أسرار عملية اعتقال سيف الإسلام القذافى
تاريخ النشر: 21/11/11 | 23:22بعد يومين من إعلان اعتقال سيف الإسلام ابن العقيد الليبى الراحل معمر القذافى، توالى كشف تفاصيل عملية الاعتقال فى منطقة صحراوية قريبة من الحدود المشتركة لليبيا مع النيجر والجزائر.
ونقلت صحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية اليوم الاثنين، عن مصادر ليبية متعددة أن سيف الإسلام ومرافقيه كانوا يعتزمون التوجه صوب النيجر وفقا لترتيب مسبق مع الساعدى القذافى شقيق سيف الموجود منذ نحو شهرين فى النيجر، وحصل مؤخرا على حق اللجوء السياسى على أراضيها.
وقال عبد الله ناكر، رئيس مجلس ثوار طرابلس للصحيفة إن عملية اعتقال سيف الإسلام أحبطت عملية تهريبه إلى النيجر، حيث كان يفترض أن يكون شقيقه الساعدى فى انتظاره على الجانب الآخر من الحدود الليبية النجيرية.
وقبل نحو أسبوع من اعتقاله، نجح الثوار فى زرع أحدهم داخل الفريق الصغير العدد المرافق لسيف الإسلام القذافى، من دون أن يشك أحد منهم فى هوية وأهداف العميل الذى يتحفظ الثوار فى الوقت الراهن على الكشف عن هويته لأسباب أمنية.
وبالإضافة إلى هذا العميل المجهول الهوية، جرت عملية تنصت واسعة النطاق للتجسس على المكالمات الهاتفية التى يتم إجراؤها فى محيط المنطقة التى اعتاد نجل القذافى أن يتنقل فيها.
وطبقا لمعلومات خاصة للصحيفة فقد أجرى سيف الإسلام قبل يوم واحد فقط من اعتقاله مكالمتين هاتفيتين مع بقية أفراد أسرته الموزعين ما بين النيجر والجزائر.
ولعبت المخابرات البريطانية، على ما يبدو، دورا رئيسيا، لكن من وراء الستار، فى توفير المعلومات الاستخباراتية المبدئية للثوار حول المكان المحتمل أن يكون فيه نجل القذافى.
كانت المعلومات التى وفرها العميل المجهول الهوية برفقة سيف الإسلام القذافى وافية ومناسبة تماما لكى تتحرك قوة صغيرة من الثوار ضمت 15 رجلا على متن ثلاث سيارات، حيث تم اعتراض خط سير نجل القذافى الذى كان ضمن سيارتين مع أربعة من مرافقيه فى الصحراء على بعد نحو 70 كيلومترا من بلدة أوبارى النفطية الصغيرة فى نحو الساعة الواحدة والنصف من صباح يوم الجمعة الماضى.
وتقول المصادر إن سيف لم ينبس ببنت شفة وإنه التزم الصمت وهو يمتثل لتعليمات آسريه.
وقال العاجمى على العثيرى، قائد سرية خالد بن الوليد التابعة لكتيبة أبو بكر الصديق التى اعتقلت نجل القذافى، إنه طلب منهم خلال إلقاء القبض عليه إطلاق رصاصة على رأسه أو نقله إلى مدينة الزنتان.
ويقول رئيس مجلس ثوار طرابلس: “بالطبع لم يكن جادا فى طلبه، لو كان جادا فعلا لانتحر أو لطلب من الفريق المرافق له أن يقتله قبل أن يقع فى أيدى الثوار. فى النهاية هو حاول ادعاء البطولة لكن بعد فوات الأوان”.
وطبقا لما قاله عبد الله ناكر فقد تم نقل سيف الإسلام إلى مكان آمن فى الزنتان التى تبعد نحو 170 كيلومترا غرب العاصمة الليبية طرابلس. وأضاف: “لن نفصح فى الوقت الحالى عن المكان تحديدا، نتطلع إلى أن يحكى لنا المعتقل كل الأسرار المتعلقة بنظام القذافى”.
وأكد: “هو (سيف الإسلام) فى قبضة الثوار وتحت حراسة أمنية مشددة، الجميع يعلم أهمية ومكانة نجل القذافى فى هذه المرحلة. لن نفرط فيه بسهولة، ولن نسمح لأحد بالاعتداء عليه أو إيذائه أو قتله”.