مركز “شمس” القنابل والصواريخ والذخائر المستخدمة في العدوان على قطاع غزة وإشعاعاتها تنذر بكارثة بيئية
تاريخ النشر: 06/01/24 | 12:01حذر مركز إعلام حقوق الإنسان والديمقراطية “شمس” من الآثار المدمرة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ، لا سيما على البيئة ، وقال المركز أن استخدام القنابل والصواريخ والأسلحة والذخائر المحرمة دولياً ، أدى إلى تدمير مقومات الحياة وإلى تدمير ممنهج للبيئة الطبيعية وحاضنة للكوارث البيئية المستقبلية، وما رافق ذلك أيضاً من تدمير للأعيان المدنية من مباني سكنية ومستشفيات ومدارس، وشبكات الصرف الصحي ومحطات تحلية المياه ، إضافة إلى مخلفات الأسلحة من قنابل لا سيما الفسفور الأبيض وصواريخ حرارية وصواريخ زلزالية التي استخدمت في العدوان على قطاع غزة، إذ قام جيش الاحتلال الإسرائيلي باستخدام كافة أنواع الأسلحة والذخائر المحرمة دولية والقنابل العنقودية وبشكل مكثف، إذ أكدت الكثير من التقارير الدولية أن مجموع ما ألقي على قطاع غزة من قنابل تدميرية يفوق ما ألقي على ألمانيا في الحرب العالمية الثانية في إشارة إلى حجم الدمار الكبير الذي تعرض لها قطاع غزة خلال فترة قصيرة.
يحذر مركز “شمس” من الآثار الناجمة عن عمليات التدمير للمنشآت المدنية والاقتصادية ومخلفات الذخائر والأسلحة على البيئة وعناصرها في قطاع غزة والتي تتفاعل مع مركبات البيئة الأساسية وخاصة التربة والمياه والهواء والتي قد تجعل قطاع غزة مكاناً غير صالح للحياة مستقبلاً بسبب كمية التلوث الموجودة والناتجة عن الحرب، إذ أن التلوث يتجلى في العديد من المصادر أهمها مخلفات القنابل والأسلحة والذخائر المستخدمة والتي تسبب الإشعاعات ويكون لها تأثير مباشر على تلوث البيئة، إضافة إلى ركام المباني المدمرة، و تحلل الآلاف من الجثث تحت الركام والأنقاض والتي لم يسمح لفرق الدفاع المدني بانتشالها من تحت الأنقاض، إضافة إلى توقف خدمات وأعمال البلديات واللجان الشعبية ودوائر الصحة المختصة في جمع النفايات، مما أدى إلى تعفن تلك النفايات مما ينعكس بمضار صحية وبيئية كارثية على البيئة والمجتمع آنياً ومستقبلياً، إضافة إلى الآثار الكارثية على البيئة الناتجة عن تدمير شبكات الصرف الصحي نتيجة العدوان المتواصل على القطاع مما أدى إلى تسرب مياه الصرف الصحي إلى آبار المياه الجوفية في قطاع غزة، إذ أصبحت كافة آبار المياه الجوفية ملوثة مما ينذر بكارثة صحية وبيئية على المدى القريب والبعيد، إذ تعتبر المياه الجوفية في قطاع غزة المصدر الأساسي لمياه الشرب للمواطنين، وتلوث ذلك المصدر يتسبب في العديد من الأمراض والأوبئة وتأثيرات سلبية على النظام البيئي ككل في ظل تدمير المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية وتوقف النظام الصحي في قطاع غزة.
يشدد مركز “شمس” على أن التأثيرات البيئية لعدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزة سوف يكون لها تأثير مستقبلي طويل المدى، إذ أن تأثير تلك المواد يحتاج إلى سنوات طويلة للتخلص منها، وخاصة في التربة إذ تؤدي إلى انتشار الأمراض الوبائية وتلوث المياه الجوفية ومياه البحر، وسوف تتكشف تلك الآثار الحقيقية والكارثية الناتجة عن العدوان الإسرائيلي على البيئة وعناصرها في المستقبل بعد انتهاء العمليات العسكرية ووقف العدوان وعودة الحياة المدنية إلى قطاع غزة، عندها سيبدأ الكشف عن التأثيرات السلبية والأضرار البيئية وتأثيرها على المواطنين هناك، وذلك لأن حجم المأساة الآن في ظل القتل والتدمير والعدوان كبير جداً ولا يتم التركيز على الآثار الجانبية البيئية وتأثيرها على المواطنين.
يؤكد مركز “شمس” أن تلوث البيئية الناتج عن عدوان الاحتلال على قطاع غزة هو انتهاك جسيم للقانون الدولي لحقوق الإنسان في الحق العيش في بيئة صحية ونظيفة وخاصة للعهد الدولي الخاص للحقوق الاقتصادية والاجتماعية فقد نصت المادة رقم (12) من العهد على (تشمل التدابير التي يتعين على الدول الأطراف في هذا العهد اتخاذها لتأمين الممارسة الكاملة لهذا الحق، تلك التدابير اللازمة من أجل :تحسين جميع جوانب الصحة البيئية والصناعية، والوقاية من الأمراض الوبائية والمتوطنة والمهنية والأمراض الأخرى وعلاجها ومكافحتها، وتهيئة ظروف من شأنها تأمين الخدمات الطبية والعناية الطبية للجميع في حالة المرض)، وانتهاك للقانون الدولي الإنساني إذ أن تلوث البيئة حو أحد أشكال العقوبات الجماعية، فقد بدى ذلك واضحاً في البرتوكول الاختياري الأول الملحق باتفاقيات جنيف في المادة رقم (54) بشأن حماية الأعيان والمواد التي لا غنى عنها لبقاء السكان المدنيين، إذ نصت على (يحظر مهاجمة أو تدمير أو نقل أو تعطيل الأعيان والمواد التي لا غنى عنها لبقاء السكان المدنيين ومثالها المواد الغذائية والمناطق الزراعية التي تنتجها والمحاصيل والماشية ومرافق مياه الشرب وشبكاتها وأشغال الري، إذا تحدد القصد من ذلك في منعها عن السكان المدنيين أو الخصم لقيمتها الحيوية مهما كان الباعث سواء كان بقصد تجويع المدنيين أم لحملهم على النزوح أم لأي باعث آخر)، وانتهاك أيضاً لما جاء في البرتوكول الإضافي الثاني الملحق باتفاقيات جنيف المتعلق بحماية ضحايا النزاعات المسلحة غير الدولية وخاصة للمادة رقم (14) والتي تنص على (يحظر تجويع المدنيين كأسلوب من أساليب القتال، ومن ثم يحظر مهاجمة أو تدمير أو نقل أو تعطيل الأعيان والمواد التي لا غنى عنها لبقاء السكان المدنيين علي قيد الحياة ومثالها المواد الغذائية والمناطق الزراعية التي تنتجها والمحاصيل والماشية ومرافق مياه الشرب وشبكاتها وأشغال الري).
يطالب مركز “شمس” برنامج الأمم المتحدة للبيئة ومنظمة الصحة العالمية ، والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية ، ومختلف المؤسسات التابعة لهيئة الأمم المتحدة ذات الصلة ، والمؤسسات الحكومية والغير حكومية العاملة في مجال المناخ والبيئة ومنظمة الصحة العالمية والمنظمات الحقوقية الدولية بضرورة القيام بواجباتها والضغط على حكومة الاحتلال الإسرائيلي لوقف الاستهداف المباشر والتدمير الممنهج للبيئة في قطاع غزة.