أقبلَ الصَّيفُ كئيبًا
شعر : الدكتور حاتم جوعيه - المغار - الجليل –
تاريخ النشر: 07/04/24 | 17:42( هذه القصيدة قديمة كتبتها في بداياتي الأولى وأنا لم أتجاوز ال 15 سنة من العمر..وقد أضفت لها بعض الأبيات الجديدة وأنشرها الآن لأول مرة )
عُمرُنا يمضي خَبَبْ – عيشُنا أضحَى صَخَبْ
أقبلَ الصَّيفُ كئيبًا – حاملا دمعَ التَّعَبْ
قد بدَا اليأسُ بوجهٍ – ساطعٍ منهُ الغضَبْ
واصفرارٌ وَشُحوبٌ – وَهجيرٌ وَسَغَبْ
ساهِدٌ أضناهُ خطبٌ – ذابَ همًّا وَوَصَبْ
إنَّ للصَّيفِ احتضارًا – وَحياةً تُرتقَبْ
تنضجُ الأثمارُ فيهِ – من نخيلٍ وَعنبْ
ينضجُ اليقطينُ والشَّمَّامُ – يبدو كالذهبْ
ولياليهِ قصارٌ – وبها يحلو الطرَبْ
يسهرُ العُشَّاقُ فيها – وَسيزدادُ العَتبْ
يسطعُ البدرُ خلوبًا – وَحيُ شعر وأدَبْ
ونجومٌ كالدّراري – سرُّهَا كم يُحْتسَبْ
لم تبُحْ عن أيِّ كُنهٍ – هي تجري في خَببْ
ونرى البحرَ شرودًا – وَبموج مُقتضَبْ
هو عنوانُ حياةٍ … وَفناءٌ يُرتعَبْ
أقبلَ الصيفً حزينا – حاملا دمعِ التّعبْ
حاملا دفئا وَحُبًّا – لوجودٍ من لهبْ
إنَ للصيفِ شجونًا – ووعودًا تُرتقبْ
تكثرُ الرحلاتُ والنز – هاتُ فيهِ تُطّلبْ
لا غيومٌ لا سديمٌ – لا نجومٌ تُحْتجَبْ
وَيطولُ اللهوُ ثمَّ ال – شّدْوُ من دونِ شَجَبْ
فيهِ نزدادُ انطلاقا – والأماني تُنتدَبْ
كلُّ مجدٍ بكفاح – كلُّ نصر يُكتتبْ
كلُّ يومٍ سوفَ نحيا – هُ ليومٌ مُكتسَبْ
كلُّ عشقٍ عفويٍّ زائرٌ دون سَبَبْ
كلٌّ حقٍّ سوفَ يعلو – كانَ دومًا مُنتهَبْ
كلُّ مجهولٍ سيأتي – ونرى فيه العجَبْ
نحنُ في الدنيا كطيفٍ – كلُّنا نفسُ المَطبْ
نحنُ للتُّربِ نزولٌ – ستُوارينا التُّرَبْ
إنّما الروحُ ستحيا – وَجسُومٌ للعطبْ
إنَّ روحي في سُمُوٍّ – فوقَ كون من شَغَبْ
لا أريدُ الأرضَ دارًا – جنَّةُ الخُلدِ الأرَبْ
أنا أحيا في بلادٍ – وأراني مُغترَبْ
نابضٌ بالحُبِّ قلبي – والمُنى لم تُسْتَجَبْ
إنَّني غرِّيدُ شعبي – صرحُ فنٍّ وَخُطب
شاعر الأوطانِ قالوا – إنهُ نعمَ اللقبْ
خالدٌ شعري ويبقى – هُوَ ديوانَ العَرَبْ
إنَّني النهرُ عطاءً – دفقُ فنِّي ما نضَبْ
نزفُ قلبي كلَّ حُبٍّ – وَحُبور ٍ قد وَهَبْ
إنّني رمزُ كفاح – وليَ المجدُ انتسَبْ
إنَّني مع كلِّ مظلو – مٍ وَشعبٍ يُنتكَبْ
شبحُ الموتِ تلاشى – هُوَ منِّي قد هرَبْ
كم ورودٍ هي تذوي – وحُقوق ٍ تُغتصَبْ
رحلَ العدلُ وغابَ ال – سلمُ وأرضٌ تُنتهَبْ
وأرى في كلِّ رُكنٍ – شبحَ الموتِ انتصَبْ
واقعٌ صعبٌ أليمٌ – قالَ هذا ما كذبْ
لم يُجَسِّدْهُ كلامٌ – وَبشعر ٍ أو خُطبْ
فتلاشى كلُّ خير ٍ – كلُّ أمر ٍ انقلبْ
وغدا المَسْخُ زعيمًا – أصبحَ الرأسَ الذنبْ
أصبحَ اليومِ أديبًا – كلُّ من هبَّ وَدَبْ
ونوادي الإفكِ تبقى – للمخازي تُنتخَبْ
أكرمُوا كلَّ وضيع – كلَّ مسخ ٍ مُجْتنَبْ
أبلهٍ يخلطُ شَعْبا – نَ بحُمق ٍ مع رَجَبْ
وحمارٍ يرفعُ المَجْ – زومَ … والجرَّ نصَبْ
عالمٌ أضحى جحيمًا – شرقُهُ أمسى كغربْ
حولنا الشرُّ ..غرابُ ال – بينِ فينا قد نعَبْ
والسّواقي في وُجومٍ طائرُ الشَّوقِ انتحَبْ
كم جحيم قد عبرنا – … وعلينا قد وَجَبْ
رغم عسفِ الليلِ يبقى – كلُّ حلمْ مُرتقبْ
رغم أهوالِ الدياجي – موعدُ الفجرِ اقتربْ
وغدًا يندحرُ الشَّرُّ – وينزاحُ الكرب
يتلاشى كلُّ ظلمٍ – رغمَ أسوارِ اللهَبْ
وَنرى النورَ تهادى – ونرى الليلَ انسَحَبْ
شعر : الدكتور حاتم جوعيه – المغار – الجليل –