اليوم فوز و غدا خسارة
بقلم قرار المسعود
تاريخ النشر: 07/02/24 | 13:33 الفرحة بالفوز و تقبل الهزيمة من أدبيات كل الأمم و المجتمعات تتمنى النصر في كل الجوانب و هي غريزة في بني البشر. و هو أمر عادي بالنسبة للأمم و المجتمعات كلها تتفاعل مع الفوز و تقبل الهزيمة، لكن عند الجزائري هو أمر مر أكثر من اللزوم لعوامل يعرفها أهل البيت كما أن أهل مكة أدرى بشعابها. في هذا المشهد المتشدد و المشحون بالفوز مهما كان ثمنه، فمَنْ يحضّر للهزيمة ينجو منها، لأنه يدرك ويعرف ما هو ظاهر و ما هو باطن منها، فإن استطاع الفوز نال رضى الكل و إن لم يستطع أمام قوة تفوق تحضيراته فهو فائز في نظر البعض و معذور و مشكور لأن المكيدة أقوى مما دبر و حضر و خارجة عن نطاقه و إختصاصه.
مَنْ قال المدرب بلماضي أصبح من الماضي له حق و مَنْ قال بلماضي سيعيد الماضي له حق و مَن عرف مجريات سير الأمور في العالم الثالث كان مرتاحا أكثر وعرف من أين تؤكل الكتف. أعتقد أنني لم و لن أكون أكثر دراية من هؤلاء بالوضع العام في الميدان لكن خارجه يمكن التحليل على المؤشرات و ترتيب بعض العوامل و الإنتباه إليها حتى تطرح بعض الأسئلة الغامضة ليس على الفريق الجزائري فحسب بل في مجالات أخرى قيل أنها راجعة لخصوصية الكولسة الإفريقية، و مَنْ لم يستجب لها يعتبر متمرد و الجزائر و بعض الدول تعتبر من هذا الصنف الذي تجد طعم السياسة في نشاطها الرياضي و ثقافي و السياحي.
هناك ملاحظات تستوجب الانتباه للمشهد مثلا فريق يرتب على رأس المجموعة على أساس نتائجه و في كل مرة لمدة ثلاثة كؤوس إفريقية يقصى دائما في الدور الأول و بنفس المدرب و يطلب من هذا المدرب البقاء من طرف الرأي العام و ذوي الدراية، هذا عجيب و غريب. إذا الإخفاق هذا راجع لعوامل خارج نطاقه.
و من جانب المعارضة الحاقدة التي لم تحقق لا كأس و لا فوز في إفريقا تطلب تعويضه بمدربين لم يحققوا ما حققه و يفتخرون بلاعبين لم يحققوا ما حققه الفريق الحالي. هل هذا تحليل أم تهريج. و هم يدركون أن المناخ الإستوائي يمتاز بحرارة و رطوبة عالية و خاصة في فصل الصيف الذي برمج فيه كأس إفريقيا بكود ديفوارهذه السنة بمنشأت محدودة مقابل كأس العالم 2022 بقطر الذي إشترط التهوئة اللازمة حتى في المدرجات لأن الفرق الأروبية لا تتحمل الجو هناك. فكل فرق شمال إفريقيا يصعب عليها التأقلم. فقضية إقصاء الفريق الجزائري و ربما غيره من المنافسات القارية ليس مسألة تحضير و لا تكتيك و لا أخطاء المدرب و لا يدخل في ما يتعلق بالجانب الرياضي.
في نفس السياق لما تلاحظ ببساطة تحضير لإقصاءه مهما تطلب الأمر لأنه ليس من باب الصدفة و غريب عندما يجد فريق ما كل الملاعب جاهرة في بلاده و عند جيرانه و يصرعلى أن يلعب في ملعب مدينة مراكش السياحية ضد فريق الجزائر أو فريق جيبوتي الشقيقة على سبيل المثال تختار نفس ملعب مراكش و هناك ملاعب بجانبه في السعودية و مصر أجود و أرقى منه في المبارة الرسمية مع الفريق الوطني الجزائري. بالإضافة إلى أجهزة المراقبة تكون غير جاهزة في مبارة الفريق الرسمية زيادة على أن السيد الحكم لم يقبل اللجوء اليها رغم الإلحاح. فإن لم يتغير الوضع في المؤسسة المشرفة في القارة، سنشاهد نفس النمط مع فرق أخرى في نفس المواقف.