أنت عائدة إليَّ على إيقاع أنغام جفرا

أنت عائدة أليَّ ..
من خلف الغياب
تحملين عشقيَّ المجروح
وزمانيَّ الآتي
وخُضرة أيامي القديمة
وأزهار اللوز
في عرس بياضها
الجديد
********
أنت عائدة إليَّ ..
من خلف المجرّات
تحملين إليَّ باقة من النجوم المضيئة
وإكليلاً من الغار
فتنيرين سراج ليلي
المصلوب على غياب بيتنا
وتسيرين في طريق الملّايات
عائدة الى ماء نبعنا المهجور
********
أنت عائدة إليًّ ..
بعد أن تعمَّدت في النهر
من عذاب الغياب
وبرد الخيام
وأجيج غبار الشعاب
في أمواج السراب
وضيّاع الفيافي
في متاهات المنافي
****************
أنت عائدة إليَّ ..
لنلتقي هناك عند أبواب القمر
على ضفة الهلال
لنمارس لعبة الدلال
المزروعة في ذاكرة
الجليل
سنعتلي أمواج البحر
لنصل شطوط الرمال
ونرسم عليها تحدِّيات المحال
سنطوف في ملاعب السما
ونسقط مطراً لنحيّي خضرة الغلال
*********
أنتِ عائدة إليَّ ..
من آلام الجراح النازفة
من عمق حمرة دم الشريان
من ندبات الجوع الزاعقة
من ضربات الزمان
من هيجان العطش الصارخة
من لطمات الحرمان
من نواح العواصف
في ليالي الشتاء الحالكة
في ربيع بيسان
*************َ
أنت عائدة إليَّ ..
بعد أن قتلتِ مناة في عزّ
الظهيرة
ومشيتِ في طريق الآلام
وكسَّرتِ االصليب
في نهاية المسيرة
وعرجتِ الى السماء
وصلَّيت مع الملائكة
صلاة غيابك الأخيرة
وقطعتِ البرَّ والبحر
ودرتِ حول شمسنا
وصنعتِ من الآلام خبزاً
وفطيرة
ومن العذاب حبرا
كتبتِ به صلاة
وشعيرة
وقطعت المسافات الفاصلة
بيني وبينك
بينك وبيني
في عزِّ الظهيرة
********
أنتِ عائدة إليَّ ..
بعد أن ودّعتِ قهر أمي
المرسوم أودية حول عينيها
ودموعها المطبوعة على خدَّيها
ترافقك صلواتها
وزغاريدها المحفورة
على صفحات ذاكرتنا
المغدورة
***********
أنت عائدة إليَّ ..
تلبسين عباءة عرسك الخضرا
وتمشين في زفةٍ على
أنغام جفرا
وسيهرع أطفال صفد الى
أبواب المدينة ظهرا
تحت وهج الشمس الحمرا
هاتفين :
جاءت عروس الجليل
جاءت عروس الجليل
وسيعقدون لك الدبكة
في لياليها القمرا
***********