مسرحية ” بقعة سوداء”… سياسية المغزى قوية التمثيل
الاعلامي أحمد حازم
تاريخ النشر: 22/03/24 | 15:37قبل كل شيء اود القول ان مقالي هذا ينتمي لـنوع “الصحافة الساخرة”. ولذلك كان لزاماً عليّ التنويه والإشارة لذلك لكي لا أعطي المجال لآخرين الاصطياد في المياه العكرة. يقول الخبير يزن أبو الروس مؤسس أول مشروع متخصص في التدريب على الكتابة الساخرة في العالم العربي “إنّ الكتابة الساخرة هي الكوميديا التي تنبع من غضب أو انزعاج من أمر ما، فتعبّر عنه بطريقة كوميدية لتفريغ غضبك، كما أنها طريقة لقول الحقيقة بدون تجريح وبعيدًا عن القدح والذم.
أنا شخصيا من عشاق المسرح العربي بشكل عام والألماني بشكل خاص، وقلما مر علي شهر طوال السنين الماضية بدون مشاهدة مسرحية. وأميل الى مشاهدة مسرحيات يقوم بأدائها ممثل واحد وهي المسرحيات المسماة “مونودراما” أي مسرحيات الشخص الواحد ولا سيما السياسية منها. وقبل فترة شاهدت فيديو “مونودراما” لمسرحية بعنوان “بقعة سوداء” يتحدث بطلها البارع عن حدث سياسي وقع في أحد أيام فصل الخريف. والحقيقة أنا أعجبت بالأداء الرائع للممثل، وبذكائه في اختيار وقت العرض.
المؤسسة المنتجة للمسرحية هي مؤسسة عريقة، سبق لها وأنتجت أكثر من مسرحية سياسية مثل “صفقة ” التي تتحدث عن عملية شراء ألعاب نارية لمؤسسة في البلد الذي ينتمي اليه الممثل، الذي كان أيضاٍ رائعا في أداء الدور.
وهناك مسرحية أخرى اسمها “الشذوذ” قام ببطولتها أيضا نفس نجم مسرحية “بقعة سوداء” وشاركته في البطولة نجمة متألقة دائما في قضايا الدفاع عن حقوق النساء بما فيهم المثليات. صحيح ان هذه المسرحية لم تحظ بإعجاب المشاهد كما ينبغي، لكن أبطالها استطاعوا إيصال الفكرة التي روجوا لها في مسرحيتهم.
بقي علينا القول، ان المؤسسة المنتجة للمسرحيات السابقة تعاونت مع ثلاث مؤسسات أخرى وأسسوا شركة جديدة أطلقوا عليها اسم “المندمجة” لإنتاج الأعمال المسرحية السياسية، لكن هذه الشراكة الجديدة لم تعمّر طويلاً لأن أصحابها غير موحدين في النهج بمعنى لديهم أفكار مختلفة لا تتناسب مع بعضها في الاتجاهات المسرحية.
واخيراً…
الى هنا نتوقف عن الكلام الساخر كما توقفت شهرزاد عن الكلام المباح في ألف ليلة وليلة”.