تحذير من استكمال هدم طريق باب المغاربة
تاريخ النشر: 22/11/11 | 0:58حذرت شخصيات وهيئات فلسطينية قيادية واعتبارية من إقدام الإحتلال الإسرائيلي على استكمال هدم طريق باب المغاربة المؤدية الى المسجد الأقصى المبارك وإقامة جسر عسكري بديل ، واعتبرت تنفيذ مثل هذا المخطط الاحتلالي بمثابة إعلان حرب مفتوحة ، جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقدته “دائرة الأوقاف الاسلامية في القدس”و”لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل الفلسطيني” و “أهل القدس الشريف ، وجهائها والقيادات الوطنية والاسلامية فيها”، قبل ظهر اليوم الاثنين 21/11/2011م في قصر الحمراء في القدس المحتلة ، تكلم فيه كل الشيخ محمد حسين – مفتي القدس والديار الفلسطينية- وفضيلة الشيخ الدكتورعكرمة صبري- رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس وخطيب المسجد الأقصى ، والأستاذ محمد زيدان – رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل الفلسطيني – وعضو الكنيست الشيخ ابراهيم صرصور، والاستاذ حاتم عبد القادر – عن القوى الوطنية والاسلامية في القدس – والشيخ عبد الكريم حجاجرة – عن الحركة الاسلامية في الداخل الفلسطيني – .
وقد أدار وقام بعرافة المؤتمر الصحفي المهندس مصطفى ابو زهرة – رئيس لجنة المقابر الاسلامية في القدس – ، والذي قال في مستهلّ تقديمه :” هذا المؤتمر الصحفي لبيان مخططات الاحتلال الاسرائيلي لهدم تلة باب المغاربة التي تحتوي على كنوز كبيرة للآثار الاسلامية والعربية وهي حقيقة كانت تضمّ مدارس ومساجد في هذا الموقع ، وقام الاحتلال بهدم جزء منها واليوم يريد ان يستكمل الجزء الباقي ، وقد اقيم جسر خشبي مؤقت يفضي الى المسجد الاقصى ، والاحتلال في هذه الايام يخطط لإقامة جسر أضخم ويستطيع ان يحمل اليات كبيرة وهذا المخطط قد يبدىء بتنفيذه خلال مدة قصيرة ” ، هذا وقد رفع عريف المؤتمر التحية لشيخ الاقصى الشيخ رائد صلاح- رئيس الحركة الاسلامية في الداخل الفلسطيني – الذي كان له دور كبير في كشف مخططات الاحتلال لهدم طريق باب المغاربة ، وجهد ودور في التصدي لمنع هدم الطريق عام 2007م .
الشيخ محمد حسين : نرفض ونستنكر ولا نقبل بحال من الأحوال ان يتمّ العبث في هذه الطريق وبهذه البوابة الرئيسة للمسجد الاقصى المبارك.
وفي كلمته قال الشيخ المفتي محمد حسين : “إن السلطات الاسرائيلية منذ احتلالها للقدس منذ عام 1967م وحتى هذا اليوم ، وهي تقوم بممارسات خطيرة وجد خطيرة في القدس على وجه الخصوص ، وفي سائر الارض الفلسطينية على وجه العموم ، جدار الفصل العنصري حول المدينة المقدسة ، بناء البؤر الاستيطانية ، الحفريات والانفاق التي تنفذها في القدس القديمة ، وفي الاحياء المحيطة خاصة في سلوان المحاذية للجدار الجنوبي للمسجد الاقصى ، واذا تكلمنا عن طريق باب المغاربة وهي موضوع هذا المؤتمر الصحفي والذي جاء لأهمية هذا الموقع ، فنقول ان طريق باب المغاربة هي طريق من طرق المسجد الاقصى المبارك الرئيسة ، وهي ترتبط ببوابة المسجد الاقصى الرئيسة أيضا ، وهي ما تعرف ببوابة المغاربة ، وحقيقة هذه المنطقة منذ عام 1967م ولغاية اليوم وهي تتعرض لإعتداءات إسرائيلية مباشرة ، حيث تم هدم حي المغاربة في الايام الاولى من الاحتلال الاسرائيلي بما فيها من مدارس ومساجد ومساكن ، ووسعوا حينها ما يطلقون عليه زورا حائط المبكى ، وانما هو حائط البراق ، وهو حائط اسلامي خالص ، وهو جدار من جدران المسجد الاقصى المبارك ، وهو وقف وعقار اسلامي ، لا يملك غير المسلمين أي حق فيه ، وبالتالي فطريق المغاربة هي وقف اسلامي خالص ، من العصور الاسلامية الاولى.
وقد تم الإعتداء المباشر على محتويات طريق باب المغاربة من آثار اسلامية ومساجد عام 2007 علي يد جرافات الاحتلال الاسرائيلي ، واعتدت على هذه الطريق وأزالت القسم الأكبر منها ، وجراء الاعتراض والذي تم من قبل اهل القدس واهل فلسطين عامة ومن ثم من قبل العالم العربي والاسلامي ، توقفت السلطات الاسرائيلية عن هدم بقية الطريق ، الا ان الامر بقي تحت تهديد الاحتلال الاسرائيلي ” ، واضاف سماحة المفتى :” وها هي اليوم تعود بلدية الاحتلال وتعود سلطات الاحتلال الاسرائيلية وتعود المنظمات الاستيطانية والمستوطنون ليعيدوا الكرة لبناء جسر جديد لباب المغاربة ، وهدم الجسر الخشبي القائم ، وهدم ما تبقى من طريق باب المغاربة ، وهي الطريق التي تشكل جزءاً مهماً من مرافق المسجد الاقصى المبارك ، نحن هنا في المؤتمر الصحفي باسم لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل ، وباسم دائرة الاوقاف في القدس ، وباسم الهئية الاسلامية العليا بالقدس ، وكل المسلمين في المدينة المقدسة وكل وجهاء وكل فعاليات المدينة المقدسة نرفض ونستنكر ولا نقبل بحال من الأحوال ان يتمّ العبث في هذه الطريق وبهذه البوابة الرئيسة للمسجد الاقصى المبارك ،
التي لا زالت سلطات الاحتلال الاسرائيلي تحتفظ بمفاتيح هذه البوابة ، وهذا عدوان مباشر ويومي على المسجد الاقصى المبارك ، ونطالب كل العالم العربي والاسلامي والمجتمع الدولي والمنظمات والهيئات والجهات المعنية بالمحافظة على التراث وعلى الآثار وعلى الحضارة ، ان توقف هذا العدوان الاسرائيلي ، وان تبتعد هذه السلطات الاسرائيلية عن ممارسة هذه الاعتداءات تجاه المسجد الاقصى المبارك ، الذي نعتبره نحن جزءاً من عقيدتنا الاسلامية ، والذي نعتبره مسجداً خالصاً للمسلمين ، بكل مرافقه وبكل ابنيته ، وبكل بواباته ، وبكل طرقاته ، ولا يحق لأحد كائناً من كان غير المسلمين التدخل في شؤون هذا المسجد الاقصى المبارك ، في الوقت الذي نوجه فيه أيضا التحية لشيخ الأزهر الشريف الشيخ أحمد الطيب ، لدعوته نصرة المدينة المقدسة ، بالدعوة الى مليونية تكون في ميدان التحرير ، او في أي مواقع أخرى في جمهورية مصر العربية ، آملين ان يكون مثل هذا التحرك ومثل هذه الدعوة ، لتشمل كل العالم العربي وكل العالم الاسلامي ، وكل من هو حر في هذا العالم لنصرة القدس ، مدينة الديانات والرسالات ، مدينة الحق ومدينة العدل ومدينة السلام ” .
الشيخ الدكتور عكرمة صبري : الاعتداء على تلة المغاربة هو اعتداء على الاقصى ، بالإضافة انه عتداء على الوقف الاسلامي ، وان ما يجري الآن هو أمر خطير
اما الشيخ الدكتور عكرمة صبري فقال في كلمته :” إن الإعتداء على باب المغاربة ليس جديداً ، انما كان ذلك في عام 1967م ، أي في العام الذي وقعت فيه نكسة حزيران ، حيث ان الجيش الاسرائيلي قد اغتصب مفتاح باب المغاربة ، من دائرة الأوقاف الاسلامية بالقدس ، وأصبح باب المغاربة تحت سيطرة الجيش الاسرائيلي ، وهذا مما أضعف سيطرة الاوقاف على المسجد الاقصى ، لأن الجيش الاسرائيلي كان يسمح لليهود بدخول المسجد الاقصى من خلال هذا الباب ، وسبق للهيئة الاسلامية العليا ان احتجت واستنكرت وطالبت بإعادة هذا المفتاح منذ ذلك اليوم ، ولكن الاحتلال الاسرائيلي مصرّ على السيطرة على باب المغاربة ، لانه يخطط للسيطرة على منطقة باب المغاربة كلها ، بما في ذلك التلة المعروفة بتلة باب المغاربة ، والتي تمثل الممر الوحيد لباب المغاربة ، ومعنى هذا ان هدم هذه التلة ، هو اعتداء على المسجد الاقصى ، لأن هذا الممر هو المتلعق باب المغاربة ، ثم ان هذه التلة هي تلة تاريخية ، لم تهدم ولم يحصل فيها انهيارات إلاّ في ظل الإحتلال الاسرائيلي ، هذه التلة لها خمسة عشر قرناً او يزيد ، وتحتوي آثاراً من العهد الأموي ، بالإضافة الى العصور المتعاقبة ، فهي تلة تاريخية أثرية ، بالإضافة الى انها مرتبطة بالمسجد الاقصى المبارك ، فالاعتداء على التلة هو اعتداء على الاقصى ، بالإضافة انه عتداء على الوقف الاسلامي ، وان دائرة الأوقاف الاسلامية قد استعدّت في العام 2004 م لترميم هذه التلة إلاّ ان الاحتلال الاسرائيلي قد رفض ، وان الاحتلال ادعى بأن الإنهيار الذي تمّ في تلة المغاربة الاسلامية ، كانت نتيجة العوامل الطبيعية ، نتيجة الثلوج والامطار ، ولكن في الحقيقة الانهيار الذي حصل في هذه التلة هو نتيجة الحفر أسفل التلة ، ونتيجة ما يدعى بانه توسعة الساحة التي هي ساحة البراق “.
وتابع الشيخ صبري :” وعليه فاننا نستنكر الإجراء الذي ستقوم بلدية الاحتلال الاسرائيلي في القدس ودائرة الاثار الاسرائيلية ، كما اننا لا نعترف بأي قرار يصدر عن المحاكم الاسرائيلية ، لان المسجد الاقصى وملحقات الاقصى ، هي فوق المحاكم وفوق القرارات الاسرائيلية ، وبالتالي فإنّ أي قرار صدر او سيصدر عن المحاكم الاسرائيلية لا نقرّ ولا نعترف به ، ويعتبر باطلاً ويعتبر غير قانوني لان الاقصى فوق هذه الإجراءات القانونية المزعومة ، وان ما يجري الآن هو أمر خطير ، لا بد من الوقوف بحزم ضد المخططات الاسرائيلية التي تهدف الى هدم هذا الممر ، وتركيب وببناء جسر جديد معلق كما يزعمون ، هذا الامر هو تغيير لمعالم المدينة ، هو تغيير لمعالم المنطقة ، وتغيير للوجه الحضاري ، والوجه الأثري والتراثي الاسلامي لمدينة القدس ، نسجل احتجاجنا ، نسجل اعتراضنا باسم الهيئة الاسلامية العليا ، وباسم جميع المؤسسات الدينية وباسم اهالي القدس واهالي فلسطين عامة ، وباسم لجنة المتابعة ، لان هذا الامر يخص الجميع ويعنينا جميعا ، فهو جزء من عقيدتنا وجزء من ايماننا ” .
الاستاذ محمد زيدان : نحذّر المؤسسة الاسرائيلية من أي تحرك ضد المسجد الاقصى ، ونقول لها ان المسجد هو خط احمر لا يمكن تجاوزه
بدوره قال الاستاذ محمد زيدان :” نشكر كل من حضر للمشاركة في هذا المؤتمر الصحفي الهام الذي قد يشكل نقطة تحوّل كبيرة ، ونقطة تحولّ مهمة للدفاع عن المسجد الاقصى المبارك ، حقيقة نحن ننظر الى المسجد الاقصى ليس كموقع تاريخي وحضاري وتربوي ، وليس الموضوع موضوع مسجد وعمران فقط ، المسجد الاقصى له موقع خاص في قلوب المسلمين في كل مكان ، في شرق الارض ومغاربها ، قلوب المسلمين تشرئبّ في التطلع الى المسجد الاقصى المبارك ، ونحن في الداخل الفسطيني – داخل الخط الاخضر – لنا تاريخ مع المسجد الاقصى المبارك ، ليس فقط منذ احتلاله عام 1967 م ، ولكن ايضا في عام 2000م دفعنا ثمن من دم ابنائنا وشهدائنا الذين سقطوا دفاعا عن المسجد الاقصى ، ومن اجل كرامة المسجد الاقصى ، عندما حاول المدعو شارون فرض الامر الواقع ، بأن المسجد الاقصى هو جزء لا يتجزء من دولة اسرائيل ، نحن وفي العام 2000 سجلنا موقف واضح وصريح ، حقيقة المسجد الاقصى هو لا يمكن للاحتلال الاسرائيلي ان يفرض عليه امر واقع وان كان يحاول ذلك ، ليس فقط من خلال الافكار وانما من خلال الممارسات على الارض ، ونحن نؤكد ان المسجد الاقصى والقدس الشريف هي جزء من الارض المحتلة ، والاحتلال هو باطل ، والاحتلال على مدى التاريخ هو باطل ، وكل ما يقوم به الاحتلال من اجل فرض الامر الواقع تحت الاحتلال، كل عمله باطل ، وننظر الى كل ما يقوم به الاحتلال الاسرائيلي بانه باطل ولا يمكن السكوت عليه ، ولا يمكن ان نتعامل معه على انه امر واقع ، نحن نرفض هذا الامر رفضاً قاطعا ، وسنحاول الى كل ما نملك وبالتضافر مع كل القوى للموجودة التي تتعامل مع هذه الامر ان نرفض ونستنكر ، ونعمل ألاّ يكون هناك اعتداء على المسجد الاقصى المبارك ” .
وأضاف :” نشير انه قبل اسبوع كان لنا لقاء مع دائرة الاوقاف الاسلامية في القدس ومع اهالي ووجهاء القدس ووضعنا برنامج من عدة خطوات لمنع الإجراءات الاسرائيلية ، واتفقنا ان يكون هناك مسار وتحرك شعبي ، واتفقنا ان يكون تواجد دائم في الاقصى ونحييه بالتواجد المكثف ، كما واتفقنا ان تكون وفود من الاطراف المعنية ، من الاوقاف الاسلامية ومن لجنة المتابعة مع الشخصيات والهيئات الفاعلة في القدس ومحيطها ، ان تكون وفود تتحرك بالعالم الاسلامي والعربي ، من اجل اطلاعهم على خطورة الموقف ، ومن اجل ان يكون هناك تحرك واسع لحماية المسجد الاقصى ، وقد بدأنا بترتيب وتحضير لهذه الوفود ، وستكون الزيارة الاولى الى المملكة الاردنية الهاشمية للقاء جلالة الملك عبد الله ، ومن ثم للمنظمات العربية والاسلامية والاخرى ، من ضمنه الازهر الشريف ، الذي اعلن عن موقف واضح من قضية القدس والاقصى ، وقد دعى الى تحرك كبير في مصر ، المظاهرة المليونية يوم الجمعة القادم ، ونحن ننتظر ونترقب هذا الحدث الكبير ، لانه اذا تحرك الشارع المصري ، سيتحرك العالم العربي والاسلامي بكامله ، لان مصر هي حجر زاوية في المنطقة ، وكل تحرك تقوم به سيكون له تأثير على المنطقة بشكل كامل ” .
وتابع :” نضيف ونؤكد اننا لا نرى ان يكون تحرك في اتجاه المحاكم الاسرائيلية ، لان المسجد الاقصى هو فوق المحاكم الاسرائيلية ، ونحذّر من كل تحرك او توجه الى المحاكم الاسرائيلية بخصوص المسجد الاقصى ، ونؤكد هنا ان الاعتداء على المسجد الاقصى هو اعتداء على مشاعر العرب والمسلمين في كل انحاء العالم ، وهذا موقف خطير ، ونحن نحذّر المؤسسة الاسرائيلية من أي تحرك ضد المسجد الاقصى ، ونقول لها هناك خط احمر ، بأن يتلاعبوا وان يعتدوا على مشاعر المسلمين ، لانه هذا الامر سيلهب المنطقة بكاملها ، أي اعتداء على المسجد الاقصى في هذا الوقت سيحرك كل الامة الاسلامية والعالم العربي ، نعن نقول للمؤسسة الاسرائيلية المسجد الاقصى خط احمر لا يمكن تجاوزه ، وسيتحمل الاحتلال مسؤولية ما قد يحدث اذا اعتدوا على المسجد الاقصى ”
الاستاذ حاتم عبد القادر : اسرائيل اصبحت الآن في صراع مع الوقت من اجل تأكيد وتكريس يهودية القدس وتحويلها ليس فقط عاصمة سياسية للكيان الصهيوني ، وانما عاصمة دينية لليهود في العالم
الاستاذ حاتم عبد القادر قال : “ما يتم الحديث عنه من محاولة تهويد منطقة باب المغاربة ، ليس بمعزل عما تقوم به اسرائيل في المشهد المقدسي بصورة عامة ، اسرائيل اصبحت الآن في صراع مع الوقت من اجل تأكيد وتكريس يهودية القدس وتحويلها ليس فقط عاصمة سياسية للكيان الصهيوني ، وانما عاصمة دينية لليهود في العالم ، هذا ما يفسر لنا هذه الهجمة الاسرائيلية المسعورة وغير المسبوقة على المقدسات الاسلامية بشكل خاص ، وايضا على المقدسات المسيحية بصورة عامة ، خطورة ما يجري في محيط المسجد الاقصى المبارك ، بانه يستهدف ثلاث امور اساسية ، هو تهويد المشهد المقدسي والمغاربي للمسجد الاقصى المبارك ، من خلال تهويد كامل لساحة البراق ،
ازالة التلة التاريخية بالتأكيد يتيح لاحتلال الاسرائيلي تحقيق الاهداف الثلاث الرئيسية ، واولها توسيع ساحة البراق بحوالي 700م 2 ، وبالتالي اقامة بعض المنشئات الدينية اليهودية على هذه الساحة مكان هذه التلة التاريخية ، القضية الثانية ان اازلة هذه التلة التارريخية تتيح للاحتلال الاسرائيلي الوصول الى مناطق حساسة اسفل المسجد الاقصى ، في مقدمتها باب محمد او باب النبي ، الذي تغطيه التلة التاريخية في تلك المنطقة ، الهدف الثالث هو ازالة الآثار الاسلامية في تلك المنطقة واستبدالها بآثار تلمودية ، ويمكن اضافة هدف رابع وهو اقامة جسر عسكري ، هذا الجسر يربط منطقة ساحة البراق الى المسجد الاقصى بصورة مباشرة ، ومن خلال خرائط الجسر يتبيّن ان الجسر الذي يتمّ الحديث عنه ليس جسراً عادياً ، وليس ترميم للتلة التاريخية ، وليس اقامة جسر واصل الى احد بوابات الاقصى فقط ، بل الحديث يدور عن جسر حديدي فولاذي ، وهو مصمم انشائيا لكي يحمل سيارات واليات ، وهذا يؤكد ان اسرائيل تحاول توظيف هذا الجسر من اجل تحقيق اهداف امنية وعسكرية للوصول الى المسجد الاقصى .
واضاف :” نؤكد وجود مخطط اردني لترميم واصلاح طريق باب المغاربة ، الاّ ان الاسرائيليين يرفضون المخطط الاردني ، ويصرّون على تنفيذ مخططهم ، مما يعني ان القضية ليست قضية ترميم تلة تاريخية ، وليس قضية اعادة بناء الجسر ، انما القضية ابعد من ذلك ، وهي محاولى لتهويد المنطقة ، نعم هناك تعاون بين الحكومة الاردنية ، التي بذلت جهدها ايضا ، وبين السلطة الفلسطينية من اجل التوجه مرة اخرة لليونيسكو وتحذير اليونيسكو من مغبة تنفيذ هذا المشروع ، الذي ستكون له تداعيات خطيرة ، اليوم سيعقد احتماع في رام الله ما بين جلال الملك عبد الله وبين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، قضية القدس ستطرح في هذا الاجتماع وقضية تلة باب المغاربة ، وسيكون هناك تنسق اردني فلسطيني على اعلى مستوى من اجل التوجه الى المنظمات الدولية والامم النتحدة وتحذيرها من مغبة اسرلائيل تنفيذ هذا المشروع وتداعياته الخطيرة ، التي قد تنجم اذا تم تنفيذ هذا المشروع ” ، وأضاف ايضا :”باسم القوى الوطنية والاسلامية في القدس نحذر للسلطات الاحتلال انها تلعب بالنار ، المسجد الاقصى المبارك كان وسيظل عصباً حساساً ، ليس فقط بالنسبة للمقدسيين ، وليس فلقط بالنسبة للفلسطينيين ، وانما ايضا بالنسبة للشارع العربي والاسلامي ، ولذلك نحن لا ننصح باسرائيل ان تعود الكرة مرة اخرى ، وان تختبر مشاعر العربي والاسلامي مرة اخرى . لان ما ما يتم الحديث عنه هو جزء اساسي من المسجد الاقصى المبارك ” .
الشيخ ابراهيم عبد الله : على ضوء التطورات الاخيرة نستطيع ان نقول بان العدّ التنازلي للاحتلال قد بدء ، ونثق بأن العدّ التنازلي للاحتلال للقدس الشريف ولباقي أرجاء الوطن قد بدء
اما الشيخ ابراهيم عبد الله فقال :” سأركز في مداخلتي على البعد السياسي لقضية المسجد الاقصى خاصة في ظل التحوّل الجذري الواسع في العالم العربي ، او ما يسمى بالربيع العربي ، ومن رحاب المسجد والاقصى ومن رحاب القدس الشريف نرفع الدعاء الخالص للنجاح هذه الثورات في سياق المشهد العربي المقبل ، ونقل الامة النقلة النوعية المرجوة وبها على الطريق الصحيح لاستعادة موقعها كما اراده الله سبحانه وتعالى ، في مقدمة الامم ثقيلة في ميزان الامم ، سواء في المجال السياسي او المجال الحضاري ، ولا شك انه على ضوء التطورات الاخيرة نستطيع ان نقول وبمنتهى الثقة بان العدّ التنازلي للاحتلال قد بدء ، ويحقّ لنا ان نثق بأن العدّ التنازلي للاحتلال للقدس الشريف ولباقي أرجاء الوطن قد بدء ، هذا لا يعني الدخول في حالة من السبات وانتظار ما سيأتي به المستقبل ، لكن ان نسعى نحن بالذات من نسكن هذه المنطقة ، من جعلنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في دائرة ما اسماه الفئة المنصورة ، او بالطائفة المنصورة الى يوم القيامة ، رغم ما يواجهها من تحديات ، ورغم ما يواجهها من مخاطر ، يجب ان نكون جزء لا يتجزء لصناعة هذا القدر ،من صناعة هذا المستقبل ، المتعلق بالقدس الشرف على اعتبار ان القدس جوهرة في تاج الصراع بين الحق والباطل في هذا الزمان وبلا منازع ” ، وتابع :” الصهيونية كما نرى لم تكمل مشروعها بعد ، هناك من الاسرائيليين من يتحدثون عن مرحلة ما بعد الصهيومنية ، ولكن هناك اجماع لمن يتابع ولم يرصد الحراك اليهودي والصهيوني ، على مستوى اسرائيل وعلى مستوى اليهودية العالمية بشكل عام ، يستطيع ان يلحظ ان الصهيونية لم تستكمل مشروعها ، وكما هو معروف ، الصهيونية منذ ان بدات الى غاية هذا اليوم تستهدف ثلاث قضايا ، الانسان الفلسطيني ، تهجيراً وحصاراً وتنكيلاً وتهديما ، بدأت الصهيونية مع النكبة وما زالت مستمرة ، ولعل هذا يتجلى بابشع صورها بكل ما يعلق بالقدس الشريف وبكل ما يتعلق بالمقدسيين سكان هذه المنطقة الشرعيين ، ثانيا الصهيونية استهدفت الارض بعدما احتلت 75% من ارض فلسطين التاريخية عام 1948 م ، وما زالت حتى الان تستهدف الارض ، الهدف الثالث هو الهوية سواء كان الهوية المعنوية او الهوية المادية ، والذي يعني تفريغ هذا الكم الهائل والذي هو راس مال قضيتنا الفلسطينية ، تفريف هذا الانسان الفلسطيني ، والمقدسي من كل احلامه من كل طموحاته من كل ثوابته من كل ملامح شخصيته العربية والاسلامية ، المادية هو محو لكل ما له صلة بهذا التاريخ الطويل الذي استمر لاكثر من 14 قرن ، لهذه المنطقة وبالذات في القدس الشريف ، واعتقد ان باب المغاربة يشكل مثلاً لهذا الاستهداف ، ولا شك ان الاستهداف اوسع بكثير ونرى السرطان الصهيوني يسري الى كل زاوية من زواية القدس ، سواء في القدس القديمة وما حولها ” .
وأضاف :” القدس والاقصى عامل موحد وبلا منازع ولعله العنصر الاكثر توحيدا لهذه الامة في هذه المرحلة، لهذا هذا يحتم علينا ان نتحرك على جميع المسارات وان نستفرغ كل الطاقات وكل الجهود في سبيل ان يتحول الاقصى بكل مرافقه رافعة لمشروع ايقاظ يبدء بالاقصى والقدس ولا ينتهي الا بتحرير كل الوطن من كل صور الاعتداء والاحتلال ، اتمنى ان يكون هذا المؤتمر الصحفي خطوة في الاتجاه الصحيح وحلقة في سلسلة حلقات تشكل مشروع انقاذ يشكل به الشعب الفلسطيني ويشكل به المقدسيون راس الحربة في هذا التحرك ، وعليه ادعو المقسيين بشكل خاص ، وادعو الفلسطيين بكل امان تواجدهم ، وبالذات ممن تتاح لهم الفرصة للتواصل مع القدس والاقصى ، ادعو المقدسيين ان يكونونا الحماة الحقيقيين للاقصى المبارك ، ان يكونوا الحراس المخلصين على بوابات القدس الشريف والاقصى المبارك ” .
الشيخ عبد الكريم حجاجرة : الاعتداء على المسجد الاقصى ، في نظر المسلمين اجمعين يعتبر كالاعتداء على المسجد الحرام كالاعتداء على المسجد النبوي فنحذّر الاحتلال من ردود الافعال
في كلمته قال الشيخ عبد الكريم حجاجرة :” في هذا المؤتمر تؤكد الحركة الاسلامية في الداخل الفلسطيني على ما يلي ، ان المسجد الاقصى المبارك هو حق خالص للمسلمين وليس لغير المسلمين حق ولو بذرة تراب واحدة ، الاقصى بفضائه ، بسمائه وما تحت ارضه هو للمسلمين وللمسلمين وحدهم ، ثم نؤكد ان باب المغاربة جزء لا يتجزء من المسجد الاقصى وبناء عليه فان هذه الطريق له حكم المسجد الاقصى وقدسيته ، كما ونؤكد ان الجهة الوحيدة المخولة باجراء تصليحات او ترميمات في المسجد الاقصى وملحقاته اذا اقتضى الامر هي دائرة الاوقاف في القدس ، وليس أي جهة او مؤسسة اخرى ” .
وتابع :” الحركة الاسلامية في الداخل الفلسطيني تدين الممارسات الاحتلالية في المسجد الاقصى بكل صورها ، تواجد الشرطة المكثف ، إبعاد المصلين ، تحديد الاعمار ، كل ممارسات الاحتلال هي باطلة وستظل باطلة ، هذا وتهيب الحركة الاسلامية في الداخل الفلسطيني بأهل القدس خاصة بتكثيف تواجدهم بالمسجد الاقصى المبارك ، واننا وان كنا كداخل فلسطيني ، نسيّر باصات وحافلات مسير ة البيارق ، لكن اغلب هذه المسيرة يكون وصولها في الساعة الثامنة والنصف صباحاً ، لكن هم يستغلون، أي الاحتلال ، ساعات الصباح الاولى لادخال المستوطنين لساحات المسجد الاقصى ، لذلك ندعو اهل القدس والكل مطالب بتكثيف التواجد في الاقصى في الصباح الباكر لنكون فعلا الحماة الحقيقيين ، لنكون فعلا في الخندق الاول وفي الصف لحماية المسجد الاقصى المبارك ،كما ونهيب باهل الداخل الفلسطيني ، لجنة المتابعة بكل مركباتها ، كل الحركات ان تكثف شد الرحال الى المسجد ، ونحن في الحركة لا نألوا جهداً ، وسنظل نرفد المسجد الاقصى بالمصلين والمصليان من الداخل ، كما وندعو الامة الاسلامية والعربية بان تأخذ دورها ، وتتحمل مسؤولياتها تجاه المسجد الاقصى ، وخاصة في هذه الايام ، نطالب شعوبنا العربية ، الحكومات العربية والاسلامية ان تاخذ دورها ، بان تقوم بخطوات فعالة وعلى سبيل المثال ان تجتمع الحكومة ولو لمرة واحدة في كل دولة لبحث قضية المسجد الاقصى المبارك ، ان يجتمع برلمان كل دولة ولو لمرة واحدة لمناقشة قضية المسجد الاقصى والقدس الشرف ، ان تخصص ساعة دراسية في فصل دراسي للحديث عن القدس والاقصى ، الامة كلها مطالبة ان تاخذ دورها ، وعلى وسائل الاعلام ان تقدم البرامج المختلفة والمركزة عن المسجد الاقصى لتظل هذه القضية قضية حية ، كما ان على الاخوة الفلسطينيين كل في منصبه ان يجعلوا قضية المسجد الاقصى قضيته الاولى في حياته او انجازه لان العمل من اجل المسجد الاقصى شرف كبير ” .
وختم حديثه بالقول : ” نكرر تحذيرنا للمؤسسة الاسرائيلية ان ترتكب أي حماقة او ان تقدم على أي خطوة غبية ، لا تدرك مداها ، لان الاعتداء على المسجد الاقصى ، في نظر المسلمين اجمعين يعتبر كالاعتداء على المسجد الحرام في مكة المكرمة او كالاعتداء على المسجد النبوي في المدينة المنورة ، ان الاعتداء على المسجد الاقصى يمس كل قلب مسلم وعربي على هذه الارض ، المسلمون في مشارق الارض ومغاربها يعظمون المسجد الاقصى الذي بارك حوله ، ويعتقدونه عقيدة في قلوبهم ، فحذاري ايتها المؤسسة الاسرائيلية الاحتلالية من الاقدام على أي خطوة ضد المسجد الاقصى ، حذاري من أي ردة فعل من الفلسطينيين ومن اهل الداخل ، وما ،ومن ردة فعل العالم العربي والاسلامية ” .
البيان الختامي : هدم باب المـــــغاربة ……إرهاصات لحرب مفتوحة
هذا ووزع بيان ختامي في نهاية المؤتمر الصحفي وقع بإسم دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس ، لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل الفلسطيني ، أهل القدس الشريف ، وجهائها والقيادات الوطنية والإسلامية فيها.
كتب في هذا السياق:البيان الختامي للمؤتمر الصحفي بشأن هدم طريق باب المغاربة