يا رفيقتي , تغيبين وتعودين أقوى ..
يوسف جمّال - عرعرة
تاريخ النشر: 06/05/24 | 17:12يا رفيقتي ..
تغيبين ..
وتعودين إليَّ من الغياب أقوى
وأزهى
تختفين وراء أستار الظلمات
وتعودين إليَّ أبهى
تحوِّلين قضبان السِّجون
الى أمل يحيّا
تجدلين من شعاب دربك
إشعاعات أعلى
*************
قصتنا يا رفيقتي معاً
ليس لها بداية ولا نهاية
تختلط فيها
البدايات بالنهايات
والنهايات بالبدايات
حكاياتنا منثورة على السهول
والجبال والتلّات
على هديل الحمامات
على عزف النايّات
على وجوه المقاومات
في حضون الغمارات
*********
أحزانك وأفراحك حكايات
كتبتها أقدامك على الطرقات
وأيامنا معاً صارت روايات
تحكيها الأمهات الغائبات
لأطفال المخيمات
وترويها النازحات للمشردات
في المنافي والمخيَّمات
***************
تسيرين حادية في أوّل القوافل
الآتية من الشام
بعد أن تركت المنافي عائدة الى
مرابع الأحلام
تنتظرك على المداخل رايات
ورفرفات الأعلام
ترشفين من مناهل اليرموك
ماضي حقب الأيام
****************
يا رفيقتي ..
حياتنا معاَ أيام نضال ليس لها عدُّ
وشموخنا معاً جبال منيعة لا تهدُّ
وأحلامنا معاً خيّال ليس لها حدُّ
لا يوقف سيرنا لا عائق ولا سدُّ
و لا يقيِّدها حصار ظالم ولا قيّد
************
لماذا ثبوت أقدامك عن طريق
العزَّةِ لا تحيد ؟
لا تملّ ولا تكلّ من الترديد :
” هل جراحك النازفة هكذا تريد ..
هل جراحك النازفة هكذا تريد ”
هل تريدين أن تعودين الى أزمان
عزَّها التليد
هل تريدين أن تعود الى عنفوان
مجدها المجيد
************
تقبِّل أسوارك شاطئ البحر
مدى أيام الدهر
تحكي له قصتك من أوّل الليل
حتى مطلع الفجر
تصلّي معك القدس صلاة السِّر
وصلاة الجهر
وتمسح يافا عن صفحات خديك
دموع القهر
وتطفئ المجدلية جراحك النازفة
لظى الجمر
وتنشد معك بيسان أغاني و قوافي
ألحان الشعر
***********
سيعود ابن الكرمليّة عريساً
الى عشيقته حيفا
عائداً من المنفى
الى حرارة أحضان المرفا
بعد أن ودّع شريانه النزفا
وسيصافح موج البحر
كفّا بكفّا
وسيملأ الآفاق مواويل و عزفا
***********
يا مريم عادوا إليك شهبا
فهزّي نخلتك
واطعمي العائدين رطبا
واقطفي عن داليتك
واطعميهم عنبا
وانصبي لهم خيّمة على
أرض النَقبا
كانوا في بلاد الشتات غُربا
زمانهم اليتيم كان قد صُلبا
فعادوا الى بيتهم القديم بعد أن
كان زمانهم قد نهبا