عن أية إنسانية تتحدث الولايات المتحدة؟
الاعلامي احمد حازم
تاريخ النشر: 08/04/24 | 14:32في السابع من الشهر الماضي كان عنوان مقالي في هذا الموقع:” هكذا ينافقون… القتل المحرّم في رمضان والمحلل في غيره” ذكرت فيه ان أصحاب القرار قي أمريكا “يريدون ان يظهروا ان قلوبهم مليئة بالرحمة، ويصعب عليهم قتل المسلم في شهر رمضان، وهم نفسهم يساهمون بشكل فعال في قتل المسلمين في غزة خارج رمضان ويريدون وقف القتل في الشهر الفضيل وكأن القتل محلل خارج رمضان ومحرم فيه. نفاق لا مثيل له.”
هذه الإدارة الامريكية (الحنونة والإنسانية) التي امتنعت عن استخدام حق الفيتو ضد قرار وقف اطلاق نار رمضاني في غزة الأمر الذي أسفر عن تمرير القرار “لإظهار عطفها ورحمتها” إزاء شعب غزة ووقف قتله، هي نفسها الإدارة الامريكية التي فعلت قبل أيام قليلة عكس ذلك وتأكيدا لما نشرته في مقالي. اسمعوا ما قامت به الادارة الأمريكية:
الموقعان الامريكيان الاخباريان “بوليتيكو” و”سي إن إن” ذكرا ان إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تضغط على الكونغرس للموافقة على خطة لبيع طائرات مقاتلة من طراز F-15 بقيمة 18 مليار دولار لإسرائيل مما يعني رفض الإدارة الامريكية جميع الدعوات التي تطالب بالحد من مبيعات الأسلحة الأمريكية لإسرائيل بسبب حربها على غزة. مسؤولان أمريكيان وحسب صحيفة “نيويورك تايمز” أكدا أن الصفقة، التي ستكون واحدة من أكبر مبيعات الأسلحة الأمريكية لإسرائيل منذ سنوات، ستشمل ذخائر وتدريبًا وأشكال دعم أخرى.
ما تفعله الإدارة الامريكية وما تقوله إزاء غزة أمران متناقضان، فهي من جهة تريد (ظاهرياً) وقف الحرب ولكنها فعليا تريد استمرارها للقضاء على حماس. مهزلة سابقة سمعناها عن “إنسانية” الإدارة الامريكية عندما تحدثت عن إقامة رصيف بحري في غزة لتقديم المساعدات، والحقيقة ان هذا الرصيف الأمريكي الصنع والهدف، لا علاقة له بأية مساعدة إنسانية وانما لتنفيذ مشروع الترحيل كما حصل في بيروت عام 1982 عندما تمّ إرسال حوالي ثمانية آلاف و500 من أعضاء منظمة التحرير الفلسطينية عن طريق البحر إلى تونس. وانتهى الأمر بألفين و500 آخرين في دول عربية أخرى.
الصحفي الأمريكي كريس هيدجز الذي كان لفترة طويلة رئيس مكتب الشرق الأوسط لصحيفة “نيويورك تايمز”، والذي تحدث عن حقيقة هذا الرصيفـ، يقول: “يبدو أنّ إسرائيل، لا تنوي وقف الحرب على قطاع غزة. ومستمرة في سياسة التجويع القسري. لذا تتوقّع إسرائيل أن ينجح الترحيل القسري نفسه عن طريق البحر في غزة. ولذلك تدعم “الرصيف المؤقّت” الذي تبنيه إدارة بايدن، تحت ادّعاء توصيل الغذاء والمساعدات إلى غزة.”
لا أدري عن أية إنسانية تتحدث الإدارة الامريكية وتاريخها يشهد على انها العدو رقم واحد للإنسانية. أليست هي أمريكا التي قتلت أكثر من مائة مليون من الهنود الحمر، وهي نفسها التي اسقطت القنبلة النووية على هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين؟ أليست هي أمريكا التي قتلت الملايين في حربها على فيتنام علما بان واحدة من أهم جرائم الولايات المتحدة الأخرى في حرب فيتنام كانت استخدام الكيمياوي لمناطق فيتنام؟ وهي نفسها أمريكا التي قتلت واصابت الملايين من الشعب العراقي. فأين الإنسانية في ذلك. تاريخ أمريكا الاجرامي هو وصمة عار على جبينها.
وأخيراً… المفاوضات تكون عادة لمصلحة الجانبين المتفاوضين. ولو كان الامر بيد نتنياهو لأراد تحرير الاسرى بدون مقابل. والدليل على قولي انه فشل في تحريرهم عسكرياً. المفاوضات وحدها هي (فقط) التي ستعيد الأسرى الإسرائيليين الى ذويهم وهي الورقة الأخيرة بيد نتنياهو.