أساس بلاء الشعب الفلسطيني تاريخيا وحاضراً… فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة
بقلم: احمد حازم
تاريخ النشر: 14/05/24 | 16:39الرابع عشر من شهر مايو/أيار عام 1948 تسمّيه إسرائيل “يوم الاستقلال” لأنها تأسست في ذلك اليوم. لكن لهذا التاريخ معنى آخر لدى الفلسطينيين إذ يعتبرونه يوم النكبة الفلسطينية الأولى التي شهدت تهجير شعب من وطنه وتقديمه على طبق من فضة ليهود أوروبا بقرار من الأمم المتحدة. بمعنى ان ألمانيا النازية قتلت في الحرب العالمية الثانية 6 ملايين يهودي، والفلسطينيون دفعوا الثمن بموافقة دولية. ظلم كبير لحق بالفلسطيني ولا يزال هذا الظلم يطارده حتى يومنا هذا.
المعروف ان بريطانيا كانت السبب الرئيس في طرد الفلسطيني من وطنه. ففي العام 1917 أعلن وزير الخارجية البريطاني آرثر جيمس بلفور عن وعده المشؤوم لليهود بإعطائهم فلسطين وطنا لهم. هكذا علمنا التاريخ. لكن بعض المؤرخين يرون ان الاستيطان اليهودي في فلسطين بدأ قبل ذلك. بمعنى ان المرحلة الأولى للاستيطان اليهودي في فلسطين تعود إلى الجنرال الفرنسي نابليون بونابرت حين احتل مصر عام 1798 وأصدر حينها بيانا دعا فيه اليهود من آسيا وأفريقيا إلى مساعدته في حملته مقابل دعمهم في الوصول إلى “أرض الميعاد”.
الباحث والمؤرخ الفلسطيني رفيق النتشة يقول في كتابه “الاستعمار وفلسطين” ان بدايات الاستيطان اليهودي الفعلي في فلسطين انطلقت في عام 1840 بعد فشل حملة نابليون على مصر وفلسطين . حينها عرض اللورد شافتسبري صاحب مشروع كذبة “أرض بلا شعب لشعب بلا أرض” مشروعه على اللورد بالمرستون وزير الخارجية البريطاني أثناء عقد مؤتمر الدول الأوروبية في لندن 1840، لتبني هجرة اليهود إلى فلسطين وإقامة دولة خاصة بهم. وعلى فكرة، اللورد شافتسبري واحد من أهم الشخصيات الإنجليزية في القرن التاسع عشر، وكان زعيم حزب الإنجيليين وكان اليهود أحد الموضوعات الأساسية في فكره ومحط اهتمامه الشديد.
بريطانيا وكما جاء في الكتاب استفادت من فكرة نابليون دعوة اليهود إلى فلسطين، وأخذت طرف الخيط منه حين أسست قنصليتها في القدس سنة 1838 ثم عملت على إنشاء فروع لها في حيفا ويافا وعكّا، وأخيرا عقدت مؤتمر لندن الذي دعا اليهود إلى الهجرة لفلسطين لإنشاء الدولة العبرية لتكون خادمة للمصالح البريطانية في المنطقة. وتبنى بالمرستون هذه الدعوة وتحمّس لها لإقامة كومنولث يهودي لإقامة الدولة العبرية في فلسطين لأسباب سياسية ودينية اشترك فيها البروتستانت مع اليهود،
ومن خلال ما تقدم يتبين لنا ان فرنسا وبريطانيا كانتا تاريخيا الدولتان اللتان عملا على عملية جلب اليهود لفلسطين وبالتالي تأسيس دولتهم، وبعدها تولت الولايات المتحدة عملية الدفاع عننها وتقديم كل أنواع المساعدات له ماديا وعسكريا ومعنويا وسياسيا، إضافة الى الدعم الفرنسي والبريطاني وبطبيعة الحال الألماني، والأوروبي بشكل عام.