مائة يوم حرب على غزة…والنتيجة؟ اسمعوا الحكاية
أحمد حازم
تاريخ النشر: 14/01/24 | 11:15مائة يوم بالتمام مضى على الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة، والتي لا يزال لهيبها يحرق الحجر والشجر والبشر. عنوان الحرب كما تقول إسرائيل: الدفاع عن النفس. وأهم اهداف الحرب المعلنة: القضاء على حماس ومعاقلها سياسيا وعسكريا، وأيضاً تحرير الرهائن الإسرائيليين المختطفين لدى حماس خلال عملية “طوفان الأقصى” في السابع من أكتوبر الماضي.
السؤال المطروح” ما الذي حققته إسرائيل بعد مائة يوم من الحرب، وهل استطاعت تحقيق أهدافها؟ لن أقوم بتقديم وجهة نظري لهذا السؤال بأريحية تحسباً لقانون الطوارئ. ولكن سأعرض وجهات نظر أخرى إسرائيلية يهودية.
الخبير ليمور ليوآف المحلل العسكري في صحيفة “إسرائيل اليوم” اليمينية يعترف في مقال له بأن، “القيادة السياسية والأمنية أطلقت العديد من الوعود منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وتجد صعوبة في الوفاء، بها وحماس بعيدة عن الانهيار والمختطفون بعيدون عن العودة، ولا يوجد دليل على أن الضغط العسكري تقدم بقضيتهم ملليمترا واحدا، كما يزعمون وتم إطلاق سراح مختطف واحد فقط (أوري مغيديش) في عملية عسكرية، والباقين في صفقة مع حماس”.
من يقول هذا الكلام ليس “مخرباً” فلسطينيا وليس كلاماً من “معادي للسامية”، بل هو كلام قاله واحد “من عظام الرقبة” يعني هو صهيوني بامتياز يحلل في صحيفة لهم. هذا يعني ان إسرائيل وبعد مائة يوم من الحرب المدمرة لم تستطع تحقيق أي هدف من الأهداف التي وضعتها. جيش إسرائيل الذي يعتبر أقوى الجيوش في العالم، عجز باعتراف خبراء منهم وليس منا، عن تحرير رهائن يهود محتجزون في بقعة سهلية وليست جبلية لا تتجاوز مساحتها 365 km².
ويتعمق المحلل ليمور في مقاله ليفاجيء الجمهور الإسرائيلي بأن المختطفين، لم يكونوا حتى جزءًا من أهداف الحرب. كيف ذلك؟ ومتى أصبحوا إذاً أحد أهداف الحرب؟ يقول ليمور :” فقط دخول بيني غانتس وغادي آيزنكوت، إلى الحكومة هو الذي حدد أهداف الحرب، وأضاف إلى مضمونها تهيئة الظروف لعودة المختطفين”. أليس هذا فضيحة لنتنياهو”؟
في مقاله تحت عنوان “التعايش مع الهزيمة“، اسمعوا ما يقوله ناحوم برنياع، المحلل السياسي لصحيفة يديعوت احرونوت: “بعد حوالي 100 يوم على الإخفاق والخراب في غزة بات الوضع مفهوما بشكل جيد لدى قيادة الجيش الإسرائيلي، لكن السؤال كيف يمكن لنتنياهو ووزرائه سدّ الفجوة بين التوقعات غير المسؤولة التي خلقوها والقرارات القاسية التي يقفون أمامها”، وفق تعبير برنياع.
المفوّض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أUNRWA) ، فيليب لازاريني، قال في بيان له بمناسبة مرور مائة يوم على حرب غزة: “إنّ جسامة الموت والدمار والتهجير والجوع والخسارة والحزن في الأيام الـ100 الماضية يلطخ إنسانيتنا المشتركة”. وماذا بقي من الإنسانية يا فيليب؟
وأخيراً…
بقي علينا القول ان مائة يوم على حرب غزة، يعني حسابياً 16 ضعفاً لحرب 1967، وخمسة أضعاف حرب 1973. ولكن من الخاسر في حرب الأيام المائة؟ هنا نسكت عن الكلام المباح، “وفهمكو كفاية”