هكذا يكون الالتزام بالمبدأ…سياسية هولندية تستقيل من أجل غزة
الاعلامي احمد حازم
تاريخ النشر: 03/03/24 | 11:26الناس أجناس (ومنهم الأنجاس أيضاً). فهناك من يلتزم بالمبدأ بشكل عام وهناك من لا يحترم المبادئ ويضربها بعرض الحائط. والالتزام بالنهج السياسي هو أحد هذه المبادئ. السياسة موجودة في كل مكان، لكن الناس في كل مكان ليس كلهم ملتزمين بالمبدأ سياسياً. فمنهم من يقال عنه انه صاحب مبدأ، ومنهم المنافق والمتقلب سياسيا.
الدبلوماسية الهولندية أنجيليك إيبي، التي أمضت أكثر من عشرين عاما في العمل الدبلوماسي في وزارة الخارجية الهولندية، استقالت فجأة من وظيفتها، وتركت مكتبها الذي كانت تقضي ساعات فيه ترسم استراتيجيات مستقبل السياسة الخارجية الخاصة ببلدها طوال حياتها المهنية.
السبب في تخليها عن منصبها ليس فضيحة أخلاقية كما حدث بين الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون والمتدربة في البيت الابيض مونيكا لوينسكي والتي حدثت بين عامي 1995و1996 وظهرت للعلن في عام 1998. والسبب أيضا ليس فضيحة مالية مثل تلك الفضائح التي لا نزال نسمع عتها.
الدبلوماسية الهولندية قررت في يناير/ كانون الثاني الماضي الاستقالة من وظيفتها في الخارجية الهولندية احتجاجا على رد فعل حكومتها إزاء الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة، وهذا كان سبب الاستقالة. تصوروا ان هذه السياسية الهولندية التي هي المعيل الوحيد لعائلتها تخلت عن وظيفتها المرموقة بسبب غزة.
أليست هذه تضحية وتمسكا بالمبدأ؟ فهل يتعلم ساستنا العرب من خطوة هذه الهولندية التي يوجد عندها إحساس كبير لما يحدث في غزة اكثر من قادة الأنظمة العربية؟
الدبلوماسية أنجيليك إيبي، التي تؤيد وقف الحرب على غزة، عملت خلال مشوارها المهني، كنائبة لسفير هولندا في سلطنة عمان وانخرطت في سياسات الشرق الأوسط، قالت في تصريحات صحفية، انه لا يمكنها بعد الآن أن تكون جزءا مما يجري في غزة، ونزاهتها الشخصية والمهنية باتت على المحك، حسب قولها.
الدبلوماسية الهولندية ورغم خبرتها الكبيرة، هي الآن بلا عمل رسمي، لكن نشاطها لوقف الحرب على غزة لم ينقطع ولا يزال مستمرا، وجدول أعمالها مزدحم بشكل كبير. فقد انخرطت في العمل مع دبلوماسيين سابقين آخرين من هولندا والولايات المتحدة للتواصل مع دبلوماسيين غاضبين من الحرب. حتى قبل استقالتها، شاركت في تنظيم اعتصامات بشكل أسبوعي أمام المباني الحكومية في لاهاي للمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة.
وما دام الشيء بالشيء يذكر، فإن ثمانمائة موظف حكومي في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا، أصدروا في الثاني من الشهر الماضي رسالة مفتوحة دون الكشف عن هويتهم يطالبون فيها حكوماتهم بتغيير المسار فيما يتعلق بالحرب على غزة.
وأخيراً…
البرلمان الأوروبي وفي جلسته العامة في ستراسبورج، كان قد دعا في قرار له وللمرة الأولى، إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة، والبدء بجهود سياسية لإيجاد حل للحرب على غزة. وقد تمت الموافقة على القرار بأغلبية كبيرة.