الحياة بعد الطلاق .. وسبل إدارة الأزمة؟
تاريخ النشر: 22/11/11 | 22:59من المعروف أن إنهاء الزواج يمكن أن يكون مصدرا كبيرا للتوتر بالنسبة لشخص ولعائلته، وأيا كانت الأسباب، فإن الطلاق قد يثير عواطفا مؤلمة ومزعجة. فالغضب والحزن والإحباط يرتبطون ارتباطا وثيقا بالطلاق حتى لو كانت العلاقة بين الزوجين عاصفة منذ البداية، بالإضافة إلى ذلك فإن فكرة أن يصبح المرء عازبا من جديد تكون من الصعب قبولها ومحبطة في بعض الأحيان.
والحياة سوف تبدو منقلبة رأسا علي عقب تماما، لأنه سيتم تعطيل كل جوانبها، سواء فيما يتعلق بالسكن أو رعاية الأطفال، أو العلاقة مع أصدقائك وعائلتك.
وبالإضافة إلى ذلك سيكون للطلاق تأثيرا خطيرا على الوضع المالي الخاص بك، وخاصة إذا كان لديك أطفال يجب عليك رعايتهم.
فسواء دام الزواج عامين أو عشرين عاما، فالتعافي من الطلاق يستغرق وقتا طويلا، وعلي الرغم من أن كل إنسان يتفاعل بشكل مختلف، فإن معظم الناس يستغرقون سنوات عدة للتكيف مع التغيرات المترتبة علي الطلاق.
ولكن حتى لو كانت الحياة تبدو مظلمة في بعض الأحيان في أعقاب انهيار العلاقة، تذكري أنه يمكنك التغلب على الوضع وأنك سوف تنجحين في تجاوز المحنة.
إدارة العواطف:
تتطلب استعادة التوازن العاطفي بعد الطلاق بعض العمل ويجوز أن تترافق هذه العملية بالغضب والحزن والإحباط الشديد.
وبالإضافة إلى مساعدتك للتغلب على الألم، فإن الاعتراف بهذه المشاعر يعتبر خطوة هامة في عملية الشفاء، والتحدث إلى صديق أو كتابة مذكرات سوف تساعدك على تحسين إدارة مشاعرك.
ولكن بعض الناس يُدمروا من جراء الجوانب القانونية المترتبة علي الطلاق بحيث يتم شفائهم العاطفي بصورة بطيئة.
وفي الواقع للمضي قدما يجب أن تعترفي بأن زواجك قد انتهي وأن تعتمدي علي هويتك الخاصة التي لا علاقة لها بشريك حياتك السابقة.
تقبلي الأمر:
يمكن أن يكون الطلاق ضربة فظيعة للهوية الشخصية واحترام الذات الخاص بالإنسان، لا سيما إذا لم تكوني أنت السبب وراء الانفصال.
في حين إنه سيكون من المغري أن تطيلي الحديث عن الجوانب السلبية عن شخصيتك وشخصية شريك حياتك السايق، أو حياتك كعازبة – فإن الموقف المتشائم لن يسهم في تحقيق توقعاتك الخاصة.
قومي بمراقبة حوارك الداخلي وعندما تحسين صوتا سلبيا قليلا، عليك بإسكاته على الفور، وشككي في صحة هذا الحديث وعززي وجهات النظر الإيجابية والتفاؤل فيما يتعلق بك وبالوضع الراهن، وحتى لو كنت تستطيعين إدارة كافة تفاصيل الوضع، يمكنك التعامل معه بإيجابية.
إذا عندما تبدأين مرحلة جديدة من حياتك، اغتنمي هذه الفرصة للتعلم والنمو، وادرسي بصدق دورك في العلاقة واعترفي بالمسئولية الخاصة بك في هذا الانفصال.
استخلصي الدروس من أخطائك واتخذي القرار لاتخاذ الخيارات الأفضل في المستقبل.
إذا كنت تستطيعين القيام بذلك، حاولي صنع السلام مع زوجك السابق، فإن العفو يخفف عنك وزنا كبيرا من الهموم والآلام.
خلال فترة التغيير هذه، من المهم جدا أن تحدي من الإجهاد، وللاسترخاء قومي بالتأمل، واستمعي إلى الموسيقى، أو مارسي التدليك أو استمتعي بهواية محببة إلى نفسك، وخصصي لنفسك بعض الوقت الخاص (مهما كان قصيرا) وخصصي لنفسك المكافأة علي الجهود التي تبذلينها.
وحدك أم مع رفقة:
تجاهلي الرغبة في البقاء وحدك، فالدعم العاطفي ضروري للتعافي وكثير من الناس يمكنهم أن يساعدوك في التغلب على هذه الفترة الصعبة من حياتك، فمثلا أصدقائك وأفراد الأسرة بوسعهم أن يجلبوا لك الراحة، لذا انفتحي عليهم وسوف تجدين على الأرجح أن أفضل مصدر للدعم سوف يكون من قبل شخص عايش الطلاق معك.
يمكنك أيضا الانضمام إلى مجموعة دعم في مجتمعك أو الاستشارة المهنية، فهذه الأنواع من الموارد تساعدك على جعل الطلاق شيئا من الماضي، وترين المستقبل بعين أفضل.
افعلي ما هو أفضل بالنسبة لك:
وإن كان من الصعب في بعض الأحيان، خاصة إذا كنت أيضا تساعدين أطفالك في التغلب على نهاية علاقتك، تذكري احتياجاتك ودللي نفسك.
اقض بعض الوقت مع الناس الذين يؤيدونك ومن تمثلين أهمية لهم ليعطوك دفعة من الطاقة.
قللي مصادر التوتر الأخرى، وإذا كنت تستطيعين، قللي من عبء العمل الخاص بك، ولا تخافي أن يرفض طلبك.
وحتى تستأنفي حياتك بشكل طبيعي، تجنبي اتخاذ قرارات مهمة قدر المستطاع قبل إجراء تغيير وظيفي، والانتقال إلى مدينة أخرى أو بدء علاقة جديدة، اعطي لنفسك الوقت للتعافي عاطفيا.
اعتني بصحتك:
بسبب التوتر الناجم عن الطلاق، يمكنك نسيان عاداتك الصحية، فسوف تميلين إلى أكل الوجبات السريعة أو تخطي الوجبات أو تناول الكحول والمخدرات من أجل الهروب.
سيكون لديك صعوبة في العثور على الوقت لممارسة النشاط البدني وسوف يضطرب نظام النوم لديك، وقد تكونين أكثر عرضة للمعاناة من مرض أو فقدان الطاقة في الوقت الذي تحتاجين فيه لكل قدراتك.
اهتمي بتناول وجبات متوازنة، وأخذ قسط جدي من النوم وممارسة النشاط البدني الذي يناسبك بانتظام، فإن ممارسة الرياضة أو برنامج لياقة بدنية يساعد على التخلص من الغضب والإحباط، وفي ذات الوقت يسمح لك بالمحافظة علي هيئتك.
إذا كنت تجدين أنك تتخلين عن عادات صحية، كوني علي اتصال بأحد الأخصائيين المهنيين للحصول على الدعم والموارد.
تحلي بالهدوء:
إذا كنت تبحثين عن سبب للبقاء على علاقة جيدة مع شريك حياتك السابق بعد الطلاق فها هو الطريق، حتى لو كنت غاضبة، يجب إيجاد وسيلة لالتزام الهدوء وطرح غضبك جانبا، وأن تكوني عقلانية، وخصوصا في وجود الأطفال.
يجب عليك أن تتجنبي تماما التحدث عن مساوئ زوجك السابق أو توبيخه، حتى لو كان الطلاق قد تم بينكما، فهذا الشخص لا يزال هو والد أطفاك.
تماما مثلك يجب أن يتكيف أطفالك مع الهيكل الجديد للأسرة، ولذلك فمن المهم التحدث معهم، وتكريس الوقت لمساعدتهم على أن يتخطوا هذه المرحلة.
والحفاظ على الروتين المألوف يمنحهم الراحة المرتبطة بالاستقرار، تأكدي من أنهم يفهمون أنهم لا علاقة لهم بالطلاق، وأن كلا والديهم يحبانهم ويقدمان الدعم لهم.
إذا كان أطفالك يمرون بفترة صعبة عاطفيا، استشيري مهنيا ليقدم لهم الدعم الفردي أو الأسري.
تدبري الصعوبات المالية للطلاق:
للتحرك إلى الأمام، فإنه من المهم إدارة شئونك المالية بطريقة صحيحة، يمكن لتكلفة الطلاق المرتفعة، جنبا إلى جنب مع فقدان مصدر دخل ثان، أن يجبراك علي العيش على ميزانية مخفضة.
لذا تعلمي بسرعة إدارة أموالك وذلك لتلافي الصعوبات المالية في الأشهر والسنوات القادمة، وضعي خطة جديدة للميزانية من أجل استعادة الشعور بالأمن لك ولعائلتك.
بفضل التخطيط السليم، يمكنك النهوض بوضعك المالي والحد من القلق:
قومي بعمل قائمة للنفقات الشهرية، مثل الهاتف، التدفئة، الكهرباء، والرهن العقاري، النقل، الإيجار، أقساط التأمين والمصاريف الأخرى المعتادة.
استخدمي هذه المعلومات لوضع ميزانية جديدة من شأنها أن تسمح لك بتغطية هذه التكاليف وتوفير بعض المال كل شهر.
هل أنت حقا بحاجة لشراء هذا الثوب الجديد أو هذه السترة الجديدة؟ بعد الانفصال، قد يتعين عليك أن تتكيفي مع أسلوب حياة جديد.
ادرسي عاداتك في الإنفاق وحددي ما يمكن إقصاؤه، راقبي النفقات الغير ضرورية حقا، وعلى سبيل المثال المقتنيات الذاتية الصغيرة.
ابحثي عن سبل لخفض النفقات الشهرية، وحاولي تسديد القروض الخاصة بك، وتجنبي خلق دين جديد.
من خلال دفع الفواتير في الوقت المحدد، سوف تتجنبين الرسوم المالية الزائدة التي يمكن محاسبتك عليها وسوف تبقين على تصنيف ائتماني جيد.
لتساعدي نفسك علي تغطية النفقات الغير المتوقعة والتي قد تطرأ، سيكون من الجيد أن تدخري نقوداً، لذلك يمكنك أن تفتحي حسابا ادخاريا جديدا وحددي المبلغ الذي يمكنك دفعه كل شهر، حتى لو كان هذا المبلغ صغيرا، فإنه في نهاية المطاف سيتراكم وسوف يكون بمثابة الحماية في حالة فقدان الوظيفة أو حدوث مرض مفاجئ.
دوني ميزانيتك الجديدة كتابة والتزمي بها، وإذا كنت بحاجة الى مساعدة لتنظيم أموالك أو عمل موازنة، استشيري محاسبا أو مخططا ماليا.
تغلبي على الوضع وتحركي إلى الأمام:
تدريجيا، سوف تقل أحزانك وسيمكنك المضي قدما، ومع ذلك إذا كان لديك مشاكل في التغلب على الحزن أو إذا كنت تشعرين أنها تتعارض مع عملك وحياتك اليومية، قد تعاني من الاكتئاب، في هذه الحالة لا تترددي في الاتصال بالطبيب أو الرعاية الصحية المهنية الأخرى للحصول على المساعدة التي تحتاجينها.
إذا كان الطلاق يضع النهاية لزواجك، فيمكنه أيضا أن يمثل بداية لفصل إيجابي جديد في حياتك.
الآن بعد أن أصبحت أحوالك المادية علي ما يرام وقد استعدت صحتك العاطفية، فإنك علي استعداد لبداية جديدة.
اغتنمي هذه الفرصة للتفكير فيما تريدينه حقا، استكشفي مركز المصالح الجديدة، وأقيمي صداقات جديدة واخلقي أحلاما جديدة.
وفي يوم ما سوف ترغبين في الزواج مرة أخري أو تقررين مواصلة الحياة وحدك، أيا كان اختيارك، فسوف تتغلبين على الطلاق وستعيشين حياتك بشكل ممتاز إن شاء الله.