فُقتِ الجمالَ جمالا
شعر: الدكتور حاتم جوعيه - المغار - الجليل -
تاريخ النشر: 07/05/24 | 8:51 لقد أعجبتني هذه الجملة الشعرية المنشورة على صفحة أحد الاصدقاء بالفيسبوك:
( تنازلَ الجمالُ عن الجمالِ لجمالِكِ فزادَ جمالُكِ على الجمالِ جمالا ) .
فأوحت لي بكتابة هذه القصيدة :
تيهي فتاتي خفَّةً وَدلالا – ما زالَ لحظكِ يصنعُ الأهوالا
إنَّ الجمالَ لقد تنازلَ وانحَنى – قد فُقتِ يا عُمري الجمالَ جمالا
إنَّ الجمالَ إذا تجمَّعَ شملهُ – العقلُ في رأسِ المُتيَّمِ زالا
كلُّ النساءِ أمامَ حُسنِكِ تنحني – فُقتِ الجميعَ تألُّقًا وجلالا
من سحرِ عينيكِ المُتيَّمُ ينتشِي – والثغرُ يسكبُ خمرهُ وَزلالا
الشاعرُ الولهانُ هاجَ صبابةً – في حُسنِكِ الفتَّانِ صالَ وَجالا
نالَ الخُلودَ بشعرِهِ وَفنونِهِ – الشعرُ فيكِ روائعًا قد قالا
فأنا المُتيَّمُ في الغرامِ مُلوَّعٌ – كم أشتهي بعدَ البُعادِ وِصالا
إنَّ الوِصالَ يردُّ روحًا أزهقتْ – وأرى البُعادَ منيَّةً وَوبالا
يا نورَ عيني أنتِ روحي والمُنى – وَلأجلِ حُبِّكِ اكسرُ الأغلالا
سأظلُّ أشدُو في سَما أوطانِنا – إنِّي المُقيمُ وأرفضُ التّرحَالا
شقراءُ أنتِ حبيبتي وَعشيقتي – فيكِ الرَّجاءُ أحَقّقُ الآمالا
وَإذا وَقفتُ أمامَ حُسنِكِ صامتًا – لا تعجبي إن كان صمتيَ طالا
فالصَّمتُ في حَرَمِ الجمالِ قداسَةٌ – وَأمامَ حُسنِكِ أشبهُ التمثالا
شعري منارُ العاشقين وَهديُهُمْ – هذا يراعي علّمَ الأجيالا
قد فُقتُ أقراني بفكر ثافبٍ – كم زادَ شعري روعةً وَكمالا
أنا رائدُ التّجديدُ في عصرِ الأسَى – والغيرُ يبقى يندُبُ الأطلالا
ملكُ القريض مدى الدهورِ مُتوَّجٌ – فقتُ الجميعَ مكانةً وَفِعالا
وقصائِدي عصماءُ تُحيِي أمَّةً – وعلى الطغاةِ ستبعثُ الزلزالا
إنِّي أنا الصَّوتُ المُقاوِمُ للمدَى – للعزمِ أبقى ، في الوَغى ، شعَّالا
لا صوتَ يعلو فوقَ صوتِ كرامتي – أجلو الدُّجى وَأحطّمُ الأقفالا
أسقي العطاشَ ، وفي الهجيرُ ملاذُهُمْ – وَنشرتُ فوقَ البائسين ظِلالا
أنا مجلسي للأكرمينَ عقدتُهُ – لا أقبلُ الأوغادَ والجُهَّالا
بحرُ العلومِ وفي العطاءِ لسيِّدٌ – وَيظلُّ جودي في الزَّمانِ مثالا
للسلمِ جئتُ مُعانقًا راياتهِ – أمَّا البغاةُ فأكثروا الأوحالا
يبقى طموحي للمعالي والسُّهَى – والغيرُ يَحيا أخرَقًا مِكسالا
زينُ الشبابِ وفي النزالِ صُمَيْدعٌ – صنوُ الأسودِ أرَوِّضُ الأشبالا
أنا للسلامِ مطامحي وَتطلُّعي .. لكن رفضتُ الظلمَ والإذلالا
كلُّ الخطوبِ تكأكأتْ وافرَنْقعَتْ – لما امتشقتُ الصارِمَ الفصَّالا
إنِّي أنا الرّئبالُ في ساح الوَغى – وَأصُدُّ وحدي الجَحفلَ الجّوَّالا
تبقى الذوابلُ في الخطوبِ قويمةً – تبقى سيوفي في الحُتوفِ صقالا
كذبَ الذي قالَ : (المخاطرُ حَتفُنا ) – والبُعدُ عنهَا يُبعِدُ الآجالا
أنا في طريقِ الحقِّ دومًا سائرٌ – لا أسمعُ الأنذالَ والعُذّالا
أبحرتُ وَحدي في خِضَمٍّ هائج – وَحدي أغنِّي ذلكَ المَوَّالا
أنا في المعامعِ في الطليعةِ دائمًا – وَنرى الجبانَ مُنكّسًا جفّالا
أنا في المَعامِع لن تُنكّسَ رايتي – وَأواكِبُ الأقيالَ والابطالا
وإذا غضبتُ يميدُ كونٌ صامتٌ – قمَمًا لكم زلزلتُهَا وَتلالا
إنِّي القويُّ على النوائبِ دائمًا – وَبراءتي أنا تُشبهُ الأطفالا
حيثُ اتّجَهتُ يكونُ نورٌ ساطعٌ – والخيرُ أرسلُ للدُّنى وغلالا
أجلو الأوامَ لكلِّ قلبٍ ضَامِىءٍ – والسُّحبُ تبعثُ في الهجيرِ صِلالا
والوردُ يُزهرُ والاماني تزدَهِي – والغيثُ يغدُو دائمًا هطّالا
والأرضُ تلبسُ حُسنهَا وَجديدَهَا – وَتُوَدِّعُ الأطمارَ والأسْمَالا
والطيرُ يرتعُ في الرياضِ مُرنّمًا – وَيُواكبُ الإشراقِ والآصالا
كلُّ الوجودِ يشعُّ في أنغامهِ – ويصيرُ في آلائِهِ مُختالا
إنَّ الحياةُ جميلةٌ خلابةٌ – بالسِّلمِ حقًّا كم تزيدُ جمالا
والكائناتُ لفي حبورٍ دائمٍ – والنجمُ في أعلى السما يتلالا
زادي هُوَ الإيمانُ يبقى للمدَى – وَلبستُ من أنوارِهِ سربالا
النورُ عمَّدني وَواكبَ مُهجتي – ولكم عبرتُ مفاوِزًا وَجبالا
كم فدفَدٍ وحدي بليلٍ جُبتُهُ – واجتزتُ وحدي أبْحُرًا ورمالا
دربي الكفاحُ لاجلِ عيشٍ راغدٍ – والنّصرُ يبقى في الحياةِ سَجالا
شعر : الدكتور حاتم جوعيه – المغار – الجليل –