ما هي الثقافة ؟
تاريخ النشر: 21/11/11 | 3:22يقصد بتعبير ( ثقافة ) طريقة فهم الحياة ، وكيفية تنظيمها ، واساليب العيش فيها ، والتي تميز مجتمعاً معيناً عن غيره من المجتمعات ، وتعطيه وجهه الأصيل ، ومن ثم شخصيته . والثقافة بالنسبة الى الفرد في المجتمع هي عطاء يكتسبه عند ولادته ، ويتطبع عليه في انماط سلوكه وطرق تفكيره وادراكه كما هو موجود في العالم الخارجي . ومن ناحية اخرى حيث ان الثقافة ذات طابع جماعي قبل كل شيء فانها تغدو مشاركة ما بين الأفراد الذين يعيشون في كنفها ، لأنها تخلق تماثلاً اساسياً في ذهنياتهم وفي تصرفاتهم التي سوف تميزهم عن الأفراد الذين يعيشون في ظل حظارة اخرى
ان المشاركة الجماعية في ثقافة معينة قد لا تكون عامة بالنسبة الى كل افراد المجتمع الواحد ، اذ قد تنطوي على ثقافات فرعية متميزة وتتمسك بها جماعات ذات خصائص متميزة بالنسبة الى باقي العناصر في المجتمع وعليه توجد ثقافتان ، الأولى هي الثقافة الشاملة العامة او الوطنية او القومية التي يتبناها اوسع قطاعات المجتمع ، والثانية هي الثقافات الفرعية التي تخص فئة معينة من افراد المجتمع
حول تعبيري الثقافة والحضارة
تستخدم كلمة ( الثقافة ) في اللغة العربية عادة كمقابل لكلمة( Culture )في اللغة الإنكليزية والفرنسية والألمانية نوعاً ما . اما كلمة حضارة فهي ترجمة غير حرفية لتعبير (Civilisation )باللغات الأجنبية المذكورة ، وتعني بالأصل المدنية او التمدن . وتعبير الحضارة باللغة العربية مأخوذ من (( الحضر )) الذين يوضعون عادة بمقابل (( البدو )) ، ومن ثم فأن (( الحضارة )) هي نقيض (( البداوة )) وتترادف مع تعابير العمران ، والتمدن ، والمدنية مع ضرورة الأخذ بنظر الإعتبار ان هناك بعض الفروق الدقيقة بين هذه المترادفات ، كما هو شأن كل المترادفات الأخرى في اللغة العربية
اما كلمة (( الثقافة )) فمشتقة من ( التثقيف ) ومعناها (( تقويم المعوج )) ، وعليه فإن ذلك ((يعني في التحليل الأخير ان الثقافة شيء ، والحضارة شيء آخر في المفهوم العربي الأصيل ، ( فالثقافة ) حياة ، طاقة ، قيم ، افكار ، احاسيس ، اما ( الحضارة ) هي وسائل ، ادوات ، آلات ، تقنيات .( الثقافة ) نزعة الى طراز او لون في الوجود ، ( الحضارة ) وجود متحقق له مظاهره ومؤسساته وقواعده . ( الثقافة ) هي في حياة الفرد شعور وفكر ومسلك ، ( الحضارة ) هي اشياء تدور في وسط حياة الإنسان
وقد ظهرت كلمة ( حضارة ) ( Civilisation ) الفرنسية خلال النصف الثاني من القرن الثامن عشر للدلالة على سكان المدن الذين يعيشون اوضاعاً اجتماعية وثقافية متطورة بالنسبة الى الأقوام الأخرى التي كانت توصف بكونها متخلفة او همجية . غير ان هذا التعبير أخذ يتطور وينطوي على معان جديدة . وأخيراً اصبح يدل على مستوى معين من الحياة الإجتماعية بما تشتمل عليه من جوانب مادية او فكرية وما تتضمنه من العلوم والصناعات والعادات والمؤسسات
اما مفهوم ( الثقافة ) ( Culture ) فهو اقدم عهداً في اللغة الفرنسية وقد انحدر عن فعل زرع Cultiver ثم تطور بعد ذلك بحيث اشتمل على المعاني الشائعة في الوقت الحاضر . اما في اللغة العربية فإن لفظ (( الثقافة )) لم يكن مستعملاً ولا معروفاً بهذا المفهوم لا في العصر الأموي ولا في العباسي ولا في العصور التي سبقتها على الرغم من ان تاريخ هذه الحقبة ( الأموية والعباسية ) يدل على ان الثقافة العربية كانت آنئذ في قمة ازدهارها . وابن خلدون نفسه قد استعملها في مقدمته اكثر من مرة ولكن كمفردة لغوية وليس كمفهوم يعبر عن ظاهرة اجتماعية معينة . مما يدل على شيوع استعمالها في الحياة العربية
وقواميس اللغة العربية ، سواء القديمة منها او الحديثة ، تذكر من معانيها ما يجعلها مناسبة تماماً لإستعمالها في مفهومها المعاصر . فالثقافة في ( لسان العرب ) تعني الحذق وسرعة التعلم ورجل ثقف سريع التعلم ، والثقافة سرعة التعلم والثقف الحاذق الفطن ، وفي المعجم الوسيط : ثقف ثقفاً صار حاذقاً فطناً
على فكره هاظول بنات صفي الي بالصوره….هههههههههههههههه هههههوووهههه ولله زمان ما شفتهم.