ثورة تحرير كاليدونيا الجديدة
بقلم قرار المسعود
تاريخ النشر: 19/05/24 | 11:49يبدو أن عدوى تحرر الأوطان و التمرد على الأم المصطنعة قد
تحول هذه المرة من إفريقيا الى آسيا و بالضبط في كاليدونيا الجديدة حيث
رائحة تأسيس جبهة للتحرير الوطني فاحت من جمهورية الفيتنام والجزائر.
هذا الشعار الذي هزم الأمريكان و الفرنسيين في ديان بيان فو و فرنسة و
الحلف الأطلسي في أوراس النمامشة.
حسب الإعلام الفرنسي (BFMTV – Le Monde – TF1)
فرنسا تعلن حالة الطوارئ و ترسل القوات الخاصة لقمع المتمردين
الضعاف إلى جزيرة كاليدونيا الجديدة في المحيط الهادئ و خاصة في نوميا
حيث يقطن المواطنون من أصول جزائرية الذين نفوا من الجزائر في
الفترة 1862 من مناطق مختلفة (المقراني من شرق و بني شقران من
معسكر و قبائل بأكملها). و تضيف نفس المصادر أن المظاهرات أسفرت
على عدد من القتلى و الخسائر المعتبر في محيط مطار نوميا. فكاليدونيا
الجديدة هي الجزيرة مستعمرة التي طالما رغبت في الاستقلال وشهدت
تصعيدًا خطيرًا في الأسابيع الأخيرة.
فالأكيد أن عدوى هذه الجزيرة و هذا الشعار سيتسع محيطه في
المنطقة و ربما يتحول إلى أمريكا اللاتينية بسبب الظلم و الغطرسة
الإستعمارية و نهب الخيرات بلا شفقة و بلا رحمة و استمرار العبودية
المزينة بشعارات الديمقراطية و الحرية التي كشفها الإعلام المضاد و إبراز
حقائق إستغلال الغرب لشعوب العالم. على الرغم من كل مشاهد التحويل
في الساحة المنادية للعدل و الإنصاف و عدم التدخل في شؤون الدول
بواسطة القانون الجائر الذي لم يعدل منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، تشهد
شعوب و مجتمعات العالم الثالث تصريحات و مواقف و مساعدات من
عملاء لتدعيم إستمرار غطرسة الغرب و هم يدركون أن مسيره و مسيرهم
على وشك النهاية و أن التشبت بالقطبية الأحادية قد تمحى من عقول
المجتمع الدولي و الشعوب قاطبة.
فما عادت القوة الاقتصادية وحدها تملي ما تشاء على السياسة وبدأت
تتلاشى يوما بعد يوم و تحل محلها العلاقات الجادة و المتبادلة بالشفافية
وبالإنصاف والعلاقة المحترمة. ففرض على طاقة الغرب كله و تفكيك كل
برامجه المعدة للمحافظة على قيادة العالم و أصبح الأمر بين الإنسياق أو
الزوال.