شارون ونتنياهو وغزة… الأول انسحب منها والثاني تورط فيها
الاعلامي احمد حازم
تاريخ النشر: 19/05/24 | 13:34صديقي المخرج اللبناني رفيق حجار مخرج الأفلام الوثائقية المعروف، قدم في حياته الفنية العديد من الأفلام من بينها فيلما يحمل اسم “أيار الفلسطينيين” الذي فاز بالجائزة الذهبية في الدورة الخامسة لمهرجان قرطاج السينمائي. الفيلم يتحدث بشكل عام عن مآسي الفلسطينيين ولا سيما عن النكبة الكبرى عام 1948. المآسي الفلسطينية تتجدد وشهر أيار الحالي لم يكن أحسن من “أيار الفلسطينيين” عام نكبة 48 بل بالعكس من ذلك فهو يشبهه في المأساة من قتل وتهجير.
صحيح ان أشهر السنة الباقية ليست أحسن من شهر أيار، فهي تحمل مآسي من الاحتلال، وعلى سبيل المثال شهر أبريل/ نيسان الذي شهد مجزرة دير ياسين وشهد اغتيال ثلاثة قادة كبار من فتح في العاصمة اللبنانية بيروت (كمال عدوان، كمال ناصر وأبو يوسف النجار وأيضا أبو جهاد الوزير) وكذلك شهر مارس/ آذار الذي شهد الاستيلاء على أراضي عربية واسعة في الجليل مما أسفر عن القيام باحتجاجات شعبية واسعة اطلق عليها “يوم الأرض”. وكيف ننسى شهر يونيو/ حزيران الذي تم فيه احتلال الضفة الغربية وغزة. لكن شهر مايو/ أيار له ميزة خاصة لأنه شهر أول نكبة تهجير شعب من ارضه في التاريخ.
وما دمنا في الحديث عن التاريخ الذي يحاول نتنياهو ان يسجل نفسه في صفحاته “أول بطل إسرائيلي”
يقضي على حماس في غزة، لكنه يحاول ذلك عبثا منذ ثمانية شهور، ولم يتعلم الدرس من رئيس الحكومة الأسبق أرئيل شارون الذي انسحب من غزة من تلقاء نفسه واتخذ قرار الانسحاب بين ليلة وضحاها لأنه توصل الى نتيجة مفادها ان الحرب على غزة غير مجدية.
لقد وضع شارون “خطة فك الارتباط أحادية الجانب” لمعروفة عربيًا باسم “قانون الانسحاب ” وكان شارون المبادر وقائد هذه الخطة. وقنها كان يسكن في قطاع غزة عند القيام بالخطة 8600 مستوطنًا. وقد بدأ إخلاء قطاع غزة من المستوطنين في الخامس عشر من شهر آب /اغسطس 2005، واكتمل الإخلاء في غضون ثمانية أيام. وفي في إطار هذا الانسحاب أُخليت المستوطنات ومعسكرات الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، وكان ذلك نتيجة لمعركة أيام الغضب التي فشلت فيها إسرائيل في تحقيق أهدافها بمنع إطلاق الصواريخ من غزة.
شارون اختار الانسحاب بدل من توريط جنوده كما يفعل نتنياهو الآن الذي لم يأخذ العبر من دروس انسحاب شارون. على فكرة نتنياهو كان وقت انسحاب شارون من غزة وزيرا للمالية فاستقال من الوزارة بسبب انسحاب شارون.
اليوم التالي بالنسبة لشارون كان الانسحاب من غزة وتركها بحالها بدل التورط فيها. لكن نتنياهو لم يفكر أبدا أن يكون “شارون جديد” وينسحب من غزة وينهي الحرب ويعيد الأسرى سالمين وليس بالتوابيت، لأن شارون ورغم قسوته العسكرية وتاريخه المظلم مع الفلسطينيين كان “عقلانيًا” في قرار الانسحاب لأنه فكر في مصلحة إسرائيل وليس فلي مصالحه الشخصية، ولم يكن أسير أحد في الحكومة في اتخاذ قرار، بينما نتنياهو هو الآن أسير بن غفير وسموتريتش، وهو بالتالي بحاجة الى تحرير نفسه قبل تحرير الرهائن.
وأخيرًا… شارون انسحب من غزة صيف عام 2005 ونتنياهو تورط فيها عام 2023. يا “أبا يائير…دخول الحمام مش متل الخروج منه”