ثلاث قصائد
ليلى عبد الله
تاريخ النشر: 27/01/24 | 12:50صهيلُ الوجع
صهيلُ الوجع
يصدحُ في السماء
وقعت في جُرحِ الأرضِ
دموعها تغزلُ ثوبَ حزنٍ
يلُفها.. يعصرُها.. يُتعبها…
تسافرُ في الليلِ.. مُنطَفئةً..
متأزّرة بالصبر.. تنفث الآهات
تتناثر في السماء.ِ..
تسقط على أرضٍ بورٍ
تسقيها بدموعها…
فتنبتُ غاباتٍ خضراء
أشجاراً من دماء الشهداء
ذاكرتها خزانُ أحزانٍ
لِسانُها نهر دعواتٍ…
توقظُ الأملَ في الأرضِ
في الوجدانِ
تحولّها سهولاً خضراءَ…
أملاً مُشعّاً.. يملأُ الفضاء
ودعاءً يدقُّ أبوابَ السماء…
فَتُرجعهُ نسيجَ استجابةِ الحقِّ
لِما طلبتهُ أهدابُ الأحلام
لن يُمحى
أسمعُ صَمتي..
يهمسُ بِاسْمكَ
متشبّثاً بخيوطِ الزمان
كي لا أنساكَ يا وطني
حتى لو نسيَ النسيانُ
اسمَكَ ورَسمَكَ
أُلملمُ حُروفَكَ
من نقشِ قلبي
على جدار عقلي
من صفحات فخر التاريخِ
أُلملمها.. وأعودُ
بها من جديد
أُقلّد بها عُنق الكون
عِقداً حبّاته أشواقي
قطراته همساتي
أنتَ كَوْنٌ
أنتَ حُلمٌ كبير
ترسُمهُ الحقيقةُ
على صفحاتِ حياتي
كما تُرسمُ الحروفُ
على صفحاتِ الورقِ
كأحلى وأغلى قصيدةٍ
تعانقُ الزمان…
تحتضنُ أيامَ حياتي
أقرأُها بِعمقٍ
وأعيشها بِشَغَفٍ
أُحارِبُ بها قُبحَ العالم
فلا ترحل…
سيملأُ دُنيايَ الرحيل
أنتَ المرحلة…
فهل أستطيعُ تجاوز المرحلة
أنت الحياةُ…
فهل أستطيعُ طَيَ الحياة
أراكَ بعيداً
بُعدَ السماءِ…
لكنكَ موجود
في كل الأنحاء
أنحاء الكونِ
تحتويه أنحائي