في مجتمعنا العربي … “القتل على قفا من يشيل”
الاعلامي احمد حازم
تاريخ النشر: 15/04/24 | 13:07في الوقت الذي تتجه فيه أنظار العالم الى تطورات الحرب على الفلسطينيين في غزة، وبينما ينشغل هذا العالم منذ ستة شهور بما يحدث هناك من قتل بالآلاف لأهلها، فإن عمليات القتل في مجامعنا العربي الفلسطيني تتوسع باستمرار. ما يحدث في غزة هو حرب يشنها الجيش الإسرائيلي على الفلسطيني، فماذا نسمي ما يحدث في مجتمعنا العربي في إسرائيل؟ هي في الحقيقية حرب من نوع آخر، تشنها مافيات وعصابات إجرامية على أبناء جلدتهم.
شابان قتلا بجريمة مزدوجة في عسفيا، وقبل هذه الجريمة بساعات، وقعت جريمة قتل أخرى في كفر ياسيف، وفي اخر يوم في رمضان شهدت الناصرة مقتل أربعة اشخاص على يد قريب لهم انتحر فيما بعد. بما يعني في المحصلة جريمة قتل خمسة أشخاص. لكن جريمة الناصرة تختلف عن الجريمتين السابقتين كونها عائلية على ذمة التقارير.
يوجد مثل شعبي يقول: “على قفا مين يشيل” في اشارة لما كثر من الاشياء دون حاجة، وهذا المثل ينطبق على وضع مجتمعنا العربي. جرائم القتل تنتشر دون الحاجة اليها، بمعنى “القتل على قفا من يشيل”، لكن الانفلات هو سيد الموقف. فلا الجهات الرسمية الأمنية المسؤولة، لديها الرغبة والتصميم على وضع حد لهذه الجرائم لأسباب عديدة، ليس لأنها غير قادرة بل لأنها تغض الطرف عما يجري وأيضا لأكثر من سبب، ولا المجتمع العربي نفسه قادر على ذلك.
هناك من يرى ان الأهل يتحملون جزءاً من المسؤولية، وهناك من يحمل المدارس جزءاً من هذه المسؤولية، وبعض آخر يحملها للجنة المتابعة وحتى لأئمة المساجد. لكن كل هذه الادعاءات ليست في محلها. صحيح ان التربية مهمة في البيت والمدرسة، لكن الشرطة هي الوحيدة المسؤولة عن أمن وأمان المواطن، الدولة من ناحية منطقية هي موجودة لكل مواطنيها. فهل إسرائيل كذلك؟ أي هل انها تعامل مواطنيها بمساواة؟ والجواب واضح: لا. ولا يمكن ان تكون إسرائيل دولة لكل مواطنيها عربا ويهودا ما دامت تسن قوانين عنصرية وعلى رأسها “قانون القومية”.
هنا استذكر ما قاله الدكتور السوداني عمر كابو الأمين العام المساعد لاتحاد المحامين العرب في مقال له، حيث وصف ما يحدث في بلده بأنه:” “ظاهرة قتل النفس البشرية التي كرمها الخالق سبحانه وتعالى وجعل الإنسان مكرماً على سائر الخلق حتى ملائكته المقربين.” وما يعيشه مجتمعنا العربي من أساليب ابتزاز ودفع خاوات ومن لا يدفع يقتل، يؤكد صحة قول الدكتور السوداني.
حسب د راسة أجراها “مركز تاوب للأبحاث” حول جرائم القتل في إسرائيل، وفقا للمجموعات السكانية وفي مقارنة دولية، فإن مجتمعنا العربي لو كان دولة، لجاء في المرتبة الثالثة في معدل الجريمة على سلم دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. نسبة يدنى لها الجبين.
وأخيراً… كنت أتمنى ان يكون مجتمعنا العربي في المرتبة الثالثة ثقافيا على الصعيد العالمي. وللأسف ليس كل ما يتمناه المرء قابل للتحقيق.