الشَّهيدَة / رثاء شيرين أبو عاقلة
( شعر : الدكتور حاتم جوعيه - المغار – الجليل – فلسطين )
تاريخ النشر: 11/05/24 | 16:53– في رثاء الإعلامية الفلسطينيَّة الشَّهيدة شيرين أبو عاقلة –
في الذكرى السنوية على وفاتِها –
دربي طويلٌ لا يهونُ المطلبُ – أنا بنتُ شعبٍ شمسهُ لا تغربُ
إنِّي منَ القومِ الذينَ هُمُ هُمُ – لبُّوا نِدا الأوطان لم يتهرَّبُوا
أمضيتُ دهرًا في الكفاحِ وإنَّني – خُضتُ الرَّزايا ..إنَّ أرضي تُنهَبُ
لم يتركِ الأعداءُ شبرًا واحِدًا – كم دنَّسُوا هذي البلادَ وَأرهَبُوا
لا يحملُ الضَّيمَ المُؤرّقَ مَنْ لهُ – عزمٌ بأفكارِ التَّحَرُّرِ يُلهَبُ
فأنا الشَّهيدةُ بنتُ من صانوا الحِمَى- تهبُ البلادَ حياتَها .. فلترقبُوا
فأنا الشَّهيدةُ بنتُ أزهارِ الرُّبى – كأسُ الشَّهادةِ خيرُ كأس أشربُ
إنَّ المَنيَّةَ لا الدنيَّة فاعلمُوا – وَلأجلِ شعبي فهْيَ نعمَ المأرَبُ
أأُلامُ إن غنَّيتُ فجرَ عروبتي – وأبثُّهُ نجوى الحنانِ وأطرَبُ
أتلامُ مَن تبغي الشَّهادَة َ سُؤدُدًا – وَتخوضُ أهوالَ الخطوبِ تُواكبُ
أنا بنتُ شعبٍ عزمُهُ بهرَ الدُّنى – هوَ في الشّدائدِ والصُّمودِ مُجرَّبُ
نحن الألى كفٌّ تُلاطمُ مخرزًا – وَنصُدُّ شرًّا نحونا يتوثّبُ
هذي البلادُ بلادُنا وَمآلنا – لا لن يُدنّسَها دخيلٌ يَنعَبُ
منذ الوجودِ بلادنا كانت لنا – الكونُ يدري أنّنا لا نكذبُ
كالقمح لوني إنَّ قلبيَ أصلدٌ – تاهَ افتخارًا في إبائي يعرُبُ
عربيَّةٌ أنا والعروبةُ سؤدُدٌ – ولخيرِ لخيرِ الناسِ إنِّي أنسَبُ
الغارُ كلَّلني وَعِطرُ الوردِ ضَمَّ – خَنِي وَصرحُ المجدِ دومًا لي أبُ
وهويَّتي تبقى فلسطين المُنى – فجر الحضارةِ ، دمعُهَا كم يصعُبُ
تاجُ العُروبةِ مجدُها وَسَناؤُهَا – مَهدُ الهُدَى في أسرِهَا تتعذّبُ
كلُّ الحرائرِ في الحِمى أمِّي وإنّ – ي في سماءِ المجدِ دومًا كوكبُ
ما أجملَ الموتَ المُشَرِّفُ إنَّهُ – حُلُمي .. وَإنِّي للشَّهادَةِ اطلُبُ
فالقبرُ صارَ لغصنِ قدِّي روضةً – وَتَرَونَ نعشي بالدِّمَا يتخَضَّبُ
فالقبرُ صارَ لغصنِ قدِّي روضةً – وَترونَ نعشي كالعروسِ يُطيَّبُ
ريحَ الصَّبا يا ريحُ لا ..لن تندُبي – قولي لأمِّي نخبَ مجدٍ فاشرَبُوا
فترينهَا مثلَ البلادِ بحُزنِها – ثكلى على جمرِ اللظى تتقلّبُ
أمَّاهُ لا تبكِ فتاتَكِ إنَّهَا – في جنَّةٍ بينَ الخمائِلِ تلعبُ
عيناكِ ،عيني ، لا تسحِّي أدمعًا – لولا الفداءُ لما بلادي تُخصِبُ
هذا الطريقُ يظلُّ أنبلَ غايةٍ – دربُ النضال ِ إلى وُرُودِهِ فاقربُوا
شيرينُ تبقى للكفاحِ منارةً – وأريجُهَا كلَّ العوالمِ يخلبُ
دَمُهَا على دربِ النّضالِ مشاعلٌ – إنَّ التّحَرًّرَ للمُقاوِمِ مَذهَبُ
طوبى لِمَنْ تهبُ البلادَ حياتهَا – قدِّيسةً وَشهيدةً سَتُنَصَّبُ
أيقونةُ الأوطانِ رمزُ طهارةٍ – وَمعِ الملائِكِ في الجنانِ تُطوَّبُ
إنِّي اشتهيتُكِ يا بلادي حُرَّةً – تاجًا على هامِ السُّهَى لا يُثقبُ
إنِّي أردتُكِ مِشعَلًا في شرقِنا – وَمَعينَ مجدٍ للعُلا لا يتضبُ
إنِّي أردتُكِ يا بلاد جنَّةً – تزهُو على كلِّ البلادِ وتَعجَبُ
إنِّي عشقتُكِ يا بلادي فاعلمي – لولا هواكِ لمَا حَياتي تُوْهُبُ
إنِّي عشقتُكِ يا فلسطينَ المُنى – وكفاحُنا يبقى سيجلو الغيهَبُ
******************
إنِّي لأولى بالرِّثاءِ لأنّني – أنا صادقٌ فيما أقولُ وَأكتبُ
أنا شاعرُ الشّعراءِ دون مُنازعٍ – وَضميرُ شعبي قلبُهُ المُتَلهِّبُ
– شعر : الدكتور حاتم جوعيه – المغار – الجليل –