الطالب الجزائري من 1956 إلى 2024
بقلم قرار المسعود
تاريخ النشر: 21/05/24 | 15:30إذا كان الطالب في 19 ماي1956 قد تخلى عن مقعد الجامعة و
الثانوية لتحرير الوطن و إعلاء كلمة الله أكبر، إثر نداء جبهة التحرير
الوطني و الصعود إلى الجبال. فتجسيد هذا اليوم الأغر يعتبر رسالة ترسخ
في أذهان طالب 2024 و تفسر له مدى قدسية هذه الذكرى و تحمل على
عاتقه مهمة غير عادية خاصة في هذا الظرف المتقلب في الساحة العالمية
من أجل بناء الدولة و صون الوديعة التي ضحى من أجلها قوافل من
الشهداء.
هذه الرسالة المقدسة لم تورث و تشرح بالقدر الكافي للأجيال
الصاعدة بما يطمئن إلا من خلال الرؤية الحالية التي وفرت و هيأت جملة
من الظروف لتوعية عنها و التعريف بمغزاها كما يجب. فإذا كان أولئك
الذين بدئوا المشوار فعلى هؤلاء إتمامه كما تمناه أسلافهم. يقول مفدي
زكريا في الشأن ” نحن بلغنا الرسالة نحن سطرنا العدالة – نحن مزقنا
الجهالة وصدعنا الظلمات – نحن طلاب الجزائر نحن للمجد بناة”
يا طالب اليوم، ها هو المشعل جاءك على طبق من ذهب، هل أنت
جدير به ؟ إذا كانت معركة الأمس في الميدان، فإنها اليوم بالعلم و المعرفة
وحسن التسيير. إنها فرصة كما كانت للشعوب و شباب الغرب في عصر
الآلة حيث تربعوا على العالم و تحكموا فيه حتى الآن، هذه فرصة لكل
طلاب البلدان النامية الذين يريدون التقدم و أدركوا أن السبيل الوحيد هو
العلم. يقول العلامة ابن باديس “يا نشئ أنت رجاؤنا وبك الصباح قد اقترب;
خذ للحياة سلاحها وخض الخطوب ولا تهب”.
فإذا كانت رسالة أسلافنا هي تحرير الوطن من الإستعمار،
فرسالتكم اليوم هي تحرير الوطن من الجهل و هي أصعب من سالفتها .