وفود الجولات المكوكية… تيتي تيتي متل ما رحتي متل ما جيتي
الاعلامي احمد حازم
تاريخ النشر: 18/05/24 | 13:30اذكر جيداً ان الفنان السوري المطرب موفق بهجت أحد نجوم الزمن الجميل وصاحب اغنية ” بابوري رايح رايح بابوري جاي,,, بابوري محمل سكر وشاي” تعرفت عليه في صيف عام 1970 في بيروت عندما قام بزيارة للصحيفة التي كنت أكتب فيها في تلك الفترة في بدايات حياتي الصحفية، واسمها صحيفة “الناس”. هذه الاغنية اشتهرت في العالم العربي سابقا مثل شهرة وفود الهدنة الى القاهرة والدوحة حاليا، كما يجمعهما قاسم مشترك وهو ان بابور موفق بهجت رايح جاي ووفود المفاوضات أيضا رايحين جايين، لكن بابور موفق على الأقل يحمل سكر وشاي والوفود لا تحمل شيئا.
مرة واحدة ويتيمة هي التي نجحت فيها قطر في تشرين ثاني الماضي في عملية تبادل أسرى. ورغم محاولات الطرفين لاحقا للتوصل الى تهدئة، الا ان هذه المحاولات باءت بالفشل وعلى الأكثر لن تنجح. نحن الآن امام مثلث متوازي الأضلاع ( بايدن، نتنياهو والسنوار). ورغم عمليات الجيش الاسرائيلي في رفح، فان البعض لا يزال يعلق آمالاً على نجاح مصر في إنجاح المفاوضات، اعتمادا “على وجود سعي اميركي من اجل انجاز صفقة قبل الانشغال بالانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة خلال الاسابيع القليلة المقبلة وهي الانتخابات الاكثر حماوة اميركياً”. بايدن يتخوف من ان يكون الفشل مصيره في انتخابات الرئاسة ثمنا لدعمه لنتنياهو واسرائيل في الحرب على غزة، وهذا الأمر يتوقعه الكثير من المحللين. بمعنى ان غزة هي التي ستبعد بايدن عن حمل لقب سيد البيت الأبيض مرة ثانيةـ وبذلك تكون “براقش جنت على نفسها”
أما الاسرائيلي الأمريكي التربية، نتنياهو، المنهمك حاليا في الأمور الداخلية ( مظاهرات عائلات الاسرى والمظاهرات المطالبة بتنحيته وغيرها) فإن شغله الشاغل الآن افشال المفاوضات حتى الان. نتنياهو يرى نفسه اليوم واقعا بين سندان أهالي الأسرى ومطرقة رفح. وعلى الأكثر يراهن على احتمال إدخال رفح في مفاوضات قادمة بمعنى الخروج من رفح مقابل أسرى،
واستناداً لخبر نشره “موقع العرب” مساء الاثنين الماضي، يقول إن نتنياهو “مصمم على الانتصار المطلق والضرب بكل قوة وان نهاية الحرب متوقفة على استسلام حماس وإلقاء سلاحها وإعادة الرهائن.” إلاّ ان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، له رأي آخر فيما يتعلق برفح. ففي مقابلة له مع محطة “ان بي سي” التلفزيونية الأميركية الأحد الماضي، اعترف موجها كلامه لنتنياهو بأن ” هجوما إسرائيليا واسعا على رفح سيزرع الفوضى من دون القضاء على حماس ومن دون حل المشكلة”.
سنوار حماس وعلى ما يبدو فان شرطه الاساسي للاتفاق على تبادل اسرى مرهون بالدرجة الاولى بوقف الحرب على غزة وضمانة اميركية خطية، خصوصاً وان حماس تعتبر ان ما يستخدمه المفاوض الاميركي بالنسبة للهدوء غير واضح، بما يضمن لإسرائيل الالتفاف عليه في اي وقت وعدم الالتزام به.
واخيراً… فشل وفود الجولات المكوكية الى القاهرة والدوحة للتوصل الى هدنة يطبق عليها المثل الشعبي:” تيتي تيتي متل ما رحتي متل ما جيتي”