موسى عزوڨ عرض كتاب فن الدعاء للغزالي.(1)
تاريخ النشر: 12/03/24 | 19:01الشيخ محمد الغزالي ( 1917-1996). يقدم فنا سرديا مميزا وهو يحكي بحب عن كتابه فن الذكر والدعاء كفن عند خاتم الانبياء محمد صلى الله عليه وسلم . بعد ان يشكر الله على انه سبحانه الهمه معانيه وانه الفه بين مكة والمدينة .. حيث تقمصه شعور غريب وكيف ان ليس في البشرية من احسن ذكر الله وشكره واحسن الدعاء والرجاء والتقرب اليه بطريقة لم تذكر على لسان نبي سابق ولا مخلوق لاحق ..ليس هذا الا عند محمد عليه السلام وحده …ثم يشير الى حديث الشفاعة ، وكيف ان الناس يأتون آدم فيعتذر ، فيأتون نوحاً فيعتذر ، فيأتون إبراهيم فيعتذر ، فيأتون موسى فيعتذر ، فيأتون عيسى فيعتذر ، فيأتون نبينا صلى الله عليه وسلم فيقول : أنا لها ، أنا لها . فيشفع في أهل الموقف لفصل القضاء وذلك من المقام المحمود الذي وعده الله إياه في قوله : ( وَمِنْ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا ) الإسراء/79 . ولعل ذلك هو السر . وبمجرد ان يذكر قوله صلى الله عليه وسلم : “أنا لها ، أنا لها” حتى تتغرغر عيناه ويخفي نصف وجهه بالكتاب ولا يتمالك نفسه رهبة ورغبة ورجاء في الشفاعة ( لا حرمنا الله منها ) . ويكمل ان الرسول عليه السلام يقول :” فيلهمني الله سبحانه وتعالى بمحامد ما خطرت على قلب بشر ويتقبل مني ان اشفع للخلق “. ويعلق في الختام هذا هو محمد وهذه هي روحانية الرسول عليه الصلاة والسلام ( في هذه اللحظة تحديدا تتطابق ملامح وجهه والحالة صورة سيدي رحمهم الله جميعا ) . هذا مشهد صوت وصورة مرفق في التهميش (2).
وهو هو الوجدان والفؤاد وانت تقرأ من كتابه ( وقد احسن من وضعها في اخر الغلاف ). : ” كنت بقلبي مع موسى في مدين وهويحس لدغ الوحش والحاجة , وكنت مع عيسى وهو يواجه مساءلة دقيقة ويدفع عن نفسه دعوى الالوهية وكنت مع ابراهيم وهو بوادي مكة يسلم ابنه للقدر ويسأل الانيس لاهله . (نقطة ارجع للسطر : لتستمتع ؟)
غير اني انبهرت وتاهت مني نفسي , وانا بين يدي النبي الخاتم محمد وهو يدعو ويدعو … لقد شعرت باني امام فن في الدعاء ذاهب في الطول والعرض…..” وبهذا يبين كيف الهم العنوان المميز . هذه السردية الجميلة ذكرها بن القيم الجوزية وهو يخكى عن ابتلاءات الانبياء ليختمها بمحمد عليه السلام وكيف انه ذاق كل انواع الابتلاء , ثم يتوجه للقارئ بالقول :” تلهوا انت وتلعب ؟” يعني فعلا فن .
– هديتي لك ونحن في شهر رمضان كرر او اكتب او اطبع هذا الدعاء الجميل بروايته او دونه : ( حيث صلَّى عمَّارُ بنُ ياسرٍ بالقومِ صلاةً أخفَّها ، فَكأنَّهم أنْكروها ! فقالَ : ألم أُتمَّ الرُّكوعَ والسُّجودَ ؟ قالوا : بلى ، قالَ أمَّا أنِّي دعوتُ فيها بدعاءٍ كانَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ يدعو بِهِ اللَّهمَّ بعِلمِكَ الغيبَ وقدرتِكَ على الخلقِ أحيني ما علمتَ الحياةَ خيرًا لي وتوفَّني إذا علمتَ الوفاةَ خيرًا لي وأسألُكَ خشيتَكَ في الغيبِ والشَّهادةِ وَكلمةَ الإخلاصِ في الرِّضا والغضبِ وأسألُكَ نعيمًا لاَ ينفدُ وقرَّةَ عينٍ لاَ تنقطعُ وأسألُكَ الرِّضاءَ بالقضاءِ وبردَ العيشِ بعدَ الموتِ ولذَّةَ النَّظرِ إلى وجْهِكَ والشَّوقَ إلى لقائِكَ وأعوذُ بِكَ من ضرَّاءٍ مُضرَّةٍ وفتنةٍ مضلَّةٍ اللَّهمَّ زيِّنَّا بزينةِ الإيمانِ واجعَلنا هداةً مُهتدين. » [الراوي : قيس بن عباد أو عبادة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح النسائي ]
اللهم إني أسألُك الثباتَ في الأمر، والعزيمة على الرُّشد، وأسالك شُكْر نعمتك، وحُسْن عبادتك، وأسألك قلبًا سليمًا، ولسانًا صادقًا، وأسألك من خير ما تَعلَم، وأعوذ بك من شر ما تعلم، وأستغفِرك لما تعلم، إنك أنت علام الغيوب.
– تحضير منشور
مع فيديو يبين أهل الصفة و الروضة الشريفة الواقعة غربي الحجرة النبوية وشرق منبره عليه السلام . وتمتد إلى المنبر بطول 22 متراً من الشرق إلى الغرب، وعرض 15 متراً من الشمال إلى الجنوب.
—– تهميش —-
(1) يجمع الشيخ بين ما يظهر من المتناقضات ! . فهو ” العقلاني والحداثي الكافر بكل الخرافات بحدية ” وهو ايضا ” الصوفي صاحب الرقائق الباكي ولو على المباشر !”.وأكثر من ذلك وقبله ” شهم ” « راجل أرڨاز»:(( فالغزالي رحمه الله لم يعتقل في محنة 1954م لأنه لم يكن في تنظيم الإخوان، وكذلك في محنة 1965م فقط اعتقل ليومين أو ثلاثة، وليس لأنه من الإخوان، بل لأنه طلب منه أن يتكلم في الإذاعة ويسب الإخوان، فرفض، فلما أرادوا استفزازه وقالوا له: لقد فصلوك، فقال رحمه الله: إذا استقووا علي في وقت ضعفي، فلن أستقوي عليهم في وقت ضعفهم، ليس من خلقي أن أجهز على جريح. وما يثبت عدم عودته مطلقا للتنظيم هو كتابه (قذائف الحق) والذي ألفه سنة 1970م، وفيه يتكلم عن فصله من الجماعة وعدم عودته لها، ثم بعد ذلك عندما طلب الإخوان بعد وفاة الهضيبي أن يتولى القرضاوي مهمة المرشد فاعتذر ورشح لهم الغزالي، فاعتذروا بما كان من الغزالي. ))
(2) جمعت تعليقه الجميل الباكي المبكي رحمه الله عند ذكر النبي عليه السلام ، مع صور الروضة. والبقيع ” وقد كان دعاؤه ان يتوفاه الله بالمدينة فحقق الله ذلك ودفن بالبقيع 1996.