كيف تؤدبين زوجك البصباص!
تاريخ النشر: 18/11/11 | 21:12ماذا لو اكتشفت أن زوجك رجل “بصباص” حياته محورها النساء، لا يسعه سوى النظر إليهن وإقامة علاقات متعددة ومتنوعة معهن، وعندما تصارحينه بذلك إما ينكر أو يصرح لك بالحقيقة ويضعك أمام الأمر الواقع؛ كيف سيكون شعورك؟ وهل ستقبلين الحياة معه؟ وكيف ستشعرين في حال كونك تحبينه؟..
قد يتعجب بعضكن ويقول كيف لي أن أحب من لا يحترم مشاعري ولا أنوثتي؟ ولكن الحقيقة عكس ذلك فما ورد إلينا على مشاكل وحلول الشباب يؤكد أن أغلب الزوجات ممن تزوجن رجلا “بصباصا” يشتكين حبهن الشديد لهم مما يصعب اتخاذ قرار بالانفصال، بل إنهن يقاتلن من أجل استرجاع هذا الزوج الحبيب، وهذا يدفعنا لمعرفة السر وراء ذلك؟ وكذلك معرفة الأسباب التي تدفع الرجل للنظر للنساء رغم أنه متزوج؟ وكيف يمكن للزوجة الصبر والتعامل مع هذا النوع من البلاء؟
شكوى عامة
تقول إحدى الزوجات “زوجي محور حياتي.. وحياته محورها النساء!”: “هو لا يستطيع أن يقاوم بناء علاقة عاطفية مع معظم النساء، وهذه الصفة ملازمة له منذ أن شب، وخلال سنوات زواجنا الست علمت بـ5 علاقات حب، واجهته بها واحتويته وأغضبته، والآن عقلي يحثني على الطلاق، ولكني أعشقه!!، وبالرغم من كل ما فعله بي فأشعر أنه ابني المدلل ولا أستطيع تخيل حياتي من دونه”.
وتقول أخرى “زميلة هنا، وخليلة هناك.. زوجي دونجوان”: “أعتقد أن حياتي الزوجية كانت مثالية حتى اكتشفت أن زوجي له علاقات بنساء أخريات: إحداهن تعيش في بلد آخر، وله منها ابنة، وقد عاشرها “دون زواج”، أما المرأة الأخرى فهي زميلتي في العمل، وهي أيضا ليست علاقة زواج، وزوجي ينكر ذلك ويقول بأنه يحبني أنا، ولا يستطيع العيش بدوني، وأنا لا أستطيع أن أكرهه، بل ولا أحتمل فراقه أبدا، ولكنني أصبحت أبكي كثيرا”.
الأزواج يشكون نظراتهم وعلاقاتهم الحرام فيقول احدهم “أخونا والنساء والجنس.. تساؤلات وحكايات”: “مشكلتي أيها السادة هي النساء، أتمنى المعاشرة الجنسية خارج الزواج وبالمقابل لا أحس بذلك مع زوجتي، وكأن الشهوة حادت عن الزوجة واتجهت إلى أي امرأة أخرى أريد أن أجربها”.
ويقول آخر “قلب كبير جدا.. يتسع لكل النساء”: “أنا خائف جدا من الزواج! فعلاقاتي النسائية كثيرة جدا.. وقلبي كبير جدا، ويتسـع لكل النسـاء! فأنا أعشق النحيلة والممتلئة والطويلة والقصيرة والسمراء والشقراء… إلخ. أخاف أن أظل على نفس الحال حتى بعد الزواج!”.
بعد الزواج
من المفترض أن الحكمة من “الزواج” تكمن في حفظ النفس وعفافها بالحلال بعيدا عن الحرام، ولكن الغريب أن هناك بعض الأزواج ممن بدءوا رحلتهم مع الحرام بعد الزواج وليس قبله؛ فيقول صاحب استشارة “الوسواس يدمر حياتي الزوجية”: “بعد فترة من الزواج بدأت قدرتي على غض البصر تقل شيئا فشيئا وبدأت أشتهي أي فتاة أراها أكثر بكثير مما كنت عليه قبل الزواج مع أن المفروض أن يحصل العكس، لا أدري لماذا؟”، وزوجة أخرى تقول في “الزوج الخائن والاختيار الصعب”: “في بداية حياتنا الزوجية كان زوجي من أفضل الرجال، ولكن بعد مرور سنتين من الزواج اختلف تمامًا، فأنا الآن أعلم أنه يتتبع النساء، وأنا أعمل المستحيل؛ لكي يرجع الشخص الذي عرفته من قبل”.
هل من المنطقي ألا يستطيع الرجل التحكم في نظراته الحرام للنساء وأن يكون ذلك لا إراديا فيقول أحدهم “بعد عام من الزواج.. أشك بزوجتي وأنظر للنساء!”: “لا أستطيع مقاومة النظر إلى النساء (النظرة المحرمة)؛ لدرجة أني أكون أقود السيارة وتكون زوجتي معي فتمر فتيات فأنظر إليهن بطريقة لافتة للنظر، أحاول كثيرًا أن أتجاهل ولا أنظر إلى النساء، ولكن أحيانًا أنظر بطريقة لا إرادية.”، زوجة أخرى تشكو زوجها الذي ينظر للنساء أمامها فتقول في “معاناة زوجة رجل ” بصباص”: أن زوجها “ينظر” كثيرا إلى الفتيات عندما يذهبان إلى السوق، فكيف أجعله يغض بصره عن الحرام؟”.
ولكن ما تبرير الزوج البصباص لتصرفاته تلك؟ هل امرأته لا تكفيه؟ يقول أحدهم على لسان زوجته : “زوجي أقسم أنه يراني أكمل النساء خلقا وخلقة، وأنني لم أقصر في حقه ولكنه إنسان يحب التنوع”، زوج آخر يقول “يريدها كل النساء.. يتمناها كل الرجال” إنه يحب زوجته جدا وأنها تسعى جاهدة لإرضائه؛ إلا أنه لا يجد غضاضة في أن يصرح بأنه “أناني” ويريد أن تكون زوجته فيها كل النساء اللاتي تقع عليهن عيناه، فتكون المنتقبة وصاحبة البنطال وصاحبة العباءة “وكل ذلك في آن واحد” على حد قوله.
فقدان البصر
يقول د.عمرو أبو خليل: إن الحل بالنسبة لهؤلاء الأزواج الذين يدعون أن تلك النظرات تكون لا إرادية في بعض الأحيان “وهو أمر غير صحيح” يكمن في “فقدانهم البصر مؤقتا” فيقوم كل منهم بتجربة مفادها أن يضع غمامة سوداء على عينيه لمدة عدة ساعات في منزله، ويمارس أنشطته المختلفة وهذه العصابة ما زالت على عينيه، ويتابع كيف ستكون حياته، بل ويحاول أن ينزل إلى الشارع ويقود السيارة وهذا الغطاء موجود. ويدع نفسه يعيش هذه التجربة حقيقة وليس تصورًا أو خيالا، ثم يقيّم التجربة في نهاية الساعات التي فقد فيها بصره، ثم يعيش استعادة البصر الجديد ويحمد النعمة التي منحه الله إياها، وحمدها هو ألا نستغلها في الحرام.
ويؤكد د.عمرو أن تطلع الرجل إلى الأخريات ليس دائما متعلقا بكونه محروما في بيته، أو أن زوجته لا تشبعه، إنه داء يدل على قلة الورع في قلب من يقوم بهذا الفعل، إنه لا يتحلى بفضيلة غض البصر ولا يسعى لها، هو نوع من النهم والتطلع إلى الحرام بدون مبرر. وهي حالة السعار التي سببتها أجهزة الإعلام بما تقدمه، والتي جعلت الجميع في حالة استنفار جنسي تصبح النظرة هي أدواته.
وبالنسبة لتلك الزوجة المحبة والصابرة على زوجها “البصباص” تخاطبها د.نعمت عوض الله قائلة: أنت تحبين زوجك وهذه نعمة ليست متوفرة في كثير من البيوت، أن يكون زوجك هو حبيبك، هو عشقك، هو رجل الدنيا الأوحد بالنسبة إليك كامرأة، هو فيه عيب صحيح، وهو عيب “بايخ” و”ينرفز”، لكنه عيب، ومن منا بلا عيوب، علاجه الوحيد ليس الطبيب النفسي، إنما مراقبته لله في نفسه وتصرفاته، وأن تساعديه على ذلك وتأخذي بيديه بصبر وإلحاح ناعم وسلس وحكمة؛ فزوجك كالطفل يتعلق بكل اللعب الجميلة التي يراها في المحل، ولكنها مجرد تجربة للعبة شكلها جديد، وهو يعلم أن يد “ماما” الحانية -أنت- لن تتركه، وأنه سيعود معها وبها إلى البيت ليلعبا معا بكل سعادة وانسجام.
خطوات عملية
أما د.مأمون مبيض فيقول رغم أن المشكلة معقدة بالنسبة لزوجة هذا الرجل “البصباص” فإنه قد يفيدها بعض النصائح ومنها:
– ذكري زوجك بهدوء وفي لحظة صفاء بأنك تلاحظين نظراته أو علاقاته بالأخريات، وهذا يؤذيك نفسيا، وتتمنين عليه ألا يوقعك في هذا الحرج بإحساسك بالتقصير نحوه.
– لا تصري على ذكر وإثارة الموضوع كل حين، فالكلام الذي يتم تداوله يولد دائما مشاعر وأحاسيس وأفكارا وكلاما أكثر، بل رحبي بالإخفاء في خطوة على طريق الحل.
– ولا تنسى كل زوجة أن تتأكد من قيام زوجها بتلك الممارسات؟ هل هناك دليل أو بينة، أم أن الأمر كله لا يتعدى مجرد الإحساس، فقد تكون هناك مبالغة أو سوء ظن في اتهاماتك له.
– أشعري زوجك أنك تريدين منه العودة كاملا إليك؛ لأنك تحبينه، ولأنك حريصة عليه وعلى الأولاد وكامل الأسرة.
– اعتني بأولادك لأجلهم أولا، وكي يعرف الزوج تفانيكِ في رعاية أولادكما؛ فعسى أن يعيده هذا إلى صوابه متذكرًا أنه ليس هناك من يرعى له الأولاد كأمهم.
– زوجك يعشق النساء فكوني له كل النساء، أيقظي مارد الأنثى بداخلك وعبقرية التخطيط والتدبير والحكمة تكسبي زوجك بالضربة القاضية، ويكون لك وحدك زوجا وعاشقا ومريدا.
– ثقي في نفسك أمام هذا الموقف الصعب، وثقي في ربك أنه لن يضيعك، ولن يضيع زوجك طالما أنه كان خلوقًا ملتزمًا.
– تأكدي أنه بالحب لا بالحرب تستجيب القلوب الرقيقة وتنصاع، وتذوب ولو كانت جلمود صخر.