من النامية الى المنمِّية
بقلم قرار المسعود
تاريخ النشر: 11/04/24 | 14:35 إن احترام الدول مقرون بما وصلت إليه من تطور و تقدم و إستقرار في سياسيتها و إقتصادها و درجة الوعي في مجتمعها و تحضره للإطلاع على شؤونه في تلك الدولة. و من خلال سعي الدول المتبلور في برامج و مخططات التنمية و المؤشرات الاقتصادية التي تظهر في تحول البلد من نامي إلى منمي.
هذه الرؤية الناجعة تتطلب مساهمة المواطن كل على مقداره و مكانه من المسؤولية لوضع اللبنة المناسبة في المكان المناسب بوعيه و حسه المدني من أجل حصانة و تقدم الدولة على النهج المسطر من مشاريع تجعلها تلحق بركب الدول المتحكمة في الصناعة و الفلاحة و الطاقة إلخ… لتفك سياستها و إستقلالياتها من كل ضغط و ركوع. فالمحافظة على هذا المنهاج بطموح أفضل أصبح من ضروريات المواطن أين ما كان موقعه و محله من الإعراب.
بدون تعريف أو شرح، الجزائر أعادت مكانتها تدريجيا في الملعب القاري و دولي و هذا يزيد إطمئنان مواطنيها و استقرار في مساعيها نحو الأفضل، فأصبح جليا و ملموسا في أوساط المجتمع. غير أنه يلاحظ بعض التململ و التأويل غير المبرر في بعض نفوس التي لم تهضم بعد الواقع الموجود أمامها نتيجة عقدة أو خوف من حساب دنيوي أو تنفيذ حاجة في نفس يعقوب، رغم أن ما كشفته الأحداث في الساحة عبر المعمورة على كل الأصعدة من الدروس و العبر و اللبيب من الإشارة يدرك. ما أصعب الأنانية و التكبر و التعنت و عدم الانصياع للمنطق فمآلهم الزوال، و العبرة في فرعون.
قل ما شئت و تمنى ما شئت فلن يحملك اليوم غير وطنك و مجتمعك و لن تجد استقرارا إلا الذي ساهمت فيه. ها هو الغرب عاش قرنا من التضليل و النهب و الغطرسة بواسطة الإعلام المخذر و شبح خوف الأخ من أخيه و سياسة فرق تسد و الإشاعات و التضليل و تخذير الشعوب و لم يطرئ في بالي قط أن تثور يوما الأدغال على الحديقة و تمنع شمسها على وروده فتذبل و تفوح رائحتها النتنة. هم بنوا إتحادا على أساس المادة الزائفة فكيف للدول المسلمة التي يربطها نظام الإلهي أن لا تتمكن من الاتحاد و توحيد الرؤية مادامت الفرصة مواتية؟.