الشمال يتصدر قائمة القتل في البلاد… على دلعونا الهوا الشمالي غير اللونا
بقلم الإعلامي احمد حازم
تاريخ النشر: 13/05/24 | 12:30الشمال جغرافيا له مكانة مرموقة لدى الشعوب في السياسة والادب وحتى في الغناء. ولو نظرنا الى “الشمال” عالميا لوجدنا ان شمال أوروبا الذي يضم الدول الإسكندينافية هو الأكثر حضارة في القارة الأوروبية. ولو نظرنا اليها سياسة على الصعيد العربي لوجدنا ان اول رئيس جمهورية في لبنان ازاح حكم المخابرات هو الرئيس سليمان فرنجية من شمال لبنان. ولو نظرنا الى “الشمال” ثقافة لوجدنا ان الرواية التي كتبها الروائي السوداني المعروف الطيب الصالح “موسم الهجرة الى الشمال” حظيت بتقدير عربي وعالمي. حتى ان فيروز غنت لـ”الشمال” ونسيمه “على دلعونا على دلعونا هوا الشمالي غير اللونا”. لكن شمال بلادنا له نكهة أخرى ورائحة غير مستحبة لها علاقة بالإجرام.
على ذمة مركز أمان – المركز العربي لمجتمعٍ آمن، وفي تقريرها عن العنف في المجتمع العربي، فإن أكثر حالات القتل وقعت في الشمال من ناحية المناطق السكانية. تشير معطيات مركز أمان إلى ان الثلث الأول من العام الحالي (حتى 30 نيسان 2024)، هو الأعلى في أعداد ضحايا الجريمة والعنف في المجتمع العربي إذ شهد مقتل 69 شخصا، بينهم 36 من منطقة الشمال، و25 ضحية من منطقة المركز، و6 ضحايا من منطقة الجنوب والنقب، وضحيتان من القدس، وضحية واحدة من الأراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة.
من يقول اننا لا نتطوّر فهو مخطئ. لماذا؟ لأن أعداد ضحايا الجريمة والعنف في المجتمع العربي في الثلث الأول من العام 2022 وصل إلى 25 ضحية ثم عادت ضحايا العنف والجريمة للارتفاع مع تسلّم حكومة اليمين المتطرف الحالية الحكم وتسلّم بن غفير لوزارة الأمن القومي، حيث بلغ عدد الضحايا 62 ضحية في الثلث الأول من عام 2023، و69 ضحية في الثلث الأول من العام الحالي 2024، وهما الأعلى على الأطلاق.
وقد لفت نظري في التقرير وجود ضحايا شباب في مقتبل العمر (17-18). فبدلا من ان يكون هؤلاء في معاهد علمية أصبحوا من نزلاء المقابر. كان من الممكن ان يصبح هؤلاء أصحاب مهن يخدمون مجتمعهم لو لاقوا من أهلهم ومحيطهم ودولتهم الرعاية المطلوبة. من يلقى وجه مرضا او قدرا فهذا أمر عادي، لكن ان يموت الانسان قتلا فهذا أمر غير عادي مع إيماني المطلق بأن الأعمار بيد الله.
وأخيرًا… يقولون “أن هذه الحكومة ووزيرها المتطرف أطلقوا العنان لعصابات الإجرام لتسرح وتمرح في مجتمعنا العربي”. لغاية هنا انا أتفهم ذلك. لكن ما لا افهمه كيف يُطلب من حكومة تُتّهم بأنها المسؤولة عن العنف في مجتمعنا العربي، العمل على وضع “برامج أو خطط أو إجراءات فعلية وحقيقية على أرض الواقع لمكافحة هذه الآفة التي تفتكّ بمجتمعنا”؟ كيف ؟