أسرانا في خطر!! (يوم الأسير 2024)
حسن عبادي/ بروكسل-حيفا
تاريخ النشر: 19/04/24 | 17:49مشاركة خاصة لندوة يوم الأسير (17.04.2024) التي نظّمها التحالف الأوروبي لمناصرة أسرى فلسطين.
كلّنا متابعون لما يجري في سجون الاحتلال، فنحن في بلد المليون أسير، ولكلّ منا قريب أو جار أو ابن حارة أو صديق في الأسر، وكلّ المشاركين والحاضرين على دراية بما يجري، ولكن الأمور أخطر بكثير.
ضربت سلطات الاحتلال بعرض الحائط كل الاتفاقيات والمواثيق الدولية التي وضعت قوانين وقواعد لمعاملة الأسرى وقت النزاعات والحروب، رغم تشدّقها بالديمقراطية والإنسانية الشعاراتية في المحافل الدولية، وتتماشى مع ما قاله موشيه ديان، سيئ الصيت، في حفل تدشين سجن عسقلان عام 1970: “تهدف هذه السجون إلى إفراغ الأسرى من محتواهم، وجعلهم مجرد أرقام في مجتمعاتهم”.
تتعمد استخدام شتى أنواع التعذيب النفسي والجسدي منتهكة قرارات القانون الدولي الإنساني، والقانون الدولي لحقوق الإنسان، وترتكب كلّ الجرائم بحق أسرانا دون مساءلة، لا حسيب ولا رقيب.
بدأت الحملة الشرسة ضد أسرانا قبل 7 أكتوبر؛
فكلّنا تابعنا تضييقات بن غفير (جولات استعراضية في السجون/ تقليصات كانتينا والخبز/ تقليص الزيارات/ تنقلات داخل السجن من غرفة لأخرى ومن قسم لآخر كل أسبوعين/ تنقلات من سجن لآخر كل 3 أشهر/ قمعات دوريّة/ النحشون داخل السجون/ فش قانون: روح القائد).
ولكن تفاقمت الأمور بعد 7 أكتوبر؛
من متابعتي للحركة الأسيرة وعشرات الزيارات التي قمت بها بعد السابع من أكتوبر لكافّة السجون (باستثناء عوفر) لمست أنّه من المؤكد بأنه لا دواعي أمنيّة ولا مبرّرات لتلك الاعتقالات العشوائية على امتداد الوطن، بل تصبّ في جوهر المشروع الاستيطاني لتدجين أبناء الشعب الفلسطيني وكيّ الوعي في محاولة لكسر شوكته النضاليّة المقاومة وتركيعه ليرضخ للأمر الواقع ويتقبّله ليتخلّى عن الثوابت وعن حق العودة وإقامة وطن مستقل وحر.
من أهم الانتهاكات التي سمعتها من الأسرى:
* العزل التام (فش فورة داخل السجون وكذلك العزل عن العالم الخارجي، مقطوعين عن العالم، زي اللي قاعدين بقبر.
طقوس استقبال أسير جديد: بحكي للكل كل الأخبار، وبعدين كلّ واحد لحاله، ويا ويله إن نسي إشي/ بلتمِس)
* الاكتظاظ (150 في القسم بدل 50/ بالغرفة 15 مع 6-8 أبراش) كثار بناموا ع الأرض.
* التجويع (3 مغاشات رز لـ 150 أسير) وكل أسير نزل بالوزن 15-40 كيلو، وكثار حكولي: صرت هيكل عظمي. وكلّنا تابعنا ما يقوم به الصديق أمجد نجار/ نادي الأسير بنشر صور أسرى تحرّروا مقارنة بصورهم قبل الأسر ويا ريت تتعمّم على العالم، فالصورة بتحكي.
* التبريد، صادرت سلطة السجون ملابس الأسرى (أبقت لكلّ منهم غيارا واحدا فقط) وعانوا كثيراً من شدّة البرد (بنام حاضنين بعض ع شان نتدفّى)
* مصادرة المقتنيات وإتلافها وحرمانهم الكانتينا.
* مصادرة الأدوات الكهربائية (القمقم-إبريق التسخين والبلاطة– غاز التسخين والراديوهات والتلفزيونات).
* مصادرة البُقج ورميها بالنفايات و/أو حرقها أما أعينهم (تم مصادرة كلّ أوراق ودفاتر وصور عائلية وملابس لها ذكريات) وقال لي الكثيرون: “لأول مرّة ببكي بالسجن لمّا شفت أغراضي بتنحرق قدّامي).
* صادروا كل الأوراق والدفاتر والكتب (ما خلّوا قصقوصة ورق) والأشغال اليدويّة.
* والأصعب؛ صادروا الصور العائلية المعلّقة على حيطان الزنازين ومزّقوها ودعّسوا عليها. (غالبيّة الأسرى الذين التقيتهم في السنوات الأخيرة– كان عندي أكثر من 300 زيارة– صوّروا لي جدار الغرفة: أهم شي ألبوم صور العائلة، ومن توفّى منهم دون وداع).
* غالبية الأسرى بدون غيارات داخلية (بنشلح/ بنغسل وبنلبس) وفي مجيدو منعوا الأسرى استعمال حبل غسيل داخل الغرفة.
* كثار من الأسرى الذين التقيتهم خبّروني: “شهرين وثلاثة بنفس البنطلون” ممّا سبب بأمراض جلديّة للكثيرين منهم.
* الدشات بدون ستائر، وخاصّة في الجلبوع ونفحة.
* بدون حلاقة لأشهر، “صرنا من أهل الكهف”.
* ممنوع صلاة الجمعة.
* ممنوع الآذان في السجن.
* منع طقوس رمضانية (منع التسحير والتكبير والآذان وحبّة تمر وشوربات– الأكل ناشف وأصيب غالبية أسرى ريمون بالإمساك)
* منع طقوس العيد
* غرف الأنسولين وبدون علاج (محمد عليان مثالا: كان يوخذ 13 نوع دواء واليوم محروم)
*حرمان الأسرى من العلاج الطبّي، وتفاقم الإهمال الطبّي المتعمّد ونشاهد مشروع قتل متعمّد للأسرى المرضى وكلّنا تابع استشهاد خالد الشاويش ووليد دقّة وغيرهم.
وبالنسبة للأسيرات فهناك أمور أخرى لفتت انتباهي:
* مرحلة الاعتقال ودرب الآلام حتى الدامون (اقتحام نص ليل/ عشرات الجنود ومجندتان/ فوق راسها مع ضوّ البواريد/ فصل عن الأهل/ تفتيش عاري/ كلبشة وتعصيب عينين/ فش فرصة للبس الأواعي)
* ساعة الاعتقال (قبل الوصول للدامون): تفتيش عاري بالكامل وتفتيش عاري جماعي وتفتيش عاري مصوّر وتهديد بالاغتصاب وتهديد برميهن مع الأولاد لغزة
* المسبات والشتائم الشخصية والذات الإلهية.
* عذاب الشارون (العقربة السودا/ فاطمة صقر: “مش رايحة أنسى صورتها لو حطّوها بين مليون واحد”)
* تهديد ووعيد وشتائم ومسبات كل الوقت.
* الصبايا الصغار مع العادة الشهرية وبدون فوط وممنوعات من الحمام (غير مرة واحدة فقط باليوم) وبدون غيارات داخليّة.
* تفشّي البقّ والقمل
* نقص أواعي صلاة
* إلغاء الهاتف الأرضي ومنعهن من الاتصال بالعائلة.
* طالبات جامعيات أُبعدن عن مقاعد الدراسة؛
* أم معتقلة تسأل عن أولادها المعتقلين
* أسيرة تسأل عن أخوتها الأسرى
* أسيرة تسأل عن خطيبها الأسير
* أسيرة تسأل عن زوجها الأسير
* أسيرة تسأل عن أحفادها
* أسيرة تسأل عن والدها وأخوالها المعتقلين
* أسيرة تسأل عن جدّها المعتقل
* أسيرة تسأل عن اسم حفيدها الذي وُلِد وهي في الأسر
نهايةً؛ من أصعب الأمور التي يعانون منها أسرانا:
1. الحرمان التام من زيارة الأهالي.
2. تضييق لقاءات المحامين (وحالات الطوارئ ع الطالع والنازل)
3. الانقطاع عن العالم الخارجي
4. أهمية التواصل: الانفعال من صور الأولاد والأحفاد والرسائل (الرسالة بالنسبة للأسير نَفَس)
5. وأصعب شي بظلّ: كيف تخبّر أسير بوفاة والدته أو والده أو قريب أو عزيز
وأخيراً؛ كفانا شجبا واستنكاراً وتحميل الاحتلال المسؤولية عمّا يجري لأسرانا في السجون. علينا العمل على مدار الساعة، ولا تكفينا فزعات عرب موسميّة حين تحرّر أسير أو استشهاد أسير آخر.
الحريّة خير علاج لأسرانا
الحريّة لأسرى الحريّة