نتنياهو والمواجهة مع السنوار ونصر الله
الاعلامي احمد حازم
تاريخ النشر: 01/03/24 | 16:49المنطقة من غزة الى جنوب لبنان تغلي حاليا على نار حامية، واللاعبون الرئيسيون في هذه المنطقة الساخنة هم ثلاثة، وعلى قاعدة المثل الشعبي العربي: ” القِدر ما بركب إلا على ثلاث”. اللاعبون الثلاثة هم: الفلسطيني يحيى السنوار، اللبناني حسن نصر الله والليكودي اليميني بنيامين نتنياهو.
كل واحد من هؤلاء عنده أجندة معينة لإثبات نفسه في المنطقة علما بأن الأول (السنوار) يتفق مع الثاني (نصر الله) في الأهداف، لان مصدرهما المالي والتوجيهي والتسليحي هو نفس المصدر (إيران) ضد الثالث (نتنياهو) الذي تدعمه أمريكا لوجستيا وماليا وعسكريا. إذا المعادلة القائمة اثنان يواجهان واحد، مع قارق كبير طبعا وهو ان “الواحد” هو دولة نووية تمنك أحدث الطائرات والسفن الحربية والغواصات ويعتبر جيشها من أقوى الجيوش في العالم، بينما “الإثنان” هما مجرد تنظيمان مسلحان بأسلحة تقليدية يدوية. هؤلاء الثلاثة لاعبين يشرفون على إدارة الحرب الدائرة الآن مع الجيش الاسرائيلي في قطاع غزة وفي جنوب لبنان، وكل لاعب يريد تحقيق الانتصار على عدوّه.
من ناحية فعلية، فإن عملية السابع من أكتوبر (طوفان الأقصى) التي كانت بتخطيط وتنفيذ السنوار، كانت السبب الذي دفع نتنياهو بشن الحرب على غزة وحصل ما حصل لغاية الآن، وأصبح السنوار مطلوباً لإسرائيل وامريكا حياً كان او ميتا، وتم تخصيص مبلغاً ماليا كبيرا لذلك. وبالرغم من أنّ الحرب وصلت إلى عرين السنوار كما يقولون، لكنه يرفض أي تنازلٍ تريده إسرائيل. وهل ننسى ان إسرائيل كانت قد عرضت على السنوار وقادة حماس في غزة المغادرة نهائيا بسفينة، تماما كما فعلت مع عرفات في العام 1982؟ لكن السنوار رفض وفضل الاستمرار في مواجهة نتنياهو.
زعيم حزب الله حسن نصر الله، الذي كثيرا ما أعلن انه سيشارك في حرب فعلية مع إسرائيل إذا قامت باجتياح بري لقطاع غزة، الا انه لم يفعل ذلك رغم اقتحام الجيش غزة، واكتفى بمواجهة اسرائيل حسب “قواعد الاشتباك” المتعارف عليها عسكرياً، يعني ” كيف تضربني أضربك”. بمعنى ان نصر الله اختار ان يكون دعمه لحماس بناءً على المسموح به على الصعيدين اللبناني والاسرائيلي، والاهم من ذلك بموافقة أمريكية وإيرانية.
قد يكون نصر الله قد استوعب الرسالة التي وجهها له نتنياهو، بعد شهر على عملية طوفان الأقصى، وبالتحديد في السابع من نوفمبر العام الماضي، إذ قال نتنياهو في كلمة له: “إذا قرر حزب الله الانضمام إلى الحرب، فسيكون قد ارتكب خطأ عمره”، علماً بأن تبادل القصف مستمر بشكل يومي بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله في المنطقة الحدودية بين لبنان وإسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي .
نتنياهو، في حالة لا يحسد عليها “ومش عارف كيف بدو يطلع منها”. فلأول مرة تشهد إسرائيل حالة لجوء لمواطنيها في عهد نتنياهو. عشرات الآلاف من المستوطنين غادروا مستوطناتهم في غلاف الجليل في منطقة الحدود مع جنوب لبنان، إضافة إلى نزوح مثلهم من غلاف غزة، الأمر الذي رأى نتنياهو نفسه أمام معضلتين في نفس الوقت: الحرب واللاجئين.
وأخيراً…
مقتل 112 شخصا خلال وصول شاحنات مساعدات لغزة، ليست حادثة كما يقولون، بل مجزرة بكل معنى الكلمة. انها “مجزرة الطحين”.