنسي
ترجمة، وتلخيص، وتعليق معمر حبار
تاريخ النشر: 30/12/23 | 18:24fernand grégoire, “la juiverie ALGÉRIENNE”,1888, Contient 143 Pages.
مقدمة القارىء المتتبّع:
لاأتذكر في أيّ صفحة قرأت عن الكتاب، ولا أتذكّر صاحبها. فله منّي كلّ التّقدير، والاحترام، والثّناء.
تمّ تأليف الكتاب من طرف فرنسي، وأثناء الاستدمار الفرنس، وفي سنة 1888.
يتحدّث الكاتب الفرنسي المحتلّ عن اليهود بشكل عام، ويهود الجزائر بشكل خاص عن علم، ومعرفة، وتجربة، وطيلة حياته، وبيّنة رآها رأي العين، ووقائع نقلها عنهم.
يعارض الكاتب منح الجنسية الفرنسية ليهود الجزائر، وحسب نظام المجرم كريميو 1870 من طرف الاستدمار الفرنسي، ويرفض القانون بقوّة ، ويطالب بسحبه فورا، وبشدّة.
ممّا فهمته أنّ الكاتب يتعجب من كون الجزائريين لم يثوروا ضدّ اليهود، ويطالبهم بالثّورة ضدّهم عوض أن يثوروا ضدّ الاستدمار الفرنسي.
لاأفرّق بين الاستدمار الفرنسي للجزائر، ومكر يهود الجزائر. وكلاهما توأم، ومتعاون في احتلال، واستدمار الجزائري.
يحاول الفرنسي المحتلّ أن يظهر الاستدمار الفرنسي على أنّه “نعمة؟ !” للجزائر، والجزائريين. لكن يهود الجزائر هم الذين -في نظره- أفسدوا على الجزائريين هذه “النعمة؟ !”.
يستنكر الكاتب بقوّة على فرنسا المحتلّة التي قرّبت اليهود، ورفعتهم منزلة، ومنحتهم القصور، والنفوذ، والترف، والجنسية الفرنسية، وجعلت منهم مواطنين فرنسيين على حساب الجزائريين. وفي الأخير تنكّروا لها، وللمزايا التي منحتهم إيّاها قدّمتها لهم على حساب الجزائريين.
يدعو الكاتب وبقوّة، وباستمرار، ودون ملل الفرنسيين المحتلين للجزائر للإقبال على الانتخابات ضدّ مايسميه وبالحرف: الغزو اليهودي.
ممّا وقفت عليه من قراءتي أنّ الكاتب الفرنسي المحتلّ للجزائر، يخاطب الفرنسيين المحتلين للجزائر، قائلا: نحن أولى بالجزائر من اليهود، فلا تتركوها لليهود.
يطلق الكاتب على الجزائر اسم: “وطننا الجميل”. ويستعمل باستمرار “وطننا”، وهو يتحدّث عن الجزائر المحتلّة. ويريد أن يقول بذلك: الجزائر “وطني؟!”، وليست وطن اليهود، فلا تتركوها لليهود. وهي حقّنا وحدنا دون اليهود، فلا تفرّطوا فيها.
واضح أنّ الفرنسي المحتلّ كان يخاف بطش اليهود، ولذلك أخفى الكاتب بعض الأسماء الفرنسية المتعاملة مع اليهود خشية الانتقام، واكتفى بالرموز.
يتحدّث الكاتب عن أنّ الجندي اليهودي المحتلّ كان مدلّلا من طرف الاستدمار الفرنسي. فلا يكلّف بمهام شاقة كالجزائريين، ولا يرسل للأماكن الجزائرية الوعرة كاصحراء الجزائرية.
يستنكر الكاتب بقوّة تهويد فرنسا، والجزائر المحتلّة، ويعزّز ذلك بأمثلة يومية، وواقعية من تصرفات اليهود. ومن هنا يرفض الفرنسي، ويحتج بقوّة على منح يهود الجزائر الجنسية الفرنسية، التي منحتهم حقوقا سياسية، ومنها حقّ الانتخاب الذي لايعرفون قيمته، واستغلّوا تلك الحقوق لضرب الجزائريين، وفرنسا المحتلّة. ويطالب بنزع الجنسية الفرنسية فورا، ودون تردّد من اليهود.
أقول: نقل الكاتب حوادث غشّ من طرف اليهود في انتخابات 1884، وذكر أصحابها بالإسم، وكيف تدخل اليهودي “ستورا” الذي كان يمثّل المجرم حاكم الجزائر تيرمان، لتثبيت اليهودي “إسحاق عنون” في منصبه.
مقدمة الكتاب:
عنون الكاتب الفرنسي المحتلّ مقدمته بعنوان: “إلى المعارضين لليهود” 3-4، وقال حسب ترجمتي:
العدو الحقيقي للجزائر، هم اليهود.
اليهود منافسين لفرنسا المحتلّة في احتلال “جزائرنا؟!”، بخبثهم، ومكرهم غير المعلن.
أنا لاأبغض اليهود لجنسهم، ولا لدينهم. وأطلب من الفرنسيين المحتلين الوقوف معي ضدّ سوء أخلاقهم.
حاولنا أن نقرّب اليهود للفرنسيين، لكنّهم ابتعدوا عنّا بمكرهم.
لايتحالف اليهود إلاّ مع أنفسهم، ومكوّنين دولة داخل دولة، ولهم حكومتهم، ومؤسّساتهم، وأموالهم، وضرائبهم، ومقابرهم حيث يبيعون القطع الأرضية دون قانون، وعاداتهم تخصّهم دون الوطن، ولهم متدين وليس مواطن.
يخاطب اليهود قائلا: لاتستحقون الجنسية الفرنسية، لأنّكم لم تفعلوا شيئا لتستحقوها.
قال في الفصل الأوّل بعنوان: “اليهود” 5-7:
الأنانية واليهود توأم. 5
يعاملنا اليهودي الذي يعبد العجل على أنّنا الذهب.
كانت اليهودية في فرنسا منظمة، وتنمو ببطء. لكنّها في الجزائر كان طوفانا يغرق الجميع. 5
كانت اليهودية في فرنسا متخفية، ومهذّبة في سلوكاتها. لكن في الجزائر كانت وحشية، وعنيفة، ووقحة.
الفرق بين سارق القطار، واليهودي الجزائري ضئيل جدّا. لأنّ الأوّل يقول: المصرف أو الحياة. واليهودي يقول: المصرف والحياة. 6
اليهودي هو الذي يسحق، ويهين الجزائري. 6
أقام اليهود ثروة طائلة على حساب الجزائريين. 6
اليهودي يأخذ، ولا يمنح أبدا. وهو من وراء تفقير الجزائريين. 6
قال عبر فصل “اليهود الجزائريين”، 8-9:
كلّ التّجار اليهود مرابون. 9
يحسنون التحكم في الذين يتعاملون معهم حين تكون السّلعة غالية جدّا، فيأخذها بثمن زهيد.
لايدفع الديون المترتبة عليه، أو يدفعها في الضرورة القصوى.
استغلّوا علاقاتهم الشخصية، وصدقاتهم لأجل جيوبهم.
استغلّوا الجرحى، ومصائب الجزائريين (والنّاس) لأغراضهم.
من فرط عبادة اليهودي للذهب يجعل العقيم “تلد؟!” بمجرّد ماتغريه بقطعة النقود.
قال عبر فصل “الانتخابات البلدية لمليانة”، صفحات: 10-13:
يمثّل اليهود أكبر خطر يهدّد الجزائر.
أنصح الناخبين الفرنسين بعدم السّماح لليهود بانتخاب ممثليكم. لأنّهم سيشترون أصوات الناخبين سنة 1889، كما اشتروها سنة 1885.
قال عبر فصل: “الانتخابات التشريعية 1885”. صفحات: 13-16:
نجح التحالف اليهودي الانتهازي في انتخابات 4 أكتوبر 1885، وبالتواطؤ مع الحاكم العام للجزائر. 13
استعملت كلّ الوسائل لإنجاح اليهود: الأعوان، والمنافقين الذين أرسلوا لكلّ الجهات، والكتلة اليهودية المدفوعة للانتخابات، والقساوسة، والموظفين من كلّ الأصناف، بالإضافة إلى التهديد، والإغراء. 13
في كلّ مقاطعة انتخابية كان هناك رئيس، ونائب رئيس يهودي لضمان فوز اليهودي المترشح. 15
يمنح لكلّ منتخب ورقة خاصّة بالمترشح اليهودي الذي يجب الانتخاب عليه. وأثناء خروجه، وبعد التأكد من أنّه امتثل للتعليمات يمنح له 5 فرنك كرشوة لأنّه انتخب على اليهودي. 15
ينتخب اليهود كأنّهم رجل واحد، وبما فيهم المرضى والموتى. 15
يعمل التحالف اليهودي الانتهازي على وضع عنصرين من اليهود على كلّ مكتب الانتخاب ليسمح لليهودي بأن ينتخب عدّة مرّات على اليهود الذين غابوا بسبب المرض، أو الموتى. 15
لايمكن لانتخابات تكون تحت إشراف يهودي أن تكون عادلة، وستكون دائمة مزوّرة. والأصوات اليهودية تكون للذي يدفع أكثر، وللمستفيد. 15
جاء في فصل “مظاهرات ضدّ السامية 24 جوان 1885”:
حين يصرخ الفرنسيون: “ليسقط اليهود، الموت لليهود”، يُعتقلون، ويُحاكمون، ويُسجنون. وحين يصرخ اليهود: “الموت للفرنسيين الوسخين”، لاأحد يتحدّث معهم، ولا لقيادتهم ولو للحظة، ولا يساقون حتّى لأصغر شرطة.
تعيينات المسؤولين في الحكومة، ومزاياهم، وخدمة النّاس لهم، بفضل تعيينات اليهودي يعقوب. 49
قال تحت فصل: “اليهودي أثناء الخدمة العسكرية” 66-69:
“اليهودي على كلّ حال، لايمكنه أن يكون جنديا جيّدا، ولا تطلب منه أيّ موقف شجاع، لأنّه عاجز تماما”. 67
قال تحت عنوان: “تفضيل اليهود في الجيش”: 69-71
“اقتحم اليهودي كلّ شيء، ويتغلغل في أيّ مكان، وتأثير الرشوة والمحاباة وصلت حتّى للجيش. ويستفيد الجندي الفرنسي المحتلة بمشقة من عطلته التي لاتتجاوز 24 ساعة. بينما الجندي اليهودي المحتل وبمجرد طلب بسيط من الحاخام يسمح له بالعطلة عدّة مرّات لقضائها مع عائلاته للاحتفال بأعيادهم الدينية. وأورد الكاتب رسالة من الجنرال المحتلّ d’aubigny للحاخام المحتلّ يخبره أنّه يمتثل لطلبه، ويطبّقه على جميع وحدات الجيش الفرنسي المحتلّ. 70
بعد أن عدّد الفرنسي المحتلّ أمثلة عن امتيازات اليهودي ضمن الجيش الفرنسي المحتلّ، وتفضيله على الجندي الفرنسي المحتلّ، قال حسب ترجمتي، وبالحرف: “اليهودي، هذا المخلوق الذّليل و اللّئيم استطاع أن يخلق، حتّى في الجيش، حالة تفضيلية”. 71
قال عبر فصل “اليهودي الغريب” 75-76:
قال: لايطلق اليهودي فريسته إلاّ بعد أن يفلسه. 75
جاء عبر فصل: “العجل الذهبي مازال واقفا” 76-79:
ومن خلاله يذكر أمثلة عن سيطرة اليهود عبر المال.
نقل الكاتب عن drumont، قوله، وحسب ترجمتي، وبالحرف: “حقّ اليهود سحق حقوق الآخرين الذي أصبح من دينه، وبالنسبة إليه ركن من عقيدته، وتجده في كلّ سطور الإنجيل وفي التوراة. 79
تحت فصل: “سفر برلماني” 99-100:
نقل عن ثلاثة وزراء فرنسيين، وشخصيات أخرى، زاروا الجزائر سنة 1887. وجاء في جريدة lyon répubicain: “لابد من التطرّق لنقطة تعرض باستمرار، وهي علاقة يهود الجزائر بالسكان الآخرين سواء كانوا فرنسيين، أو أجانب، أو أهالي (أقول: يعني الجزائريين). اليهود هنا يسيطرون تقريبا على كلّ الاقتصاد، ويملكون أكبر ثروة من العقارات، وبفضل الوسائل القوية التي يمتلكونها، لقد اكتسبوا تأثيرا قويا حتّى من النّاحية السّياسية. يؤكّد أعداءهم أنّ كلّ الامتيازات لصالحهم، ولم يمكن أبدا التّردّد لحماية يهودي على حساب جزائري فرنسي.
تحت عنوان “قسنطينة، الانتخابات التشريعية لسنة 1885، صفحات: 101-116:
اشترى اليهود قصور الجزائريين بثمن زهيد، وحين فرّ الجزائريون من احتلال قسنطينة، معتقدين أنّ الاحتلال الفرنسي لايمكث، مايسمح لهم الاستيلاء على سكنات الجزائريين بالمجان. 104
الانتخابات بالنسبة لليهود، ويهود الجزائر لاتعدو كونها سلعة كغيرها من السلع، بالإضافة إلى كونها قابلة للمساومة كغيرها من السلع أثناء الانتخابات. 106
نجد أثناء الانتخابات التي أجريت في قسنطينة، تسعة أعشار 9\10 من الأعوان العاملين في مكاتب الانتخاب من اليهود لشراء الأصوات، ودعم المترشحين اليهود. 106
اليهودي لاينتخب، اليهودي يسلّم بطاقة الناخب، وينتخب في مكانة، ثمّ يستلم الثّمن. ولذلك على القائمة أنّ اليهود انتخبوا كلّهم، ودون غياب. 106
تحت فصل: “اضطرابات في قسنطينة، اليهود المحرّضين” 128-130:
شجاعة اليهودي: هو شجاعة اليهود الذين يختفون، ويقتلون حين يتأكّدون أنّنا لانستطيع أن ندركهم. هي شجاعة الذين يحتمون بخمسين ضدّ واحد حتّى لايخافون. 129
جاء تحت فصل: “اليد اليهودية” 132-133
“اليهودي يبقى يهودي، مهما كانت الدولة التي يأخذ جنسيتها”. 132
السّبت 17 جمادى الثّانية 1445هـ، الموافق لـ 30 ديسمبر 2023
الشرفة – الشلف – الجزائر
—
الشلف – الجزائر
معمر حبار