فعالية الرقمة بمفهوم المواطن
من تقرير قرار المسعود
تاريخ النشر: 25/02/24 | 12:59كانت الساعة الخامسة و نصف من يوم الجمعة عندما تقدمت الى
قسم الإستعجلات بمستوصف عين الشيح بلدية الجلفة، اين طلب مني إسم
المريض و تاريخ ميلاده من اجل تسجيله في الحاسوب، كانت بالنسبة لي
إجراءات جديدة غير معتادة، فعادة نقف أمام باب الطبيب المداوم و ننتظر
الدور. ثم سجلت المعلومات وأخذت رقمي الذي كان 112 فاستفسرت عن
ذلك، فكان جواب المشرف عن العملية " يا سيد هناك تصنيف المرضى
منهم المستعجل يتوجه مباشرة الى الفحص و الأطفال و الباقي، عليك أن
تتوجه الى القاعة و تنظر حتى يأتي رقمك ليتم فحصك.
و في قاعة الإنتظار وجدت على الشاشة رقمي باللون الأصفر ضمن
عدة أرقام أخرى باللون الأزرق فتكلمت مع عون الأمن المكلف على أساس
أن لي طفلة صغيرة و هناك أرقام كثيرة. فرد يا سي محمد انت من الأوائل
سيأتي دورك بعد رقمين، فلم أقتنع كالعادة و ألححت عليه فلم ينتبه لي،
فنداني الشاب الذي كان بجانبي يا سي الحاج سيأتي دورك بعد لأنه ليس
هناك رقم أحمرعاجل و أنت لديك طفلة صغيرة و ليس أمام رقمك رقم
أصفر آخر.
عندما دخلت عند الطبيبة المداومة، نادت الطفلة المريضة بإسمها و
هي تنظر الى الحسوب و بعد الفحص سلمت لنا الوصفة و أمرتنا بالذهاب
إلى الممرض من أجل الحقنة. فطلبت منها ورقة حقنة كالعادة فأشارت إلي
بالذهاب إليه بدون الورقة. هناك رأيت الممرض يتكلم مع زميله وهو
يحضر الحقنة فعرفت أنه من بداية تسجيلي كانت المعلومات قد نشرت على
مستوى كل الحواسيب في الشبكة و عرفت فائدة مشروع الرقمنة التي أقسم
رئيس الجمهورية على تطبيقه على كل المستويات و مدى نجاعته في
شفافية الخدمة العمومية و بناء القواعد الأساسية للدولة.
فاقتربت من أحدهما بسؤال كأمي لا يفهم هذه التقنيات الجديدة التي
دخلت على قطاع الصحة وعلى كل المستويات. قلت له يا ولدي تغيرت
عندكم الإجراءات؟ فأجني قائلا يا عمو " هذا السيستام يفطن المريض و
يبين الدوى"، ففهمت من لهجته أنه يعطي الحق للمريض و يكشف الدواء.
في نفس السياق و في نفس المكان و المبنى في الطابق الأول
مصلحة متابعة داء السكري الوحيدة في الولاية و رغم العمل المتميز
بالصرامة و التنظيم و قلة المادة في بعض الأحيان، تلاحظ أن كل
الإجراءات تتم في سجلات، عكس قسم الاستعجالات تماما ، فالمصلحة
لا يتوفر بها وسائل التسجيل الآلي ولا بها رقمنة و كل العمل يدوي
رغم العدد الكبير و المتزايد للمرضى.
و في اطار عملية التوأمة مع المركز الإستشفائي الجامعي بالدويرة،
تم الإعلان عن تنظيم عملية فحوصات في أمراض الطبن- القلب-
المفاصل و الجلد، من طرف المؤسسة العمومية الإستشفائية محاد عبد
القادر بالجلفة على مستوى العيادة المتعددة الخدمات الوئام لمدة أربعة أيام،
مبادرة مفيدة خاصة في هذا القطاع. لكن هذه المبادرة الحميدة لا تخلو من
بعض السلبيات التي تروج، حيث يعطى لبعض المرضى بالنظر لحالتهم
موعد الذهاب للمختص في العاصمة و رغم هذا الموعد يبقون ينتظرون و
في بعض الحالات لعدة أيام، يقول بعض المعنين لو أن هذه البعثة الطبية
تنجز كل أعمالها هنا دون التنقل الى العاصمة إلا في الحاجة الماسة.
فعدوى الرقمنة و الجدية في العمل المتعلق مباشرة بالمواطن أرخت سدولها
حتى على القطاع الخاص أيضا و أصبح المواطن الجزائري يلتمس هذا
التغيير على أرض الواقع. فعلى سبيل المثال في مخبر التحاليل الطبية
القدس للدكتور شريط الكائن بمدينة الجلفة، تتبلور هذه الفعلية في الإستقبال
الملائم و العمل الجيد الممزوج بالخبرة والتحكم في المهنة. فبعد تسجيل
طلب التحليل في الحاسوب و إصدار وصل للمعني فيه كل المعلومات و
رقمه و إذا طلب أن يعوض من طرف صندوق التأمين تحضر له بعد عملية
التحليل فاتورة السعر المدفوع و يؤشر له على الرمز المناسب لتحليله و
يدفع له نسخين من وصفة التحليل واحدة للطبيب و الثانية لمصلحة التأمين.
ربما هذه العدوى جاءت نتيجة الإجراءات الأخيرة المتخذة على
مستوى مخابر التحليل من المصالح العمومية المختصة. في السابق كان
العمل يدوي و يتسلم المعني ورقة نتائج التحليل فقط. فمن سمات بناء الدولة
الحديثة مشاركة كل مقوماتها و على كل المستويات و خاصة وعي الفرد
بما يحدث من يوميات الرقمنة و تأثيرها. فينتج عنه تسهيلات في العمل
اليومي للمجتمع و شفافية في المعاملات و حتى انضباط المواطن و توعيته.