أمريكا تعترف باستحالة القضاء على حماس
الاعلامي أحمد حازم
تاريخ النشر: 25/03/24 | 14:45منذ احداث السابع من أكتوبر/ التي وصفها عضو الكنيست أيمن عودة بأنها “وصمة عار على جبين النضال الفلسطيني”، قام وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، بزيارة إسرائيل سبع مرات، ليس اشتياقا ولكن لأسباب أخرى، منها: أولها، التعبير عن التضامن الأمريكي مع إسرائيل والوقوف الى جانبها لما لحق بها من جراء “وصمة العار”، وثانيها لمناقشة كيفية تكثيف الدعم بالمال والعتاد، وثالثها، كيفية رسم خطة لما بعد اليوم التالي للحرب على غزة.
الضيف بلينكن، وعلى ذمة القناة 13 في نشرتها مساء السبت، فإن بلينكن حضر اجتماع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر لإدارة الحرب على غزة، وأفهم الليكودي نتنياهو والحاضرين أعضاء مجلس الحرب، على طريفة المثل الشعبي:” دخول الحمام مش متل الخروج منه” إذ قال لهم بكل صراحة:” حتى لو قمتم بعملية في رفح، فسيظل هناك تحدي كبير في غزة يسمى حماس وستبقى موجودة رغم العملية العسكرية المحتملة في رفح.”
فماذا كان رد نتنياهو على اقتراح الضيف يا ترى؟ اسمعوا ما قاله: “حتى سكان غزة الذين ليسوا من حماس لا يريدون السلام، وأن أحد أسباب هجوم حماس في 7 أكتوبر هو رغبتهم في تدمير التطبيع مع السعودية”، مشددا على أن الجمهور في إسرائيل لن يكون مستعدا لدولة فلسطينية كدولة فلسطينية”.
بلينكن، قالها بكل صراحة قبل ركوبه الطائرة عائدا الى بلاده، أن “أمريكا تشارك إسرائيل هدفها المتمثل في تصفية حركة “حماس”، لكن ورغم ذلك فان له رأيا آخر يختلف عن رأي نتنياهو فيما يتعلق بعملية اجتياح رفح، إذ قال ان هذه العملية “ليست الطريقة المناسبة لتحقيق هدف نتنياهو”،
ولماذا بلينكن ضد اجتياح رفح؟ هنا برر وزير الخارجية الأمريكي معارضته للاجتياح بأربعة أسباب، اثنان منها يتعلقان بالإنسانية، وكأن بلينكن تحرك عنده فجأة الشعور الإنساني، وكأن ضميره استفاق، إذ قال : “إن اجتياح رفح يخاطر بقتل المزيد من المدنيين، وأيضاً يخاطر بإحداث قدر أكبر من الفوضى في إيصال المساعدات الإنسانية، ” ما شاء الله. لكن الحقيقة تكمن في مكان آخر ولا علاقة للإنسانية بها. فقد تحدث بلينكن عن سببين آخرين: “عزل إسرائيل بشكل أكبر حول العالم، وتعرّض أمنها ومكانتها للخطر على المدى الطوي”
في الخامس عشر منن شهر نوفمبر الماضي كان عنوان مقالي اليومي في هذا الموقع “ليتعلم العالم (وأمريكا) من سياسة آيزنهاور تجاه إسرائيل” ذكرت فيه: ان الرئيس الأمريكي الوحيد الذي غرّد خارج السرب ولم يلتزم أو ينصاع لإسرائيل، هو الرئيس دوايت آيزنهاور، الذي استطاع فرض قراراته على إسرائيل في اعقاب العدوان الثلاثي، الذي قامت به بريطانيا وفرنسا وإسرائيل على مصر عام 1956 واحتلت اسرائيل بموجبه سيناء وغزه، حيث مارس آيزنهاور ضغطاً على إسرائيل وأصر على انسحابها بدون شروط ولم يخضع لضغوطات اللوبي ألصهيوني وإسرائيل.
وأخيراً… الحرب على غزة بحاجة ماسة إلى آيزنهاور جديد يجبر إسرائيل على وقف الحرب على غزة وليس التوسل إليها.