ندوة رمضانيّة بمنتدى الموظّف المتقاعد في عرعرة
من اتحاد الكتاب
تاريخ النشر: 31/03/24 | 10:48بدعوة من جمعيّة “منتدى الموظّف المتقاعد”، وفي أجواء رمضانيّة وربيعيّة حميمة حلّ الشّاعر علي هيبي النّاطق الرّسميّ للاتّحاد القطريّ للأدباء الفلسطينيّين ورئيس تحرير مجلّة “آفاق فلسطينيّة” وعضو هيئة تحرير مجلّة “الإصلاح”، حلّ ضيفًا على الجمعيّة يوم الثّلاثاء الفائت والموافق لِ 16/3/2024 في قاعة “مركز الحاسوب” في عرعرة، وقد جاءت الزّيارة بهدف تقديم محاضرة حول شخصيّة النّبي محمّد كثائر ومقاوم ذي رؤية طبقيّة واجتماعيّة، وكأبرز عظماء التّاريخ الّذين تركوا أثرًا على مستوى عالميّ منذ حوالي خمسة عشر قرنًا من الزّمان. وقد استقبل الشّاعر هيبي كوكبة من أعضاء المنتدى، برز من بينهم: رئيس المنتدى المربّي المتقاعد زهير سيف والنّاشط النّقابيّ جهاد عقل عضو الإدارة وأمين عامّ الجمعيّة والأديب مفيد صيداوي عضة اللّجنة الثّقافيّة ورئيس تحرير مجلّة “الإصلاح”. ومعهم عدد من أعضاء الجمعيّة.وكان الأديب صيداوي قد استهلّ النّدوة مفتتحًا بالتّرحيب بالحضور من المتقاعدات والمتقاعدين وبالمحاضر، ومن ثمّ تطرّق للتّعريف به وبنشاطاته وإبداعاته في الشّعر والكتابة، وقد توقّف عند قصيدته الطّويلة “غزّة أرضيّة” ومشروعه الذّاتيّ حول العظماء، وقد أشار صيداوي إلى أهمّيّة العودة إلى مسيرة الرّسول لتّعلّم الدّروس وأخذ العبر منها ومنه كقدوة حسنة.وفي مستهلّ محاضرته تطرّق هيبي على بعض الأسس النّظريّة الذـي أخذها بعين الاعتبار كمنطلقات لمشروعه الكتابيّ حول أربع وعشرين شخصيّة مرموقة من عظماء التّاريخ، فتحدّث عن فترة الكورونا الأولى حيث انقسم العالم إلى فريقيْن كأميركا وكوبا، وانكشف ترامب وما يمثّله من رؤية رأسماليّة مجرّدة من أيّ أحاسيس إنسانيّة. وكذلك تكلّم هيبي عن الحالة العربيّة المتردّية نحو التّطبيع وصفقة القرن، ومن ثمّ تكلّم عن معاناة أجيالنا النّاشئة من فقدان القدوة وفي أحيان استبدالها بقدوات بلا قيمة معنويّة أو موضوعيّة، بل وأحيانًا تافهة.
وفي النّقطة الأخيرة تحدّث عن مفهومه للعظمة وسماتها ومعناها من خلال مسيرة هؤلاء العظماء الكفاحيّة، منذ التّاريخ القديم مرورًا بالوسيط ووصولًا إلى الحديث.وكان الرّسول القائد الملهم وحامل الرّسالة السّماويّة وخاتم النّبيّين هو المحور الرّئيس للمحاضرة، فأسهب هيبي عن عظمة الرّسول منذ ولادته، وتربيته في مناخ مقاوم في عام الفيل، ومن ثمّ فترة صباه وتجلّي صفاته المميّزة كالصّدق والأمانة والعطف وهدوء النّفس والميل إلى العزلة والتّأمل في الكون والمجتمع وإدراك التّفاوت الطّبقي بين العبيد والأسياد والظّلم القبلي المبني على التّعصّب والتّناحر، حتى النّبوّة والبعثة ومرورها في مراحل أبرزها النّشاط السّرّيّ والهجرة إلى الحبشة وبعدها التّحوّل إلى الكفاح العلنيّ والمجابهة مع قريش وطواغيتها وسادتها والهجرة إلى المدينة وتأسيس الجيش والدّولة، وأخيرًا الكفاح الثّوريّ المسلّح في بدر وأحد، والّذي انتهى إلى فتح مكّة ورفع بلال للأذان من على سطح الكعبة، بعد صلح “الحديبية” الّذي اعتبره البعض انتكاسة وإهانة، وقد شبّه هيبي الحالة هذه مع حالة “لينين” في صلح “بريست” مع الألمان والّتي أدّت في النّهاية لوصول الجنديّ السّوفييتيّ إلى برلين ورفع العلم الأحمر على مبنى الرّايخستاغ.وفي نهاية النّدوة طرح الحاضرون مجموعة من الأسئلة والاستفسارات والمداخلات الّتي أثرت الموضوع، وقد شارك فيها أعضاء الجمعيّة: رابح جزماوي، مصطفى مرعي، عبد الله ذياب، نادية يونس، محمود ملحم وعبد الكريم الحاجّ. وفي النّهاية شكر رئيس الجمعيّة زهير سيف الحضور والمحاضر على المشاركة في هذا اللّقاء المميّز.