غزّة أرضيّة (9)
علي هيبي
تاريخ النشر: 16/02/24 | 14:19ومنَ النّاسِ نظامٌ كذبوا
“وإنّي لمشتاقٌ إلى أرضِ غزّةٍ
وإنْ خانَني بعدَ التّفرّقِ كتماني
سقى اللهُ أرضًا لوْ ظفرْتُ بتربِها
كحلْتُ بهِ منْ شدّةِ الشّوقِ أجفاني”
للهِ درُّكَ يا شافعيُّ
يا ابنَ خيرِ البلادِ
أنتَ الحنينُ المقدّسُ
والشّاعريُّ
وأنتَ الإمامُ الفقيهُ
والشّارعيُّ
حنينُكَ رغمَ حلمِ اللّيالي
ورغمِ شفيفِ الخيالِ
كأنَّهُ واقعيُّ
وحتّى إنْ جننْتَ اشتياقًا لغزّةَ
شوقُكَ مهما تكتّمْتَ
فإنَّهُ ثاقبٌ لامعيُّ
هناكَ رجالٌ علّمْتَهُمْ
كيفَ يحبّونَها
قد عاهدوا غزّةَ
حملوها على ظهورِهِمْ
في قلوبِهِمْ أسكنوها
كما سكنوا منْ قبلُ في قلبِها
ورغمَ وزرِ همومِ الفراقِ
في صدورِهِمْ صدقوا
وعشقًا بها قضَوْا نحبَهُمْ
ومنْهُمُ شاعرٌ مفعمٌ بالحنينِ
صوتُ تَحنانِ أشعارِهِ رائعيُّ
يؤمنُ أنَّ التّغييرَ سيأتي
سيصنعُهُ وفقَ منظورِهِ
العاملُ الصّانعيُّ
ويدعمُ فعلَ صناعتِهِ
في حقولِ الكفاحِ
القنُّ المسخَّرُ الزّارعيُّ
ويؤمنُ بالغدِ المشرقِ حتمًا
وأنّهُ طافحٌ بكرامةٍ
لونُها ناصعيُّ
وهنالِكَ أنظمةٌ لا رجالَ
ولا رجولةَ فيهِمْ جلُّهُمْ تابعيُّ
وكلٌّ منْ أدواتِ حكمِهِمْ قامعيُّ
ولا يرعوي عنْ ذبحِ شعبِهِ
وإبادةِ غزّةَ لأنَّهُ مطبّعٌ طابعيُّ
وحالُنا على مستوى الأمّةِ بهِمْ فاجعيُّ
بلا خجلٍ صيتُ تطبيعِهِ فاقعٌ
ولونُ خيانةِ تطبيعِهِ كالحٌ فاقعيُّ
قنعوا بارتمائِهِمْ في لمعانِ السّرابِ
وخضعوا في رذيلةِ مصيدةِ الاذدنابِ
هانوا جميعًا سهُلَ الهوانُ
فكلُّهُمْ في هوى الجُرحِ ميّتٌ قانعيُّ
استهانَ الهوانَ أوْ أرنبٌ خاضعيُّ
خانوا كرامةَ العروبةِ والدّينَ الحنيفَ
كما خانَ وصيّةَ موسى وطيبةَ هارونَ
بعجلِهِ السّامريُّ
انطوتْ صفحاتُ الزّمانِ الجميلْ
يا إمامي الجليلْ
فليسَ ثمّةَ أحدٌ منْهُمُ عاشقٌ ناصريُّ
أنظمةٌ تمنّتْ ليتَ التّطبيعَ شاملٌ جامعيُّ
طبّعَ الأوّليُّ والثّانويُّ والثّالثيُّ
فباركَ تطبيعَهُمُ الرّابعيُّ
وطبّعَ الخامسيُّ والسّادسيُّ
فسرَّ لتطبيعِهِما السّابعيُّ
وطبّعَ الثّامنيُّ
فتوّجَ تطبيعَهُ التّاسعيُّ
وطبّعَ لتكتملَ الصّفقةَ العاشريُّ
فماذا تقولُ يا شافعيُّ
ولمْ ننتهِ بعدُ أيُّها الإمامُ الأبيُّ
هناكَ نظامٌ لسانُهُ شرعةٌ
منحنيَ الظّهرِ يلهثُ على مدِّ بطنِهِ
نحوَ العدوِّ كأنَّهُ سرابٌ جليُّ
وآخرُ نظامٌ ريالتُهُ تسيلُ نازلةً منْ فمِهِ
ووجهُهُ قميءٌ وقفاهُ رديُّ
ينتظرُ فرصةً للّواطِ الدّعيُّ
اكتملَتْ الآنَ دستةٌ للسّحاقِ
فمَنْ لغزّةَ غيرُ الرّجالِ الرّجالِ
حُنَّ كثيرًا لها كما تشتهي
غزّةُ تستحقُّ فوقَ الحنينِ حنينًا
ورجالُها همُ الغضبُ السّاطعيُّ
وكما امتدَّ شوقُكَ بعدَ الفراقِ
فأنا مثلُكَ
بلى مشتاقٌ وعندي لوعةٌ
فطوبى لشوقِكَ يا شافعيُّ
سقى اللهُ نبضَ قبرِكْ
سقى اللهُ شوقي بشوقِكَ
سقى اللهُ صبري بصبرِكْ
كحّلْ عيونَكَ بثرى أرضِها
تطوّقْ بأقواسِ مجدِها
ببنادقِ ثوّارِها يا شافعيُّ
ونمْ قريرَ العينِ مطمئنّا في ترابِها
وكلْ منْ كريمِ خبزِها
واشربْ منْ نميرِ شرابِها
أيُّها العاشقُ المشتاقُ
يا شافعيُّ